ما مخاطر افتتاح المدارس في ظل استمرار فيروس كورونا؟

ماهي التأثيرات المحتملة لإعادة فتح المدارس مع اقتراب فصل الشتاء وتزايد المخاوف من عودة انتشار فيروس كورونا المستجد؟ وما مدى خطورة فيروس كورونا على الأطفال؟ وهل ينقل الأطفال عدوى فيروس كورونا إلى الآخرين؟ وما مخاطر إصابة العاملين في الحقل التعليمي؟ وماذا إن لم نُعِدْ أطفالنا إلى المدارس؟ كل ذلك في المقال التالي.

Share your love

ما مدى خطورة فيروس كورونا على الأطفال؟

غالباً ما يكون خطر إصابة الأطفال بالمرض الشديد جراء فيروس كورونا منخفضاً جداً؛ بينما يكون البالغون -خاصة كبار السن- أكثر عرضة إلى الإصابة الشديدة والمضاعفات التي قد تودي بحياتهم.

لقد كشفت دراسة أُجرِيت على أكثر من 55.000 مريض بفيروس كورونا دخلوا المستشفى، أنَّ نسبة 0.8% منهم فقط كانوا تحت سن الـ 19 عاماً، بينما كان أكثر من ثلاثة أرباع الأشخاص المصابين الذين قُبِلوا في وحدات العناية المركزة في إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية قد بلغوا سن الخمسين أو أكثر، وكانت نسبة الأشخاص تحت سن الأربعين أقل من 10%.

هناك بعض الحالات النادرة للغاية لأطفال مصابين تظهر عليهم أعراض متلازمات التهابية مشابهة لداء كاواساكي (Kawasaki disease)، ومازال العلماء يبحثون إمكانية حدوث استجابة مناعية متأخرة تالية للإصابة بالفيروس.

هل ينقل الأطفال عدوى فيروس كورونا إلى الآخرين؟

كشفت مراجعة بحثية للدراسات العالمية أجرتها كلية لندن الجامعية (UCL) وكلية لندن “للصحة وطب المناطق الحارة” أنَّ إمكانية إصابة الأطفال بالفيروس كانت النصف مقارنة مع البالغين، وبالتالي فإنَّ احتمالية نقلهم للعدوى أقلُّ نسبياً.

لقد استعرض الفريق أكثر من 6000 دراسةٍ حول العالم، ولكن وجدوا أنَّ 18 دراسة فقط لديها بيانات جيدة بما فيه الكفاية؛ ذلك لأنَّ أغلب الدراسات المجدية أُجرِيت في أثناء حظر التجوال، أي في الوقت الذي لم تُفتتَح فيه المدارس بشكلٍ كامل.

تقول وزارة التعليم أنَّ دراسةً لم تُنشَر بَعد قد أُجرِيت على التلاميذ والمعلمين في 100 مدرسة في إنجلترا، وأنَّها ستقدم القليل من الأدلة حول انتقال الفيروس في المدارس؛ وقالت جمعية الصحة العامة التي أدارت الدراسة التي من المقرر أن تُنشَر في وقتٍ لاحقٍ هذا العام، أنَّ حالات الإصابة بفيروس كورونا وانتشاره “لم تكن شائعةً في البيئات التعليمية خلال الشهر الأول بعد تخفيف حظر التجوال الوطني”.

لقد رحبت الحكومة والباحثون بهذا باعتباره علامة إيجابية على عودة المدارس في أيلول؛ ولكنَّ الدراسة تستند إلى بيانات مستمدة من وقتٍ كانت فيه نسبة اكتظاظ المدارس أقلَّ من 10%، ولا تبيِّن المخاطر المحتملة في الفصول الدراسية التي تحتوي على عددٍ أكبر من الطلاب.

يقول الفريق الاستشاري العلمي الحكومي المعني بحالات الطوارئ (Scientific Advisory Group for Emergencies): “تشير البيانات في الدول التي فتحت فيها المدارس أبوابها مجدداً إلى أنَّها لم تبدِ إلَّا تأثيراً بسيطاً في انتقال العدوى في المجتمع”.

وقد حاولت فِرقٌ من الباحثين حول العالم تقدير معدل التقاط الأطفال للعدوى بفيروس كورونا، ومتى كان الأطفال هم نقطة البداية لتفشي العدوى في مجتمعٍ ما؛ وخلصت دراسات مستندة على متابعة أشخاص مخالطين لعدد من الإصابات ضمن جماعات أسرية في مختلف أنحاء الصين وحالات في جبال الألب الفرنسية، إلى عدم تسبب الأطفال بأيٍّ من هذه الحالات.

كما وجدت دراساتٌ مجتمعيةٌ في أيسلندا وكوريا الجنوبية وهولندا وإيطاليا أدلةً على انخفاض احتمال حمل الأطفال للفيروس أو إصابتهم به مسبقاً مقارنةً بالبالغين؛ وقد أجرت إيطاليا فحوصات لنسبة 70% من سكانها.

وأيضاً خلص بحثٌ للأدلة قام به فريق عالمي من الباحثين إلى “عدم وضوح دور الأطفال في نقل الفيروس”، وأنَّ الأدلة الثابتة تُظهِر انخفاض احتمالات اكتساب الأطفال العدوى ونقلها إلى أسرهم.

ماذا عن مخاطر إصابة العاملين في الحقل التعليمي؟

يعني تواجد مزيدٍ من الأطفال في المدارس زيادة أعداد المعلمين العاملين أيضاً، وتواجد مزيدٍ من الآباء على أبواب المدارس؛ ولم يتضح بعد كيف يمكن أن تؤثر هذه المخالطة الإضافية في انتشار العدوى.

لقد بيَّنت دراسةٌ أجرتها جامعة لندن العالمية (UCL) وكلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة، أنَّ إعادة افتتاح المدارس دون مراقبة التباعد الاجتماعي بشكل كافٍ، قد يسهم في ظهور موجة ثانية من تفشي الفيروس، وقد تكون هذه أكبر من الأولى.

وبافتراض أنَّ احتمال نقل الأطفال للعدوى أقلُّ بالنصف من البالغين، استخدم الباحثون نماذج محوسبة لمعرفة مدى تأثير عودة الآباء إلى عملهم أو استئنافهم لنشاطات أخرى في معدلات انتشار الفيروس.

ماذا إن لم نُعِدْ أطفالنا إلى المدارس؟

قد تنطوي إعادة فتح المدارس على بعض الخطر من تفشي انتشار فيروس كورونا؛ لكن قد يسبب عدم افتتاح المدارس مخاطر من نوعٍ مختلف تماماً.

يقول الفريق الاستشاري الحكومي المعني بحالات الطوارئ (Scientific Advisory Group for Emergencies): “قد يؤثر إغلاق المدارس في الحصيلة التعليمية للأطفال، والتي قد تؤثر بدورها في صحتهم النفسية ونموّهم على المدى الطويل، وقد يكون تأثيرها أكبر على الأطفال الضعفاء دراسياً”.

عندما عاد بعض الطلاب إلى المدارس في وقتٍ سابقٍ من الصيف، كانت الأولوية عموماً للطلاب الأصغر سناً، والطلاب الذين لديهم امتحانات قادمة؛ وذلك بسبب احتياجاتهم التعليمية الملحة، ولكون الأطفال الأصغر سناً أقل قدرةً على التعلم من المنزل.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!