ما الفارق بين مهارات الاتصال والتواصل؟ وما هو التواصل في المجال الطبي؟

إنَّ للاتصال والتواصل بين الشعوب دورٌ هامٌّ للتعريف عن الحضارات المُختلفة، ولكنَّ الكثير من الناس يعتقدون بأنَّ الاتصال والتواصل هما شيءٌ واحد، أو بالأصح مفهومٌ واحد؛ ولكن في حقيقة الأمر هناك اختلاف فيما بينهما. سنعرِّفكم في هذا المقال على وجه الاختلاف بين الاتصال والتواصل، وعن ما هي أنواع مهارات الاتصال وما أهميتها، وغيرها من المواضيع المُتعلِّقة بالاتصال، والتي من المُمكن أن يكون لها أهميَّةٌ بالنسبة إليكم.

Share your love

تعريف الاتصال والتواصل:

إنَّ للاتصال والتواصل بين الشعوب دورٌ هامٌّ للتعريف عن الحضارات المُختلفة، ولكنَّ الكثير من الناس يعتقدون بأنَّ الاتصال والتواصل هما شيءٌ واحد، أو بالأصح مفهومٌ واحد؛ ولكن في حقيقة الأمر هناك اختلاف فيما بينهما. سنعرِّفكم في هذا المقال على وجه الاختلاف بين الاتصال والتواصل، وعن ما هي أنواع مهارات الاتصال وما أهميتها، وغيرها من المواضيع المُتعلِّقة بالاتصال، والتي من المُمكن أن يكون لها أهميَّةٌ بالنسبة إليكم.

تعريف الاتصال (Connection):

يُعرَّف الاتصال بأنَّه: عمليةٌ يحدث فيها تبادل المعلومات بين شخصين أو أكثر، وتقديم هذه المعلومات إمَّا عن طريق الكتابة، أو الكلام، أو حتَّى ببعض الإشارات أو المفاهيم التي يُمكننا القيام بها، أو باستخدام أيِّ طريقةٍ أخرى من لغة الجسد، والتي تحقِّق إيصال الأفكار من أيِّ إنسانٍ إلى الآخرين.

تعريف التواصل (Communication):

يُعرَّف التواصل بأنَّهُ: اللغة التي تُستخدَم للتواصل بين الأشخاص الذين لا يتكلَّمون لغةً واحدة، ولكن عندما تكون هذه اللغة هي اللغة التي ينطق بها عددٌ كبيرٌ جداً من الناس، تتحوَّل هذه اللغة إلى لغة تواصلٍ مُنتشرةٍ في مُختلف أنحاء العالم، وفي مُعظم الأحيان تكون هذه اللغة لغة التجارة ولغة العلوم.

من الأمثلة على اللغات التي كانت من أهمِّ لغات التواصل، والتي كانت سائدةً في القرون الوسطى وفي عهد الخلافة العباسية: اللغة العربية؛ أمَّا في عهدنا الحديث فإنَّ اللغة الإنكليزية تُعدُّ من أهمِّ لغات التواصل بين الشعوب المُختلفة.

أنواع مهارات الاتصال:

هناك العديد من مهارات الاتصال المُختلفة، والتي من المُمكن استخدامها حسب المواقف المُحيطة بالأشخاص. وإنَّ أنواع مهارات الاتصال تقتصر على نوعين هما:

1. مهارات الاتصال الكتابية (Written Communication):

هي المهارة المُختصة بنقل المشاعر والمعلومات والأفكار من شخصٍ إلى آخر، أو بين عدة أشخاصٍ عن طريق الكتابة؛ وقد يكون انتقال هذه المعلومات عادةً بطريقةٍ رسميةٍ أو غير رسمية، ويتوقَّف ذلك على طبيعة المعلومات والأفكار المُراد إرسالها، والشخص المُراد إرسال المعلومات إليه.

