ما هو التراحم الذاتي؟ وكيف يمكنك ممارسته بنجاح؟

التراحم الذاتي من أهم مهارات الحياة الواجب علينا اكتسابها، فيمكن أن تمنح نفسك من خلاله اللطف والرأفة التي تمنحها للأشخاص الآخرين، سنتعرف في السطور القادمة على مفهوم التراحم الذاتي؟ وما أهميته؟

Share your love

مفهوم التراحم الذاتي:

يُعدُّ التراحم الذاتي من أهم مهارات الحياة الواجب علينا اكتسابها، فيمكن أن تمنح نفسك من خلاله اللطف والرأفة التي تمنحها للأشخاص الآخرين؛ ولا يعني هذا أنَّ التراحم الذاتي يجعلك شخصاً متكبراً أو أنانياً، بل يمكنك من خلاله تعلم كيفية احترام عيوبك وتقبلها.

كانت العالمة النفسية “كريستين نيف” أول من عرَّف التراحم الذاتي، وهي أستاذة علم النفس في جامعة تكساس، حيث قالت: “تنطوي الشفقة على الذات على معاملة نفسك تماماً كما لو كنت تعامل أصدقاءك أو أفراد عائلتك، حتى عندما يفشلون أو يفسدون؛ مما يستلزم أن تكون لطيفاً وداعماً ومتفهماً تجاه نفسك”.

نصائح لتعلم التراحم الذاتي:

1. الغفران للذات:

لا يوجد في الحياة شخص كامل، والكل معرض إلى أن يرتكب الأخطاء؛ لذا لا داعي لأن تستمر في معاقبة ذاتك، لأنَّك لن تستطيع عندها المضي قدماً بطريقة صحيحة في حياتك، وسيبقى الشعور بأنَّك مذنب يلاحقك.

تقول ميلاني كولوريس في هذا الخصوص: “لا يوجد معنى في معاقبة مستقبلك على أخطاء ماضيك؛ لذا سامح نفسك، وتعلَّم من ماضيك، ثم اتركه”.

2. تقبُّل الفشل واحتضانه:

إنَّه لمن المؤكد أنَّ معظم الناس -إن لم يكن جميعهم- فشلوا في تحقيقِ شيءٍ ما، ومن المحتمل أنَّهم سيخفقون مراتٍ عديدة في حياتهم؛ وللأسف، يتيح بعض هؤلاء المجال لفشلهم لتحديد من هم وما هي مقدرتهم، ممَّا قد يجعلهم عالقين في مكان واحد دون أن يتقدموا خطوة واحدة نحو الأمام؛ لذا إذا واجهك الفشل مرةً أخرى، كل ما عليك فعله هو استبدال تعذيب ذاتك والمعاناة باللطف والرأفة، وتقييم الخطأ الذي ارتكبته، وتذكُّر نجاح حققته، والتعلُّم من أخطائك.

3. التقرب من الأشخاص الإيجابيين:

يقول المثل: “قل لي من تصاحب، أقل لك من أنت”، ويعني هذا أنَّ عليك أن تختار أصدقاءك بعناية، إذ سيخرج الصديق السلبي أسوأ ما فيك ويذكرك به دائماً؛ بينما يدفعك الصديق صاحب الشخصية الإيجابية نحو الأمام، ويفتح أمامك أبواب التفاؤل والأمل والتقدم والنجاح، ويشجعك على عيش حياة أفضل.

4. المداومة على قراءة التأكيدات الإيجابية:

تصنع أفكارنا واقعنا، وهذه حقيقة مؤكدة؛ إذ يمكنك القضاء على معتقداتك المقيدة تماماً من خلال ترديد التأكيدات الإيجابية يومياً كل صباح، وهذا ما يُعرَف بنظام التنشيط الشبكي، فهو جزء من الدماغ يجعل الكلمات التي تتكرر يومياً جزءاً من هويتنا؛ حيث يمكنك استبدال كل مخاوفك بثقة من خلال تدريب ذهنك على التفكير بإيجابية في مختلف مجالات حياتك، وكل ما عليك القيام به هو اختيار عبارات دعم الذات وتكرارها، مثل: “أنا متميز”، و”أنا ناجح”، و”لن أُهزَم”، و”لن أفشل”، و”أنا جدير بالثقة”.

5. كسر روتين الحياة اليومية وتجربة أشياء جديدة:

عندما يطغى الروتين على حياتنا، تقل فرصة تجربتنا أشياء جديدة؛ ولكي نقوم ببعض الإثارة والتغيير في حياتنا واكتساب بعض الطاقة الإيجابية، علينا الانخراط في تجارب جديدة؛ فكلما ازدادت الأشياء الجديدة التي نحاول فعلها، ازدادت فرصنا في تنمية مشاعر جديدة.

شاهد بالفديو: 9 خطوات للتخلّص من روتين الحياة اليومية

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/YUusDjD3R4M?rel=0&hd=0″]

6. الابتعاد عن التكنولوجيا والإنترنت قليلاً:

يعدُّ الإنترنت سلاحاً ذا حدين، حيث يسبب لك الإدمان عليه العزلة عن الواقع والحياة اليومية؛ لذا يعدُّ أخذ فترة راحة من الإنترنت والابتعاد قليلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية المختلفة طريقة فعَّالة للعودة إلى اللحظة الحالية، ممَّا سيمنحك وقتاً لقضاء أوقات ممتعة في عمل الأشياء التي تحبها، ويتيح لك فرصة إعادة الاتصال بنفسك.

