ما الفرق بين السور المكية والمدنية؟
سور القرآن الكريم تقسم في تصنيفها إلى سور مكية و أخرى مدنية ، و تخنلف السور المكية في مواضيعها و ميزاتها و ضوابطها عن تلك المدنية. تعرف السور المكية بالسور التي نزلت على محمد عليه الصلاة و السلام في مكة المكرمة قبل هجرته إلى المدينة المنورة، و تعرف السور المدنية بأنها السور التي نزلت على محمد صلى الله عليه و سلم في المدينة المنورة بعد هجرته إليها.
الفرق بين المكي والمدني
تبين للعلماء بعد تأمل السور المكية والسور المدنية  أن ثمة فرقا في الغالب بينهما من جهتين اثنتين : المضمون ، والأسلوب .
 يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
 ” يتميز القسم المكي عن المدني من حيث الأسلوب والموضوع :
اما من حيث الأسلوب:
- الغالب في المكي قوة الأسلوب ، وشدة الخطاب ، لأن غالب المخاطبين معرضون مستكبرون ، ولا يليق بهم إلا ذلك ، أقرأ سورتي المدثر، والقمر.
 - أما المدني : فالغالب في أسلوبه اللين ، وسهولة الخطاب ، لأن غالب المخاطبين مقبلون منقادون ، أقرا سورة المائدة .
 - الغالب في المكي قصر الآيات ، وقوة المحاجة، لأن غالب المخاطبين معاندون مشاقون ، فخوطبوا بما تقتضيه حالهم ، أقرا سورة الطور .
 - أما المدني : فالغالب فيه طول الآيات ، وذكر الأحكام مرسلة بدون محاجة ، لأن حالهم تقتضي ذلك ، أقرأ آية الدين في سورة البقرة .
 
أما من حيث الموضوع :
- الغالب في المكي تقرير التوحيد والعقيدة السليمة ، خصوصا ما يتعلق بتوحيد الألوهية والإيمان بالبعث ، لأن غالب المخاطبين ينكرون ذلك .
 - أما المدني : فالغالب فيه تفصيل العبادات والمعاملات ، لأن المخاطبين قد تقرر في نفوسهم التوحيد والعقيدة السليمة ، فهم في حاجة لتفصيل العبادات والمعاملات.
 - الإفاضة في ذكر الجهاد وأحكامه والمنافقين وأحوالهم في القسم المدني لاقتضاء الحال ، ذلك حيث شرع الجهاد وظهر النفاق ، بخلاف القسم المكي “.
 
مميزات السور المكية
- كل سورة فيها سجدة فهي مكية .
 - كل سورة فيها لفظ ” كلا ” فهي مكية ، ولم ترد إلا في النصف الأخير من القرآن . وذُكرت ثلاثًا وثلاثين مرة في خمس عشرة سورة .
 - كل سورة فيها : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ) ، وليس فيها : ( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواُ ) فهي مكية ، إلا سورة الحج ، ففي أواخرها : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا ) ، ومع هذا فإن كثيرًا من العلماء يرى أن هذه الآية مكية كذلك .
 - كل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الغابرة فهي مكية ، سوى البقرة .
 - كل سورة فيها آدم وإبليس فهي مكية ، سوى البقرة كذلك .
 - فضح أعمال المشركين من وأد للبنات و أكل أموال اليتامى و سفك للدماء.
 - الدعوة لعبادة الله و توحيده و عدم الشرك.
 - ذكر الجنة و النار ومجادلة الكفار والمشركين.
 - ألفاظها قصيرة وعباراتها موجزة وألفاظها قوية.
 - ابتداء معظمها بحروف التهجي مثل الم ، الر ، حم.
 
مميزات السور المدنية
- كل سورة فيها فريضة أو حد فهي مدنية .
 - كل سورة فيها ذكر المنافقين فهي مدنية ، سوى العنكبوت ، فإنها مكية .
 - كل سورة فيها مجادلة أهل الكتاب فهي مدنية .
 - يكثر فيها الحديث عن العبادات و بيان المعاملات والأمور التي تخص الإسلام من قواعد و حكم و حدود و أمور التعامل في حالات الحرب و السلم و الجهاد و نظام الأسرة ووسائل التشريع.
 - دعوة أهل الكتاب للإسلام و مخاطبتهم.
 - تتميز بطول آياتها و مقاطعها.
 - يتميز أسلوبها بأنه يقرر قواعد الشرع و مراميه و أهدافه.
 - تبدأ آياتها بـ يا أيها المؤمنون.
 
يبلغ عدد السور المكية اثنان و ثمانون سورة و هي:
 الأنعام، الأعراف، يونس، هود،، الكهف، مريم، طه، الأنبياء، الحج، المؤمنون، الفرقان، يوسف، إبراهيم ، الحجر، النحل، الإسراء الشعراء، النمل، القصص، العنكبوت،، يس، الصافات، ص، الزمر ، غافر، فصلت، الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف، ق، الذاريات، الطور، الروم، لقمان، السجدة ، سبأ، فاطرالنجم، القمر، الواقعة، الملك، القلم، الحاقة، المعارج، نوح، الجن، المزمل، المدثر، القيامة، التكوير، الانفطار، الانشقاق، البروج، الطارق، الأعلى، الغاشية، الفجر، البلد، الشمس، الليل، الضحى، الانشراح، التين، العلق، العاديات، الإنسان، المرسلات، النبأ، النازعات، عبسالقارعة، التكاثر، العصر، الهمزة، الفيل، قريش، الماعون، الكوثر، الكافرون، والمسد.
يبلغ عدد  السور المدنية عشرين سورة و هي:
 البقرة، آل عمران، النساء، الأحزاب، محمد، الفتح، الحجرات، الحديد، المجادلة، الحشر، المائدة، الأنفال، التوبة، النور الممتحنة، الجمعة، المنافقون، الطلاق، التحريم، والنصر.
أما السور التي اختلف فيها إن كانت مدنية او مكية عددها إثنتا عشرة سورة و هي:
 الفاتحة، الرعد، المطففين، القدر، البينة، الزلزلة، الرحمن، الصف، التغابن، الإخلاص، الفلق،والناس.

