الأطفال لديهم بالفطرة حب إستطلاع و إستكشتف و معرفة فكل شئ حولهم يكون بالنسبة لهم جديد و غامض إلى أن يمسكوه و يتفحصوه و يكونوا فكرة عنه , و لكن للأسف يتضجر الكثير من الآباء و الأمهات من أسئلة أطفالهم و إلحاحاهم و شغفهم للمعرفة و التعلم , فإن كانت الأسرة هي أول من يسأم من أسئلة الأطفال و تعلمهم فمن أين يتعلموا؟
لماذا يسأل الأطفال كثيرا؟
لأسباب كثيرة و متنوعة يلجأ الأطفال للأسئلة أولها و أهمها هو حب الإستطلاع و المعرفة , فالطفل منذ بداية حياته و إدراكه لما حوله يرغب في معرفة كل شئ و يريد تجربة ما يراه و يسعى دائما لمعرفة كل ما هو غامض أو مجهول بالنسبة له , و ربما يسأل أيضا لتأكيد معلومة معينة لديه أو لزيادتها , فهو بالفعل يعرفها لكن يريد أن يعرف أكثر و أكثر فيلجأ للسؤال حتى يخبره أبواه بالمزيد , و أخر سبب يدفع الطفل للأسئلة هو أنه يريد التحدث فقط مع الوالدين , فبالتأكيد أسعد لحظات يقضيها بجوارهما , فهو بالقرب منهما يزيد إحساسه بالأمان لذلك يستغل أي فرصة للإقتراب منهم و التحدث معهم.
ليه؟
هذه أكثر كلمة يقولها الأطفال و بالتالي هي أكثر كلمة تزعج الأهل من تكرارها و لكنها تعبر عن كم الشغف المعرفي لدى الطفل , فربما يسأل ليدرك شئ معين أو يفهمه , و الإحتمال الآخر هو أن الطفل يريد زيادة حصيلة المعرفة العلمية أو اللغوية أو حتى الإجتماعية لديه فيلجأ لهذه الكلمة , لأنه عندما يستخدمها و يقولها لوالديه أو لأحدهما يجيبوا ببعض المعلومات الجديدة و عندما يكررها يجيبوا بأشياء أخرى توسع و تزيد الكم المعرفي لديه.
نعمة لا تسأموا منها:
إن كنتم أنتم تسأموا من كثرة كلام أطفالكم و حديثهم و أسئلتهم فهناك من حرموا من سماع أصوات أطفالهم و يتمنوا حتى لو ينطق طفلهم بكلمة واحدة , و هناك من حرم من نعمة الإنجاب و ليس لديهم أطفال من الأساس , لذا عليكم أن تحمدوا الله على أن رزقكم أطفال و تحمدوه مرة أخرى على إنهم طبيعيين يتكلمون و يسألون و يناقشون و يحاورون , و لا تتهموهم بالثرثرة و كثرة الكلام و الإزعاج فكل كلمة يستفيدوا هم منها أكثر مما تتوقعوا.
الحل:
ألا تسأموا أبدا من هذه الأسئلة حتى لو كثيرة و متكررة بل شجعوهم على ذلك و أظهروا سعادتكم بذلك و حاولوا أن تردوا عليهم ردود صحيحة و مفصلة حتى تشبعوا لديهم حب الإستطلاع و تفيدوهم و تنموا قدراتهم العقلية و أيضا الإجتماعية و النفسية , و فكروا جيدا أنكم المصدر الأساسي و الموثوق لإمدادهم بكل ما يريدوا معرفته و إلا سيلجأوا للغير و ربما يحصلوا على معلومات مغلوطة و سيئة و هذا ما لا تريدوه لأطفالكم.
في النهاية نتمنى أن تكونوا إستفدتم بهذه النصائح التربوية و للمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء , و أنصحكم بقراءة هذا المقال بعنوان: “حاورني لو سمحت” , و أشركونا دائما بتعليقاتكم و أسئلتكم و تجاربكم.