ما هو الحديث المتواتر

‘);
}

ما هو الحديث المتواتر

التواتر في اللُّغة يعني التّتابُع، فيُقال تواتر الناس؛ أي جاء بعضهم إثر بعض، وتواتر الأنبياء؛ أي خلف بعضهم بعضاً في الدّعوة، وفي اصطلاح المُحدّثين: هو الحديث الذي رواه عددٌ كثير في كُلّ طبقةٍ من طبقاته يستحيل اتّفاقُهم وتواطؤهم على الكذب،[١] بحيث يكون رواته كذلك من أوّل الإسناد إلى آخره دون انقطاع،[٢] والمُستندُ إليهم الحسّ، وفيما يأتي بيانٌ لمُصطلحات التعريف:[٣]

  • جمعٌ كثير: أي من غير تقييدٍ لهم بعددٍ معيّن، وإنّما المقصود هو استحالة اتّفاقهم على الكذب، وذهب بعض المُحدّثين إلى تعيين العدد وهو: سبعين، فيكون الحديث مُتواتراً، واستدلّوا بقولهِ -تعالى-: (وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا)،[٤] وقيل: هم أربعين، وقيل: هم اثنا عشر، وقيل: هم أربعة؛ لأنّه العدد المُعتبر في شهادة الزّنا، والأصل أنّه العدد الذي يحصل به العلم اليقينيّ.
  • عن مثلهم من أول السند إلى مُنتهاه: فيخرُج بذلك حديث الآحاد؛ وهو ما رواه واحدٌ في بعض طبقاته، ثُمّ تواتر بعد ذلك.
  • كان مُستندهم الحسّ: فيخرُج بذلك القضايا العقائديّة التي تستندُ إلى العقل؛ كوحدانيّة الله -تعالى-، ويخرُج به القضايا العقليّة البحتة، كأن يُقال إنّ الواحد نصف الاثنين.

ومن الأمثلة على الحديث المُتواتر قول النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-: (مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)،[٥] فقد روى هذا الحديث أكثر من سبعين صحابياً، وذهب المُحدّثون إلى أنّه لا يُشترطُ في رجال الحديث المُتواتر ما يُشترط في رجال الصحيح أو الحسن من العدالة والضبط؛ لأنّ العبرة بكثرتهم تجعل العقل يحكُم عليهم باستحالة اتّفاقهم على الكذب، فقرّر المُحدّثون أنّ الحديث المُتواتر لا يدخُل في عُلوم مُصطلح الحديث؛ لأنّ المُتواتر لا يحتاجُ إلى بحث بِخلاف غيره من الأحاديث.[٣]