‘);
}

الكعبة المشرّفة

يعدّ المسلمون الكعبة أشرف بناء، وأقدس البقاع، ودائماً ما تحنّ أنفسهم لزيارتها، وتتحرّك مشاعرهم نحوها، والكعبة هي البيت العتيق الذي رفعه خليل الله إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام، قال تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ)،[١] فكان بذلك أول بيت للعبادة وضعه الله للناس على وجه الأرض، والكعبة ضاربة في التاريخ البشري بشكل عميق، فالمؤمنون يتوجهون إليها دائماً لا يملّون من ذلك ولا ينفكّون عن استقبالها، وقد باءت كل محاولات هدمها أو صرف الناس عنها بالفشل، وظلّت كما هي منذ زمن إبراهيم عليه السلام إلى حين نزول عيسى بن مريم عليهما السلام، وطوافه بها.[٢]

في بداية الإسلام ومطلعه كان المسلمون يتوجهون في صلاتهم نحو بيت المقدس، وظلّوا على ذلك إلى أن أنزل الله تعالى قوله: (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)،[٣] وهكذا أصبحت الكعبة هي قبلة المسلمين منذ ذلك اليوم إلى حيننا هذا، ممّا زادها تشريفاً وتعظيماً، فالمسلمون في كل مكان في العالم يتوجّهون نحوها يومياً في كل صلاة من الصلوات المفروضة، بل أكثر من ذلك بكثير، ففي كل نافلة يصليها المسلم يتوجه إلى الكعبة أيضاً، وحتى في صلاة العيد وصلاة الكسوف وغيرها من الصلوات المسنونة يتوجّه المسلمون إلى الكعبة المشرفة، وبناءً على ذلك فقد بُنِيت مساجد المسلمين في العالم كلّه باتجاه الكعبة، وإذا ما ذهب المسلم إلى أي مكان فأهمّ ما يُسأَل عنه هو اتجاه الكعبة بالنسبة إليه.[٢]