ومن أمثلة مهارات الاتصال الكتابي:

  • كتابة السير الذاتية.
  • كتابة الوثائق المُختلفة.
  • كتابة التقارير الخاصة بالعمل.
  • كتابة التوصيات.
  • كتابة الرسائل الشخصية والعملية.

2. مهارات الاتصال التقني والتكنولوجيا (Technological Communication):

ويحدث هذا النوع من مهارات الاتصال عن طريق شبكات الإنترنت، أو شبكات الهواتف المحمولة؛ حيث يجري التواصل بين الأشخاص عن طريق:

  1. طريقةٍ مرئيةٍ أو صوتية: رسائل الفيديو، أو مُحادثات الفيديو، أو الرسائل الصوتية عن طريق شبكة الهواتف النقالة.
  2. طريقةٍ مكتوبة: مثل رسائل الهاتف، أو رسائل البريد الإلكتروني.

3. مهارات الاتصال الشفوية (Oral Communication):

إنَّ أكثر أنواع الاتصال انتشاراً بين الناس بشكلٍ عامٍّ هو الاتصال اللفظي (اللغوي)، حيث يُمكن لجميع أفراد المُجتمع استخدامه للتعبير عما يجول في خواطرهم من أفكار، أو لتبادل الأخبار فيما بينهم. ومن المُمكن أن ينقسم الاتصال اللفظي إلى ما يلي:

  • قد يكون الاتصال محدوداً ضمن مجموعةٍ من الأشخاص فقط، مثلما يحدث في الندوات أو الاجتماعات.
  • قد يكون الاتصال مُقتصراً على طرفين فقط، حيثُ يمكنهما أن يتبادلا من خلال هذا الاتصال المشاعر، والأفكار، والمعلومات، وغيرها من الأمور التي يمكن أن تكون مُشتركةً فيما بينهما.
  • قد يكون الاتصال بين الفرد ومجموعةٍ من الأشخاص -الجمهور- مثلما يحدث في خطبة الجمعة، أو بين المُعلِّم وطُلَّابه.

4. مهارات الاتصال غير الشفوية:

إنَّ هذا النوع من الاتصال يكون مُتمثِّلاً بتعبيرات الوجه، والإيماءات، والإيحاءات المُختلفة؛ وغالباً ما يتمثَّل بلغة الجسد. أي أنَّ هذا النوع من الاتصال لا علاقة له أبداً بأيٍّ من مهارات التواصل الشفوية أو الكتابية. ولكن هل نحن نستخدم هذا النوع من الاتصال في حياتنا؟ بكلِّ تأكيد، نحن نستخدم هذا النوع من الاتصال، وبشكلٍ لا شعوري، فمثلاً: نستخدم إشارة الإبهام للأعلى للتعبير عن جودة الشيء أو ما نقول عنه (like)، وإذا أشرنا بإبهامنا للأسفل فهذا يعني بالنسبة إلينا أن الأمر غير جيد (dislike).

الفرق بين الاتصال والتواصل الشفهي:

إنَّ مهارات الاتصال هي المهارات المُتعلِّقة بنقل المعارف والمشاعر والأفكار والمعلومات من شخصٍ إلى آخر، أو بين مجموعة من الأشخاص؛ وذلك من خلال طرائق مُتعددةٍ منها: الطريقة الكتابية، أو اللفظية، أو غير اللفظية، أو باستخدام لغة الجسد، أو التكنولوجيا كما ورد آنفاً.

بينما يعدُّ التواصل الشفوي من أهمِّ مهارات تواصل الأفراد فيما بينهم، وفي هذا النوع من التواصل تُستخدم اللغة المنطوقة والمُشتملة على المُفردات والجمل والعبارات ذات المعنى والهدف الواضح بين المُرسل والمُتلقِّي؛ وتعتمد مهارة التواصل الشفوي على مهارتي الاستماع والتحدُّث.

