2018-10-16T19:00:02+00:00
mosoah

فالصو، كنت أظن وكنت أظن وخاب ظنى، تحسبه موسى وهو فرعون، ليس كل ما يلمع ذهب، فالصو، معدنه من ورق، كل هذه مصطلحات وأمثال كثيراً ما نسمعها، وكثيراً ما نُطلقها على بعض الأشخاص ونرددها فى حديثنا، وخاصة فى مجتمعنا، الذى يجيد به الأشخاص ارتداء الأقنعة فلا تستطيع أن تعرف أى وجه من وجوههم هو الوجه الحقيقى، فحتى تعرف أصله ومعدنه عليك أن تزيل العديد والعديد من الوجوه، وتتحمل نتيجة ازالة هذه الوجوه وحدك، لتكشف المادة الخام له فإما أن تجدها ذهب أو ألماس، و إما فالصو ! وإليكم المزيد من التفاصيل على الموسوعة .
معنى كامة فالصو:
- فالصو هى كلمة من أصول فرنسية، فهى مشتقة من كلمة فالص والتى تُعنى الشئ المزيف، ويقال أن كلمة فالصو هى كلمة إيطالية وتعنى الشئ المزيف أيضاً، كما قد تشير كلمة فالصو إلى الشئ المزيف الذى يخدعك بجماله وسحره ولمعانه ولكن بمجرد أن تقترب منه وتُمعن النظر به تعرف حقيقته وأصله المزيف، وتعلم أنك إنسان مخدوع بالمظهر فقط، فتبتعد عنه وتتعلم الحكم على الجوهر أولاً.
الشخص الفالصو:
- لا يقتصر مصطلح فالصو على الأشياء فقط بل أنه يطلق أيضا على الأشخاص، فالفالصو لا يفضل أحد ارتداءه أو اقتناءه على الرغم من لمعانه وسحره، إلا أنه بعد فترة من الإستعمال سرعان ما يتعرض للصدأ والتلف بفعل عوامل الحرارة والتعرض للشمس والماء، ونفس الوصف يكون فى الأشخاص أيضاً فقد تنبهر بتدينه أو أخلاقه أو مساعدته للآخرين، وتُطلق الأحكام عليه وتتجه نحوه مسرعاً لتكون كظله الظليل فهو الإنسان الذى طالما بحثت عنه وطالما انتظرت وجوده بجانبك، وبمجرد بمرور الزمن يبدأ الصدأ يظهر عليه ويبدأ لمعانه الذى جذبك فى البداية ينطفئ فى عينك، تبدأ الأقنعة تتساقط واحداً تلو الآخر، فالتدين الذى جذبك فى البداية هو رياء أمام الناس فقط، والأخلاق التى أُعجبت بها ما هى إلا ستار يخفى وراءه التدنى، ومساعدة الآخرين وسيلة للإستعلاء والتكبر عليهم.
- فى البداية تنصدم بشئ واحد فتكون الصدمة محتملة، أما بعد توالى الصدمات عليك ستجد أن الصرخة تأتى من داخلك تخبرك بضرورة التدبر فى الأمر من بدايته، الأمر صعب ومرهق للغاية خاصة عندما نجد ذلك فى هؤلاء الذين كنا نرى أنهم كالملائكة لا يُخطئون أبداً، هؤلاء الذين كنا نظن أن الأرض تُسعد بمجرد مرورهم عليها، من كنا نظن أننا بهم ومعهم أقوى وأنجح وأسعد، لأنهم سند فى هذه الحياة، وسرعان ما نكتشف أنه سند من ورق ليس أكثر، سند فالصو.
اكتشاف الفالصو:
- وما أكثر هؤلاء حولنا، ففى أهلك هناك فالصو، وفى أصدقاءك فالصو، حتى من تحبهم ستجد من بينهم الفالصو، ولكن خطورة الأمر تكمُن فى أن يكون الفالصو هو صاحب الرأى والأمر لأنه فى هذه الحالة لن يكون رأيه مستند إلى مبادئ وقيم نشأ وتأسس عليها، بل أن رأيه يكون مستمد من مصلحته الشخصية، أو من جُبنه وخوفه، فتجده يميل مع الكفة الراجحة دائماً، يتلون كيفما تتلون الحرباء.
- الفالصو يدعى العلم بكل شئ يقدم لك الفتوى فى الدين والاقتصاد والسياسة وغيرها، ويقنعك بثقته أنه عالم وفقيه.
- لن يستطيع الفالصو أن يستمر فى خداع الآخرين فسرعان ما يُكتشف أمره وينفضح موقفه، ولكن يحتاج منك ذلك إلى بعض من التدبر والتمعن، وملاحظة مواقفه المختلفة لتستطيع الحكم عليه، فلا تكرر خطأ التسرع مرتان مرة فى التسرع بالحكم على مظهره والأخرى بالتسرع فى الحكم على معدنه.
نصيحة لتجنب الفالصو:
- سمعنا الكثير والكثير من النصائح فى التروى فى الحكم على الأشخاص قبل أن ننخدع بهم، لكنه من الواضح أن مقولة المظاهر خداعة صحيحة جداً، فالمظاهر حقاً خداعة، فكم كم مرة انبهرنا بالممثل الذى أدى دور فلان فأذهلنا بطيبة قلبه، أهو ذاته الذى قتل أمه فى الحقيقة!، الكاتب الذى اشترينا رواياته لنتعلم المبادئ والحكم أهو ذاك الذى يسهر كل ليلة فى أحد المقاهى الليلية يحتسى الخمر!، اللاعب الذى رآه طفل وحلم أن يصبح مثله أهو الذى ضرب زميله حتى أصابه بعاهة!، أهذا هو اللمعان الذى نجرى وراء شعاع بريقه؟، تجنب الفالصو ليس أبداً بالأمر اليسير، ولكن قد يكون التمعن وعدم إطلاق الأحكام على الأشخاص أمر هام جداً فى التعامل مع الأشخاص، كن سطحياً فى البدايات فالبدايات دائماً تكون مبهرة فلا تجعلها تبهرك، وانتظر للمواقف ودعها هى من تصنع صورة من أمامك، راقب أفعاله مع الآخرين فى عدم وجودك، واعط نفسك الوقت الكافى لإصدار الحكم حتى لا تبكى على اللبن المسكوب.
- ولا تنسى أنه لا يزال هناك شريحة من الناس متمسكة بمعدنها الأصيل لم يصيبها هذا الوباء، فهى لا تحمل الأقنعة ولا تخدع الناس بجمال بمظهرها كالحية، بعيدة تمام البعد عن المكر والخديعة المقصودة كانت أو غير المقصودة.
Source: mosoah.com
