‘);
}

لا يحتاج الإيمان بالله إلى الكثير من التفكّر والتأمل بل هو أمرٌ ثابت في الفطرة، وشواهد الخلق الدالّة على وجود الخالق العظيم ماثلة للعيان ويراها حتّى من أصابه العمى، ولكن من أصاب قلبهُ العمى فأولئك الذي خسروا أنفسم وأوردوها المهالك، ومن الدلائل على عظيم قدرة الله عزّ وجلّ وجميل صنعه هو خلق الله عزّ وجل لهذا الإنسان الذي قدّر لهُ الوجود بإجتماع الزوجين الذكر والأنثى في تسلسل بديع من الخلق المُتقن والمُعجز.

تبدأ أولى رحلات خلق الإنسان وحسب قانون السببية حين تتهيأ أسباب الزواج بين الرجل والمرأة، بين الذكر والأنثى، هذا الثنائي الذي أوجدهُ الله عزَّ وجلّ ليكون بسببه خلق الناس، فعند اجتماع الرجل بالمرأة وحصول الجماع الذي يُفضي إلى انتقال ماء الرجل إلى المرأة تكون أولى فُرص حدوث الحمل الذي هو الجنين حيث تستقرّ بهِ دورة حياته البالغة مدّتها حدود الشهور التسعة أو ما يقرب، وفي هذهِ الفترة ما بين بدء حدوث الحمل وخلق الجنين تكون النُطفة التي هي موضوع بحثنا، فما هي النّطفة بالتحديد.

كلمة النطفة ذكرت في القرآن الكريم في أكثر من موضع ولعل أكثر المواطن تفصيلاً هو في معرض الحديث القرآني عن دورة خلق الإنسان، كما أنَّ لفظة النّطفة وردت أيضاً صريحةً في صحيح حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال الله تعالى في سورة النور 🙁 ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ)، وفي سورة عبس 🙁 مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ).