‘);
}

الماء أساس الحياة

الماء هو نعمة من نعم الله -تعالى-، جعله الله أساساً للحياة، قال -عز وجلّ-: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ)،[١] فيخرجه من الأرض تارة، وينزله من السمّاء أخرى، وقد امتنّ المولى -سبحانه- على عباده بهذه النّعمة العظيمة؛ فقال: (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ، أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ، لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ)،[٢] وبالماء يروي الإنسان عطشه، ويتطّهر منه، وتشرب منه الأنعام وسائر الحيوانات، وبه ينبت الله الزّرع، ويعمّ الخير، كما يعدّ أساس قيام الحضارات وتطوّرها، وبغيره يشقى الإنسان ويكابد صعوبات كثيرة، حيث أكرم الله خلقه بالبحار والمحيطات، وأجرى الماء في الأنهار والسّيول، وأودعه في باطن الأرض وتجاويف الجبال؛ فتتفجّر به عيون الماء العذبة، قال -سبحانه-: (وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ)،[٣] وللماء أنواع كثيرة؛ فمنه الماء الملح الأجاج، ومنه العذب الفرات، لكنّ ماءً اختاره الله ليكون بشرى خير، ومَعْلَم فضل، سرتْ به الأخبار، وقطِعت لأجله المسافات، وحمله النّاس من موضعه إلى أماكن بعيدة، إنه ماء زمزم، فما هي قصة ماء زمزم، وما فائدته؟

ماء زمزم تركيبته وفائدته

أجمعتْ الدراسات العلميّة قديماً وحديثاً على أنّ لماء زمزم خصوصيّة في تركيبته الكيميائية تؤثّر على جسم الإنسان، ويسند تلك الدراسات ما جاءت به الرّوايات وقصص الصالحين التي تؤكّد أنّ هذا الماء ماء مبارك، اختّصه الله -تعالى- عن سواه من سائر ماء الأرض بخصائص ومزايا عديدة، حيث:[٤]