‘);
}

الفرق بين إذنْ وإذًا

اختلف عُلماء الّلغة حول وجود فرقٍ بين (إذنْ)، و(إذاً)، فمنهم من يجد أنّ الأولى كتابتها بالألف المُطلقة: (إذاً)، ومنهم من يرى أنّ رسمها بالنّون هو الصّحيح: “إذنْ”، بالإضافة إلى فئة ثالثة أرادت التّوسّط فاختارت أن تُجيز الكتابة بأيّهما، وذلك انطلاقاً من ألا فرق بينهما إلّا بالرّسم الإملائيّ، وهذا ما ذهب إليه أكثرهم، ويجب الإشارة إلى أنّ العلماء الذين أوجدوا فروقات في الكتابة بين (إذاً)، و(إذنْ) رأوا أنّ لإزالة الّلبس على طُلّاب العِلم، والتّسهيل عليهم يُمكن استعمال (إذاً) عند التّعبير عن الظّرفيّة الزّمانيّة أو المكانيّة، أو عند استخدام أسلوب الشّرط، وفي الجانب الآخر تُستخدم (إذنْ) عند الحديث عن الاستنتاج، وفي حالة أُخرى قِيل إنّها إذا أتت قبل فعلٍ مُضارع منصوب، فهي على هذا النّحو تُرسم “إذنْ” لأنّها تكون حينها حرف نصب، أمّا هذا النّهج قد لا يُرضي البعض، مثل قول المُبَرِّد -وهو أحد أعظم عُلماء البلاغة والنّقد والنّحو-: “أشتهي أن أكوي يد من يكتب إذنْ بالألف”.[١]

متى تُكتب إذنْ بالنّون أو بالتّنوين

حالات كتابة (إذاً)

  • عطف (إذاً) للفعل المُضارع على مِثله دون فاعله: تُكتب (إذن) على شكل (إذاً) عند وُرودها كحشو قبل حرفيّ العطف (الواو، والفاء)، فيعطفان الفعل المُضارع دون عطف فاعله، ففي الآية التّالية: (وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلا قَلِيلا)،[٢] تكون “إذاً” فيها مُهملة باقترانها بحرف العطف (الواو)، فلا تنصب ما بعدها، ويكون الفعل “يلبثون” معطوف على “يستفزّونك” دون عطف فاعلهما، فالجملة لا تُعطف على الجُملة هُنا.[٣]
  • عطف (إذاً) للجُملة الفعليّة المُضارعيّة على مِثلها أو غيرها: إذا عطفت (إذنْ) جُملة فعليّة مُضارعيّة على مثلها أو غيرها، يُصبح المعطوف والمعطوف عليه لهما الحكم الإعرابيّ نفسه، وهُنا في هذه الحالة أيضاً يُهمل عمل (إذنْ)، فلا تنصب الفعل المُضارع، فيكون رسمها (إذًا)، وفي الجملة التّالية: (إنّ للتّلاميذ مُعلِّماً يُوجِّهُهم وإذاً يُنبِّهُهم على أخطائهم)، عطفت “إذاً” جُملتين مُضارعتين هُما: جملة “يُوجِّههم” التي محلّها النّصب على نعت كلمة “مُعلِّماً” الواردة في الجملة، وجملة “يُنبِّهُمم” التي عُطفت بالنّصب بـ(وإذاً).[٣]
  • الوقف على (إذاً): ورد عند بعض النّحاة أنّ (إذنْ) تُكتب بالألف المُطلقة (إذاً) إذا تمّ الوقف عليها، مُعلِّلين ذلك بتشابُهها مع الأسماء المنقوصة مثل: (فتى، دُمى) في حالتيّ الرّفع والجرّ مع كون الاسم المنقوص كلمة نَكِرة غير مُعرّفة، فهي عندما تُنوّن تُرسم ألفاً.[٣]
  • (إذاً) التّفسيريّة: عند وُرود (إذنْ) بمعنى “أيّ” التّفسيريّة تُرسم بالألف المُطلقة (إذاً)، ويتبعها الفعل في هذه الحالة على هيئة المُخاطب، وهذا ما لا يَرِد في “أيّ” التّفسيريّة، ومِثال ذلك: (استقدمتَ الخبيرَ إذاً طلبتَ قدومه).[٣]
  • الرّسم القرآنيّ لـ(إذاً): ذكر النّحويّ المازنيّ أنّ (إذاً) تُكتب دائماً على هذا النّحو بالتّنوين لا بالنّون، سواء كانت تعمل ناصبة للفعل المُضارع الذي بعدها، أم في حالة إهمالها، وعلّل ذلك بأنّ الرّسم القُرآني ورد على هذه الهيئة بالتّنوين.[٣]