هل للتواصل الشفوي ميِّزاتٌ تجعلنا نعتمد عليها ونستخدمها بشكلٍ دائم؟

نعم، وبكلِّ تأكيد. سنذكر لكم أهمَّ هذه الميزات فيما يلي:

  1. تبادل الآراء والأفكار والاقتراحات بين شخصين، أو مجموعةٍ من الأشخاص بصورةٍ مباشرة.
  2. يُعزِّز روح التعاون والصداقة بين جميع الأفراد.
  3. يوفِّر الكثير من الوقت والجهد، ويُخفِّف من حدَّة التوتر.

ولكن، هذه الميزات لا يمكن أن تتحقَّق إلَّا إذا توفَّرت مُتطلَّبات التواصل الشفوي، وإنَّ هذه المتطلَّبات تتمثَّل بـ:

  1. يجب أن تتوفَّر مُختلف مهارات الحديث من مستوى صوتٍ جيد في أثناء التحدُّث، وسرعةٍ مقبولةٍ في الحديث.
  2. يجب أن تتوفَّر مهارات الإصغاء التي تقسم إلى: التجاهل إذا لزم الأمر، والتظاهُر بالإصغاء بحسب الموقف، والإصغاء الجزئي، والإصغاء الجيد.

أهمية مهارات الاتصال:

  1. عندما تتمكَّن من اكتساب مهارات اتصالٍ جيدة، فإنَّ ذلك يزيد من قُدرتك على حلِّ المُشكلات، والوقوف في وجه الأزمات التي تفاجئك، والقُدرة على التعامل معها بحكمة.
  2. إنَّ مهارات الاتصال الجيدة قادرةٌ على تحقيق التغيير الإيجابي في جميع المجالات الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية؛ بالإضافة إلى تطوير الفرد والمُجتمع.
  3. عند اتقانك لمهارات الاتصال، فإنَّك وبكلِّ تأكيدٍ تستطيع تحقيق جميع طموحاتك وأهدافك الشخصية والعملية؛ لأنَّها ستُمَكِّنك من خوض أيِّ مُقابلة عملٍ بنجاح، وتُمكِّنك أيضاً من كتابة أيِّ سيرةٍ ذاتيةٍ بمهارة.
  4. إنَّ مهارات الاتصال تنقل الأفكار، والمعلومات، والثقافات من جيلٍ إلى جيل.
  5. عند اتقانك مهارات الاتصال الفعَّال، فإنَّ ذلك سيجعل منك قائداً ناجحاً؛ لأنَّك ستمتلك وسائل اتصالٍ فعَّالةً مع الآخرين. فحين تتحدَّث، فإنَّ الجميع سيَصغي إليك.
  6. عند امتلاك مهارات الاتصال الفعَّالة، فإنَّ ذلك سيُعزِّز من قوَّة شخصيَّتك وثقتك بنفسك.
  7. إنَّ مهارات الاتصال لها دورٌ كبيرٌ في حياة الأفراد بمُختلف مراحلهم العُمرية والعملية؛ سواءً في العمل، أم مع الأهل والأصدقاء، أم في المدرسة، أم في أيِّ أماكن أخرى يُمكن التواجد فيها.
  8. هناك تناسبٌ طرديٌ بين مهارات الاتصال الفعَّالة والأهداف المُراد تحقيقها؛ فكلَّما كان الهدف أكبر، كلَّما زادت الحاجة إلى تطوير واكتساب مهارات الاتصال الفعَّالة.

