ما معنى الموقوذة
تعني كلمة الموقوذة في معاجم اللغة العربية الشاة المقتولة بضربة عصا أو حجر، وما إلى ذلك.
نوع اسم الموقوذة من حيث الإفراد والتثنية والجمع
تعد كلمة الموقوذة من الكلمات المفردة المؤنثة، ومذكرها موقوذ، وهي لفظة تطلق على شديد المرض الذي يشرف على الموت، ويأتي جمعها على هيئة جمع التكسير المخالف لمفرده، فتأتي كلمة الجمع من موقذ على مواقذ.
جذر كلمة موقوذة ومشتقاته
تأتي كلمة الموقوذة من الجذر (و-ق-ذ) والفعل منه وقّذ وتعني حلب الناقة كرهاً منها حتى قل لبنها، وتستخدم في جملة مثل: وُقٍذ الصرار الناقة، والصرار هو حلب الناقة، وهو فعل ماضي المبني للمجهول.
قد يأتي الفعل للمبني للمعلوم ولكن يتغير معناه،
- وقذ البهيم: تأتي بمعنى أنه تركها عليلة أو صرعها، أو ضربها حتى أوشكت على الموت.
- يمكن أن تأتي مع النعاس بمعنى غلبه، مثل وقذ محمد النعاس: أي غلبه النوم.
- قد يأتي الفعل قذَّ مع الشعر الموجود في الرأس، مثل قذَّ شعره: أي قصَّه وسواه.
- يمكن أن تاتي بمعنى الضرب بالإيذاء والإهانة، فكلمة قذَّ الفتى: أي ضربه على مؤخرة رأسه (قفاه)
تأتي صيغة المبالغة من الفعل “وقذ” على وزن “فعيل” وهي صيغة من أكثر الأوزان دلالة على المبالغة في عمل الفعل، وتأتي كلمة “الوقيذ” بعدة معاني ومنها ما يلي.
- الشخص الوقيذ: وهو الذي أغشى عليه ولا يُدرى أميت هو أم حي.
- البهيم الوقيذ: وهو البهيم البطيء في حركته.
- الوزن الوقيذ: أي الوزن الثقيل.
- يمكن أن تأتي للتعبير عن المشاعر الإنسانية مثل رحل الفارد وقيذ الجوانح: أي أنه ذهب حزين القلب.
- تأتي الجمع من وقيذ على وقائذ، ومؤنث مفردها على وقيذة.
كلمة موقوذة في الشعر العربي
جاءت كلمة “موقوذة” في العديد من الأبيات الشعرية، ويختلف استخدامها وتأويلها من شاعر لآخر حسب سياقها الشعري، ومن تلك الأمثلة ما يلي.
- قول أحد شعراء العصر الأندلسي ابن أبي الخصال في قصيدته التي يذكر في مطلعها الصبر أجمل لو أطقت الأجملا، في الجزء الذي ذكر فيه المصلي قيام الليل في ركوعه وسجوده، ويصفه أنه كالآتي.
- أحشاؤه مَوقُوذةٌ ولِسَانُه يُهدِي إلى اللَه الكِتَابَ مُرَتَّلا.
- قول أحد شعراء العصر المملوكي ابن الصباغ الجذامي في قصيدته التي مطلعها لما تركت العالمين بمعزل، في البيت الثالث منها عندما كان يصف إحساسه بالشوق في الحب أن شوقه تركه صريعاً واصفاً إياه كالآتي.
- متأخّر عنه ولا متقدم بعصا النوى قد أصبحت موقوذةً.
- قول أحد شعراء مصر المعاصرين الشاعر أحمد محرم، في قصيدته التي كان مطلعها حيوا بمصر حماتها الأحرارا، في الجزء الخاص بالجزء الخاص بدعائه لمصر أن ينصرها الله، حيث قال.
- أَدْرِكْ بفضلك أمّةً موقوذةً تشكو إليك رُماتَها الأغرارا.
كلمة الموقوذة في القرآن الكريم
ذكرت كلمة الموقوذة في القرآن الكريم في سورة النساء في قوله- تعالى-.
(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (سورة النساء الآية: 3)
ذكر المولى- عز وجل- في سورة النساء كلمة الموقوذة وجاءت بوصفها للبهيمة أو الماشية التي لا يحل أكلها في حالة أنها قُتلت ضرباً بالعصا أو الحجارة، كما ذكر المولى- عز وجل- في الآية السابقة كل أصناف الطعام المحرم على المسلمين أكلها.
الطعام المحرم على المسلمين أكله
شملت الآية السابقة على عدة أنواع من الأطعمة، التي سبقها الله بالحكم عليها بأنها محرمة، ثم شرع المولى- عز وجل- في عرض تلك الأنواع من الأطعمة، وكانت تلك الأنواع هي كالآتي.
