‘);
}

اهتمام الإسلام بجمال الإنسان

خلق الله -تعالى- الإنسان في أحسن صورةٍ وأكمل خِلقةٍ، وجعله جميلاً زيّناً، وذكر ذلك في القرآن الكريم حين قال: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)،[١] كما أمر الله -تعالى- في القرآن الكريم بالتجمّل، واهتمام الإنسان بمظهره وزينته، وأنكر القرآن الكريم كذلك على من يحرّمون ما أبدعه الله عزّ وجلّ، من جمال الخلق في الكون وطبيعته، ممّا وهبه للإنسان، ودليل ذلك قول الله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْـمُسْرِفِينَ* قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)،[٢] ولا يُفهم من حرص الإسلام على جمال مظهر الإنسان أنّه لا يقصد بذلك إلّا العناية بجمال المظهر والبدن، وإنّما يريد الإسلام بذلك جمال الخُلق أيضاً، وجمال التعامل مع الناس والإحسان إليهم، لأنّ جمال الإنسان على نوعين: الجمال الظاهري، والجمال المعنوي، وذلك ما كان حاضراً جلياً في الحضارة الإسلامية الإنسانية.[٣]

إنّ العناية بنظافة الجسد والطهارة من أوضح مظاهر الحضارة البشرية، وهما من أفضل ما يعبّر عن الجمال الحسّي الظاهر أيضاً، وقد جاء الإسلام بمنهجٍ معجزٍ عظيمٍ في ذلك، يهتم فيه بسلامة الجسد والمجتمع كاملاً، حتى وصل الحد إلى أن يذكر الله -تعالى- حبّه للمتطهرين في القرآن الكريم، وذلك بقوله: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)،[٤] بل حتى أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أخبر بأنّ الطهور نصف الإيمان، وذلك بحديثه الشريف: (الطُّهُورُ شطرُ الإيمانِ)،[٥] إنّ للعلماء في معنى ذلك الحديث قولٌ يشيرون فيه إلى أنّ أجر الطهور يصل تضعيفه إلى نصف أجر الإيمان، ومن الأمور التي جاء بها الإسلام في ذلك الجانب وجوب الغُسل على الإنسان المسلم في كثيرٍ من المواضع؛ كالغُسل بعد الجنابة، والغُسل بعد الحيض، وجعل الغسل في بعض المواضع مستحباً أيضاً؛ كالغُسل يوم العيدين، وغُسل الإحرام، وغُسل يوم الجمعة، كما جاء الإسلام بالوضوء الذي لا تصحّ الصلاة إلّا به، والذي قد يصل تكراره لدى المسلم إلى خمس مراتٍ في اليوم، وبذلك كانت النظافة والعناية بجمال المظهر أمراً دينياً لدى المسلمين، يبتغون به الأجر والثواب.[٣]