ومن أنواع التواصل الهامِّ جداً: التواصل الصحي، ولكن ما المقصود به؟ وما هي أهدافه؟

مهارات الاتصال في المجال الطبي:

هي دراسة ومُمارسة التواصل بهدف نشر وترويج المعلومات الطبية والصحية، ومثالٌ على ذلك: حملات التوعية الصحية، وحملات الصحة العامَّة، وحملات التوعية لتحسين التواصل بين الطبيب والمريض. وقد وُضِع هذا المُصطلح من قبل أحد أعضاء رابطة الاتصالات الدولية، وتَبَنَّتهُ مجموعة المَصَالِح، إلَّا أنَّ اقتران مُصطلح “التواصل الصحي” مُتعددِ التَخصُصات بالاتصالات والصحة كان موجوداً بالفعل قبل ذلك، وإنَّ هذا البحث عن الاتصالات الصحية يدور حول تطوير الرسائل الفعَّالة عن الصحة، ودور العلاقات بين الأفراد في المُجتمعات الصحية؛ وإنَّ الهدف من نشر هذه المعلومات هو زيادة التوعية، والتأثير الإيجابي في الخيارات الصحية الشخصية لجميع أفراد المُجتمع. يجري نشر المعلومات الصحية من خلال المطبوعات، أو أجهزة البث، أو وسائل التواصل الإلكترونية.

في عام 1997 ميلادية صنَّفت جمعية الصحة العامة الأمريكية التواصل الصحي على أنَّهُ تخصُّصٌ لتعليم الصحة العامة وتعزيز الصحة، كما اعترفت جمعية الاتصالات الدولية رسمياً بالتواصل الصحي، وذلك عام 1975 ميلادية؛ كما وتُعدُّ حملات التواصل الصحي الطريقة الأهمَّ والأكثر استخداماً وشيوعاً وفعاليةً لنشر الرسائل الصحية العامَّة، وبالأخص في مجالات دعم الوقاية من الأمراض مثل: مرض نقص المناعة المُكتسب (الإيدز) والسرطان، ومجالات تعزيز الصحة العامة مثل: تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية. ولضمان وصول رسالةٍ صحيةٍ مُطوَّرةٍ بشكلٍ جيد، يؤكِّد علماء التواصل الصحي ومراكز مُكافحة الأمراض والوقاية منها، على أهميَّة التخطيط الاستراتيجي طوال فترة الحملة، وضمن خطواتٍ مُحدَّدةٍ تتضمَّن:

  1. تحديد المُشكلة الصحية، ومَن الفئةُ التي يمكن أن تتأثَّر بها؛ وذلك من خلال مُراجعة جميع المعلومات المُتعلِّقة بها.
  2. اقتراح خطةٍ لتحقيق النتيجة المطلوبة، وتحديد الهدف من التواصل.
  3. تحديد الطرائق والمواد للتواصل، لتصل الرسالة الصحية إلى الفئة المطلوبة بشكلٍ أكثر فاعلية.
  4. تحليل الفئة المُستهدفة، وذلك من خلال تحديد الاهتمامات والسلوكات، والمواقف والحواجز والفوائد.
  5. تنفيذ التواصل مع الفئة المُحدَّدة، ومراقبة التعرُّض وردود الفعل المُختلفة على هذه الرسالة.
  6. تقويم النتيجة النهائية وتقويم فعالية الحملة وتأثيرها، مع مُلاحظة التغييرات التي يجب القيام بها، إن وُجِدت.

وإنَّ التواصل الصحي يمكن أن يُحقِّق ما يلي:

  1. زيادة الدعم للخدمات الطبية.
  2. شرح المُمارسات الصحية، وبيان ما هو خاطىءٌ منها.
  3. توضيح فوائد تغيير السلوكات الصحية الخاطئة وتصحيحها.
  4. الدعوة إلى موقفٍ ما، أو سياسةٍ صحية.
  5. التأثير في مواقف وسلوكات الأفراد تجاه قضيةٍ صحيةٍ مُعيَّنة.

وبذلك نكون قد وضَّحنا لكم ما المقصود بمهارات الاتصال، ومهارات التواصل، وما هو التواصل الشفوي، ومفهوم التواصل الصحي وأهدافه.

 

المصادر:  1 ، 2 ، 3 ، 4

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!