- الميتة: وهي كل الطيور والحيوانات التي ماتت من تلقاء نفسها، وتشمل تلك النوعية كل الكائنات الحية عدا الأسماك لأنها اللحم الوحيد الذي يحل لنا أكله ميتاً.
- الدم: يذكر المفسرون لفظة الدم، هو الدم السائل من الأنسجة وأعضاء الحيوان أو الطير، ولكن ليس الدم الذي يكون عضو في ذاته كالكبد والطحال فحلال أكلهما، أما دون ذلك فهو حرام أكله.
- لحم الخنزير: يذكر المفسرون في جزئية لحم الخنزير أنه ذكر على العموم، سواء ما تم تربيته ورعايته من البشر، أو ما هو بري منه، ولا تنطبق عليه أي استثناء، فكله حرام دمه ولحمه، ولا يوجد جزء فيه حلال أكله بأي حال من الأحوال.
- ما أُهِل لغير الله به: وهو ما تم ذبحه بذكر اسم غير اسم الله عليه، وكان يحدث ذلك قديماً، مع كفار قريش والمشركين، فكانوا يقدمون الذبائح لآلهتهم وأصنامهم كنوع من التقرب لهم، وعند ذبح تلك الذبائح يتم ذكر اسم الإله الذي يعبده كل مشرك على حدا.
- المختنقة: اختلفت آراء المفسرون في مسببات الاختناق، فمنهم من قال من تختنق بسبب إدخال البهيمة رأسها بين فرعين من شجرة فأدى لخنقها، ومنهم من قالوا التي تموت بسبب نقص الهواء وتختنق، ومنهم من رأى أنها البهيمة التي توثق بوثاق شديد من رقبتها فيخنقها، على الاختلاف في مسببات الاختناق لكن الإجماع على أن قتلت البهيمة أو الطير مخنوقاً فمحرم أكله.
- الموقوذة: والموقوذة كما ذكرنا هي الميتة ضرباً سواء كان بالحجارة أو العصا، فهي إحدى الأطعمة المحرمة علينا أكلها.
- المتردية: يذكر المفسرون أن المتردية هي من ألقت بنفسها من مكان عال، ما أدى إلى موتها، وهذا المكان العالي قد يكون من أعلى جبل إلى سفحه، أو من أعلى بئر إلى قاعه.
- النطيحة: هي الشاة التي تنطحها شاة أخرى فتموت متأثرة بالنطح، وهذه النوعية أيضاً محرمة.
- ما أكل السبع: يذكر المفسرون أن ما أكل السبع أي ما أكل السبع غير المدرب على الصيد، بمعنى آخر أي ما يصطاد السبع ويأكل منه، أما المدرب فيصطاد دون أن يأكل منه إلا بإذن صاحبه.
- أما الاستثناء في قوله- تعالى- (إلا ما ذكيتم) فقد اختلف فيه المفسرون، فالبعض يرى أن الاستثناء واقع على كل الأنواع السابقة ذكرها، ففي حالة أنك استطعت ذبحها قبل أن تموت وتذكر اسم الله عليها فهي زكية لك، بالتأكيد عدا لحم الخنزير فهو حرام في كل الحالات، وهناك من يرى أن الاستثناء يرجع لما أكل السبع فقط.
- ما ذبح على النصب: النصب هي الأوثان من الحجارة، وكانت تجمع في الموضع من الأرض، ولكنها ليست بأصنام منحوتة، وما ذبح عليها تقرباً بالشرك وآلهة غير الله فمحرمة أيضاً أكلها.
أضرار تناول الأطعمة المحرمة على الجسم
يذكر العلماء أن في حياة الحيوان فالمكان الوحيد الذي توجد به الجراثيم هي الأمعاء الغليظة، فهذا المكان هو مستودع ضخم للجراثيم والبكتيريا، لكن تلك الجراثيم والبكتيريا لا يمكن أن تخترق جدار الأمعاء الغليظة، فهو جدار قوي يمنع مرورها خلاله، ولكن مع موت الحيوان يصبح ذلك الجدار هشاً ضعيفاً، الأمر الذي يجعل البكتيريا والجراثيم تمر خلاله وتنتشر في مجرى الدم، فتتغذى على جسم الحيوان الميت، الأمر الذي يجعلها تفرز سموماً ضارة وبشكل مكثف.
يختلف هذا الأمر عند الحديث عن المذبوحة، فالمذبوحة بقدر ما لها من جراثيم يمكنها الخروج، إلا أن عملية تدفق الدم منها بكثرة عند الذبح وما يحدث للأوعية الدموية داخلها من إنقباضات يمنع انتشار مثل تلك الجراثيم والبكتيريا في الجسم، إضافة إلى أن عملية الذبح لا تحتاج الوقت الكبير الذي يسمح بانتشار البكتيريا والجراثيم في الدم.