ما معنى حديث موضوع ، “من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار” هكذا حذّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب عليه في سنه الشريفة، وهذا هو جزاء واضعي الحديث، فتنتشر الكثير من الأحاديث الموضوعة بين الناس، ويتم تداولها بصورة كبيرة؛ وذلك يرجع إلى عدم دراية الناس بشكل كافٍ بصحيح الأحاديث، وأصح كتب الأحاديث هما صحيح البخاري، وصحيح مسلم؛ وفيهما تأتي الأحاديث الصحيحة التي استوفت كل الشروط التي تم وضعها لمعرفة درجة الحديث؛ ولهذا يتساءل الكثيرين حول معنى الحديث الموضوع؛ فاهتمت موسوعة بالإجابة عن هذا التساؤل في هذا المقال.
ما معنى حديث موضوع
علم الحديث يتعلق به الكثير من العلوم المرتبطة بالحديث، مثل: علم الجرح والتعديل، وعلم العلل، وبناءً على أسس هذه العلوم؛ وضع علماء الحديث الكثير من الشروط الدقيقة الصارمة لجمع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك لتحري الدقة، وعدم نسب بعض الأحاديث التي لم ينطق بها رسول الله إليه.
كما أن الحديث قد تم جمعه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي هذا الوقت انتشر المرتدون عن الدين الإسلامي، كما ظهر مدعو النبوة، وكان من الممكن أن يتم تحريف الحديث، ونسب أحاديث مكذوبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءت شروط جامعي الحديث صارمة، وشديدة.
لكن هل هذا يعني أن تم فقد الكثير من الأحاديث التي من الممكن أن تكون قيلت على لسان رسول الله؛ هذا أمر وارد حدوثه؛ ولذلك قام جامعو الحديث بتدريج الحديث، فلكل حديث درجة، وتعتمد هذه الدرجات على الشروط ومدى استيفائها في الحديث، وقد تشترك الكثير من الأحاديث في درجة واحدة من صحيحة، أو ضعيفة، وما إلى ذلك.
شروط جمع الحديث
تم وضع الكثير من شروط جمع الأحاديث الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما اهتم العلماء بتحري الدقة حتى تنتهي سلسلة السند إلى رسول الله، وهذه الشروط هي:
أهم شروط الأخذ بالحديث هما: الثقة، والعدل لكل الرواة؛ وذلك ليتمكن جامعو الحديث من إسناد الحديث إلى كل راوي حتى تنتهي سلسلة السند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهما شرطان متلازمان فلا يمكن التفريق بينهما.
العدل
أن يتصف الراوي بالتقوى، والالتزام التام بأحكام الإسلام، وعدم اجتناب أي من الكبائر.
الثقة
أن يُشهد له بالخلق الحسن، والترفع عن لغو الحديث، والمُزاح، ويتصف بالصدق، والجد، والتقوى كصفات أساسية له.
الشروط الأخرى
كما تم وضع العديد من الشروط الدقيقة الهامة، والأساسية التي يجب أن يستوفيها الراوي حتى يتم الأخذ بقوله في سلسلة السند، وهذه الشروط هي:
الضبط
الضبط هو أن يتصف الراوي بالحفظ، وقوة الذاكرة، وعدم النسيان لأن النسيان يُضعف من ثقته.
الاتصال
أنه يمكن ملاقاة جميع الرواه، وسماع روايتهم حتى يتصل السند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عدم الشذوذ
أي عدم اختلاف الروايات من راوي لآخر، فيجب أن تتفق جميع الروايات.
عدم وجود العلة القادحة
وهذا يختص بعلم العلل في الحديث الشريف، والعلة يمكن أن تكون خفية في معنى الحديث، أو ظاهرة.
درجات الحديث
وعلى هذه الشروط السابقة تختلف درجات الحديث الشريف حسب أنواعها، فينقسم الحديث إلى مقبول، ومردود، وتندرج درجات الحديث تحتهما كالآتي:
الحديث المقبول
هو الحديث الذي استوفى جميع الشروط، ويتدرج تحته درجتين، هما: الحديث الصحيح، والحديث الحسن؛ فالحديث الصحيح ينقسم إلى حديث صحيح لذاته، وحديث صحيح لغيره، كما ينقسم الحديث الحسن إلى حديث حسن لذاته، وحديث حسن لغيره.
الحديث المردود
هو الحديث الذي فقد أحد الشروط السابقة، أو أكثر من شرط، ودائمًا ما يُطلق عليه في العموم “حديث ضعيف”، وأسباب الضعف كثيرة، أقلها هو انقطاع الراوي أو ضعفه، وأشدها هو المكذوب من الحديث وهو الموضوع.
كما ينقسم الحديث الضعيف إلى ضعف يمكن جبره، وضعف لا يُمكن جبره، كما أن درجات الضعف متفاوتة، فكما ذكرنا أن أبسط درجات الحديث الضعيف هو الذي يفقد أحد الشروط السابقة.
لكن الحديث الضعيف ضعفًا كبيرة، ولا يُمكن الأخذ به، والذي يكون حديث مكذوب، له مسميات أخرى، مثل: حديث منكر، وحديث متروك، وحديث مطروح، وحديث موضوع.
الحديث الموضوع
هو الحديث الكاذب المختلق الذي يتم ادعاء نسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وذلك لتضعيف الرسالة، وللتشكيك في صحيح الدين، كما أتفق علماء الأمة على ضرورة عدم الأخذ بتلك الأحاديث، كما شددوا على عدم نشرها، وذلك نسبة إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:”مَنْ حَدَّثَ عَنِّى بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ”.
ومن أشهر الكتب الموثوقة في بيان ضعيف الأحاديث؛ لتجنبها، وعدم العمل بها هي “صحيح الترغيب، والترهيب” للألباني.