7. الاعتماد على مواقف الامتنان:

يعدُّ الامتنان القناة التي يمكننا من خلالها تجربة أكبر قدر من التعاطف، سواء بالنسبة إلى أنفسنا أم الأشخاص الآخرين أم العالم بأسره؛ لذا عندما لا تسير الأمور كما نريد لها، نلوم أنفسنا والعالم كله على فشلنا ومشكلاتنا؛ ولكن إذا غيرنا النظرة ورأينا أنَّ كل شيء خير لنا حتى وإن كانت الأمور سيئة، واعتقدنا أنَّ كل من حولنا يريد لنا التقدم والنجاح، تصبح نظرتنا إيجابية، وتساعدنا على تحقيق كل ما نرغب فيه؛ لذا يسمح لنا تبني موقف من الامتنان بإعادة هيكلة حياتنا بطريقة تجعلها أكثر سعادة وعزيمة، ولن يكون شعورك بالشكر والامتنان فقط للأشخاص المحيطين، وإنَّما لذاتك التي حققت ذلك.

8. التوقف عن مقارنة أنفسنا بأشخاص آخرين:

تُعرَّف المقارنة الاجتماعية بأنَّها ميل الفرد إلى مقارنة نفسه مع الأشخاص الآخرين، ولهذه المقارنة نتائج سلبية كبيرة على رفاهنا العاطفي والنفسي، فهي تجعلنا نعاني من التوتر والاكتئاب والقلق؛ لذا يجب علينا ألَّا نضيِّع وقتنا في المُقارنة، بل أن نستغله في تطوير أنفسنا والتركيز على مواهبنا وقدراتنا وتعزيزها.

9. عدم التردد في قول “لا”:

من أعظم الهدايا التي يمكنك منحها لنفسك هي تقدير حاجتك بالنسبة إلى وقتك؛ لذا لست مجبراً على تلبية رغبات وحاجات الناس على حساب حاجاتك ووقتك، فإن كان لديك ووقت وأردت القيام بشيء ما لإرضاء أحدهم، فهذا خيار يعود لك؛ ولكن إن لم يكن لديك هذا الوقت، فبإمكانك قول “لا” دون أي تردد، ودون أن تكون مجبراً على تبرير سبب هذا الرفض.

10. الجلوس مع النفس:

أفضل طرائق التواصل مع النفس وتعميق العلاقة معها هو قضاء بعض الوقت مع الذات؛ فرغم أنَّ طبيعة معظم الناس تميل إلى الحياة الاجتماعية، ولكن توجد أبحاث أظهرت أنَّ العزلة لها القدر نفسه من الأهمية للتواصل والتفاعل مع الأشخاص الآخرين؛ لذلك من الهام أن تعزز علاقتك بنفسك لأنَّها العلاقة الأكثر أهمية على الإطلاق.

11. تقييم حديثك الذاتي إيجاباً:

يعدُّ الحديث الإيجابي مع الذات من أهم الطرائق التي يمكن أن تلجأ إليها لتخفيف حدة التوتر لديك، والتقليل من شدة القلق التي يمكن أن تصيبك؛ كما أنَّه يدفعك إلى التقدم بقوة نحو الأمام، ويزيد من حيويتك؛ لذا عليك الابتعاد تماماً عن نقد الذات والحديث السلبي مع النفس، بل احتفل دائماً بنفسك وإنجازاتك التي حققتها.

12. إقامة طقوس لحب الذات:

للتعاطف الذاتي عدة أشكال، ومن بينها ممارسة حب الذات؛ لذا من الضروري البحث عن طرائق لتعزيز التواصل مع النفس بصورة أكبر، فمثلاً: يمكنك أن تكافئ نفسك وتدللها بالمشي في الطبيعة، أو أخذ وقت كافٍ للاسترخاء والتأمل، أو ممارسة الهوايات التي تحبها؛ فإن لم تكن تحب ذاتك وتقدم لها الأفضل دائماً، فلن تستطيع أن تحب من حولك وتقدم لهم الدعم الذي يبحثون عنه.

ما هي فوائد التراحم الذاتي؟

توجد فوائد كثيرة للتراحم الذاتي يمكن أن نذكر لك عدداً منه:

  1. يمنح التراحم الذاتي إحساساً بقيمة الذات، ولكن ليس بطريقة أنانية ونرجسية.
  2. يُعزز التراحم الذاتي الروابط الاجتماعية عند الأفراد.
  3. يدل التراحم الذاتي على الذكاء العاطفي عند من يمارسه.
  4. تُشعِر ممارسة التراحم الذاتي الفرد برضاً أكبر عن حياته.
  5. يكون من يمارس التراحم الذاتي أقل قلقاً وتوتراً وخوفاً من الفشل مقارنة بالأشخاص الآخرين.
  6. يدفع التراحم الذاتي من يمارسه إلى تحسين أخطائه أو إخفاقه أو عثراته؛ ذلكم لأنَّه ينظر إليها جميعها بنظرة موضوعية.

المصادر: 1، 2

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!