‘);
}

كلمة ( شاهين ) كان يطلقها العرب قديماً كإسم لأبنائهم الذكور، حيث كان لهذه رموز ومعانٍ فيها من الجبروت، وأيضاً القوّة الشيء الكثير، وقد استعملها على وجه الخصوص كلّ من أهل الخليج العربي، وأيضاً أهل العراق، ومازلنا حتّى أيّامنا هذه نجد الكثير من الأشخاص يحملون هذا الاسم، إضافة إلى وجود عائلات كثيرة على امتداد مساحة وطننا العربي تحمل هذا اللقب أو الشهرة ( الكنية ).

إنّ الشّاهين هو طائر من فصيلة الكواسر، التي تتصّف بالافتراس، حيث يتّصف بأنّه ذو بنيان متين، وسريع في طيرانه، وله طريقة يتفرّد فيها في اقتناص فريسته، إذ ينقضّ عليها بصورة مثيرة، وقد سمّيت طريقته هذه في الإنقضاض على فريستّه بـ ( قطرة الدمع )، حيثّ شبّهها العرب قديماً بأنّه حينما يهبط من علوّ على فريستّه كمنظر الدمعة المتساقطة، وربّما هذا الأمر هو ما دعا من يهوون الصيد إلى مطاردة الشّاهين واضطهاده، ومحاولة اقتناصه كونه يفترس الكثير من أنوع الطيور التي تجري رياضة الصيد عليها، حيث يذكر بأنّ للشاهين سرعة خارقة في انقضاضه على فريسته إذ تبلغ 389 كم في السّاعة.

لقد تعرّضت هذه الأنواع من فصيلة الصقور لكثير من التهديد بانقراضها، وخاصّة من المبيد الحشري الذي يستعمل للمزروعات والمتمثّل بالنوع ( D D T )، حيث نفقت أعداد كبيرة منها وخاصّة في قارة أمريكا وقارة أوربا، وقد عرف عن الشاهين بأنّه يتغذّى على الطيور وخاصّة ذات الأحجام المتوسّطة، إلاّ أنّه أيضاً يستطيع اصطياد الأنواع الصغيرة من الثديّيات، وأيضاً الزواحف، وفي بعض الأحيان يتغذّى على الحشرات، وعرف أيضاً عنه بأنّه عندما يبلغ من العمر السنة، فإنّه بذلك يكون قد اكتمل نضوجه الجنسيّ، ويكون بإمكانه التزاوج حتّى آخر حياته، ويقيم أعشاشه في الأماكن الطبيعيّة وخاصّة النتوءات منها، وعلى الأغلب تكون الأعشاش في الأماكن الصخريّة ذات الأجراف، إلاّ أنّه ونظراً للزحف العمراني، فإنّه أصبح يقيم أعشاشه أيضاً في المباني المرتفعة.