‘);
}
المُشكلة والإشكالية
كثيراً ما نقع في خطأ التفريق بين المُشكلة والإشكالية، فكلاهما يعتمد على البحث عن حلول لمسائل مُعقدة أو مُبهمة، وكلاهما أيضاً يُسببان القلق بسبب الغموض الذي يكتنفهما، وللمفهومين معنى واحد ألا وهو الشك في أمرٍ ما، ولكن هذا كله لا يعني بأنه لا فرق بينهما بل هناك عدد من الفروق بين المشكلة والإشكالية وهو موضوع حديثنا هنا.
الفرق بين المُشكلة والإشكالية
لمعرفة الفرق بين المُشكلة والإشكالية سنُوضح مفهوم كل منهما:
- الإشكالية: هي قضية عامة ومُعقدة وينضوي تحتها عدد من التساؤلات، وقد نجد أجوبة لهذه التساؤلات أو لا نجد بحيث تبقى القضية مفتوحة، وغالباً ما تُسبب الإشكالية جدلاً واسعاً يُقابَل بالرفض من قِبل الكثيرين.
- أما المُشكلة فهي قضية أقل شمولاً، وتخُص صاحبها على الأغلب، إذ يقع الشخص في حيرة من أمرٍ ما، ويبحث عن حلول لهذه القضية، أو أن يكون قد وضع أهدافاً لنفسه ولكن هناك عوائق تُصعب عليه تحقيق أهدافه.
‘);
}
من هنا نرى أن الإشكالية هي مفهوم أوسع من المُشكلة، وتحتوي الإشكالية على عدد من المُشكلات، ولنأخذ مثالاُ لتوضيح المفهومين بشكل أفضل، فمثلاُ هناك إشكالية في كيفية الحد من تلوث الهواء، وهي إشكالية تخُص العديد من الشعوب وعلى الرغم من وجود العديد من الاقتراحات لحل هذه الإشكالية إلا أن هناك ظروفاً قد تُحتم على دولة ما رفض هذه الحلول، أو عدم القُدرة على تطبيقها، بينما نجد دولة أخرى لا تجد صعوبة في تطبيق هذه الحلول.
أما المُشكلة فهي كأن يقع الطالب في مُشكلة حل إحدى المسائل المُتعلقة بدراسته، ولكنها مُشكلة محلولة من خلال البحث والتركيز، ثم حل المسألة ولتكن مسألة في مادة الفيزياء مثلاً، أو أن يضع الطالب هدفاً لدراسة مادة مُعينة ولكن في نهاية العام، يجد أن مُعدله التراكمي لا يسمح له بالتسجيل في هذه المادة في الجامعة وهي مُشكلة لها حل أيضاً.
النقاط التالية تُوضح الفروق التي استخلصناها من خلال تعريف كل من المُشكلة والإشكالية:
- الإشكالية هي أكثر عمومية من المُشكلة، كما أنها تنضوي على العديد من المُشكلات، أي أن المُشكلة هي جُزء من الإشكالية.
- تُسبب الإشكالية إحراجاً للعديد من المجتمعات، إذ إنها قضية تخُص المواطنين الذين ينتظرون من مسؤولي الدولة حلها، وقد لا تستطيع هذه الدولة حل الإشكالية أو حتى الإجابة على تساؤلات مواطنيها، أما المُشكلة فيكون صاحبها قلقاً أو مُندهشاً من الأمر الذي صعُب عليه.
كما أن الإشكالية لا تقتصر على المواضيع القومية أو السياسية، بل قد تكون الإشكالية مُتعلقة بأحد المفاهيم العلمية أو النظريات القديمة التي تحتاج إلى إثبات وبرهان، لهذا فهي تُسبب إحراجاً لمن تقع عليهم مسؤولية تفسير وتوضيح هذه المسألة.