مفهوم الدين ينبغي له التواجد بأذهان البشرية كلها، فهذا الفهم يساهم في تعزيز الحياة والطرق الكيفية لمعيشتها بما يحقق لها هدفها وأصل تواجدها على وجه الأرض.
الدين الحق هو ذلك الارتباط بين النفس والروح وبين خالق تعلم عنه رعايتها و توفيره لها كل سبل الأمن والحياة الضرورية، تقدسه و تعظم قدره وعود إليه في احتياجاتها المتعددة، تسأله ما ترغب وما تريد مع اتباعها الأسباب التي وضعها لها كي تقوم بدورها على الأرض إليكم المزيد من التفاصيل من موسوعة .
مفهوم الدين وصلته بالحياة
الدين أعمق من مجرد أداء حركات بعينها، أو الاعتقاد بقداسة شيء محدد، فالدين هو انتماء إجباري واختياري، من أجل الطمأنينة الروحية التي تسير البشر، وغيرهم.
كذلك تلحظ أن منكريه يتخطبطون بظلمات الفكر الضالة المفسدة ولا تحقق نتائج هذا الفكر إلا خرابا وسوادا بنفوسهم ومزيد من تعلقهم بمشتهيات معنوية أو مادية زائلة.
ماهية الدين من وجهة النظر الباحثين والعلماء:
مفهوم الدين واصطلاحه يرتبط عندهم بنوعية الفكر والسلوك والغاية التي يتبناها و يعتقدها المتدينون بها من أجل تفسير وجودهم بالحياة و علاقاتهم بما يدور بها.
ويربط الكثيرون كلمة دين بالإيمان، و نظام التفكير الاعتقادي الثابت، لكن بحقيقة الأمور الدين أوسع من ذلك وأكثر عمومية مع ارتباطه بالأخلاقيات وتفسير ما وراء الظواهر غير معلومة التفاصيل للبشر على علومهم وتقدماتهم المحدودة.
أصل الدين
الأصل الحقيقي للدين هو سبب نشأة الحياة ومنشئها، وأنظمته الحاكمة فيها، ومع ذلك فمع التطور الإنساني اختلفت الأفكار نحو التدين والدين، فالتعددية والوحدانية والمادية وغيرها من أشكال المزعومة للتدين وجدت وفسرت بالآف التفسيرات، وكل مجموعة ترسخ في أجيالها ما ثبتوا عليه سواء كان خطأ أو صوابا.
عندما ننظر في أحوال الأديان المزعومة الآن بالعالم نرى أكثرها يرتبط بأمور محسوسة أو بها انحياز طبقي أو عنصري، إلا دين واحد.
و بتدقيق النظر في كل ديانة ستلحظ أن منها
اللا إيمانيين
ومنهم الملحدين الذين يظنون أن وجودهم هكذا عبثا لا لشيء إلا للتناسل و الشهوات المادية مع انعدام المسئولية الحسابية بعد الفناء و أن دورهم يقتصر على تحقيق نجاحات معتمدة على أسباب مادية محضة، ويفسرون قلة إيمانهم بل انعدامه بأفكار يعوزها الضبط الأخلاقي والعلمي والفطرة السوية والعدالة والاعتراف بالمساواة الإنسانية بل و حقائق الوجود الدالة على إبداع خالقها.
عبدة الأوثان
وأولئك رغم انقراض أكثرهم إلا أنها لا تزال قائمة في بعض الدول كثييفة السكان، والمتشددين جدا تجاه نقدها أو حتى مناقشتهم في قدراتها، وهذا بالطبع خدمة لأغراض البشر الشهوانية في التسلط والتملك و المادية البحتة وإعطاء مبررات للظلم وعدم العدالة مع الغير خاصة ممن يعتنقون معتقدات مخالفة لهم.
وعلى الرغم من ذلك تلحظ أنهم يبررون مثلا الرزق أو عدمه لحجر يمكنهم بسهولة تلويثه وتدميره، ما يشير لانعدام وغياب العقل وتشويشه بفعل قداسة الخرافات القديمة والتعنت بها.
عبدة الحيوانات
وفي هذا سخافة واضحة إلا أنها لديهم لا تمثل ذلك، بل إن بعض المعتنقين بهذه النوعية يتشددون في التعرض لتلك الحيوانات التي يقدسونها، برغم قدرة البشر على ذبحها و الاستفادة منها، وبعض تلك الحيوانات ضارة بأكثر من صلاحيتها.
ما يشير لغياب الفهم الحقيقي لمعنى الألوهية والربوبية التي ينبغي أن تكون بحق.
الديانات السماوية الصادقة والتي حرفت من البشر
المغرضين ومبتكري الديانات والزاعمين كذبا بالألوهية
وليس مجال تفصيلها هاهنا.
الخلاصة من ذلك، أننا نريد أن نصل إلى مفهوم الدين الحقيقي الذي هو أصل للوجود الكوني بمخلوقاته .
وخلاصة هذا المفهوم هي
تعلق روحي وتفسير مطابق للحقائق والاكتشافات وتصديق أخبار ماضية وحاضرة ومستقبلة بلا خلط ولا تناقض، مع غياب بعض الأمور عن العقول المخلوقة يقتصر على علمها الخالق و من أراد أن يعلم بها من خلقه، كما أنه البرهان الدائم على صدق المبعوثين بالدعوة.
إنه تعزيز وفهم لقدرات الإنسان وشرف خلقه فيها مع قدرة عظيمة لا يمكن لمن في الأرض جميعًا أن يقاوموها، إنه فهم الرعاية الدائمة والاستجابة الدعوية والقلبية والصفاء الروحي المرتبط بتساير وتزامن مع الفطرة التي لم تتغلغل فيها أمور الدنيا و ملذاتها.
الدين الحق هو الذي يقاوم كل الطغيان سبيله في ذلك الحق والحقائق والتطابق بين ما قيل وما سيحدث، كذلك هو عدالة للجميع وسعادة للمؤمنين به حق الإيمان.
المراجع :
1