يعد السكري الكاذب، أو ما يسمى أيضا بالبُوَالَةُ التَفِهَة اضطرابا غير شائع يتسم بشدة العطش، رغم القيام بشرب الكثير من السوائل، مع التبول بكميات كبيرة.

وغالبا ما يحدث هذا الاضطراب نتيجة لعدم قيام الجسم بإنتاج أو تخزين أو إطلاق الهُرْمونُ المُضادُّ لإِدْرَارِ البَوْل، والذي يعرف بالفازوبريسين، غير أنه يحدث أحيانا نتيجة لعدم قدرة الكليتين على الاستجابة لهذا الهرمون بالشكل المناسب. كما وأنه يصيب الحوامل في حالات نادرة. وعندها يكون ناجما عن قيام إنزيم معين تنتجه المشيمة بتدمير الهرمون المذكور لدى الحامل.

ويشار إلى أن البعض قد يعتقدون أن هناك رابطا بين السكري الكاذب وبين مرض السكري المعروف بنوعيه الأول والثاني، والذي يتعلق بمستويات السكر بالدم، إلا أنه لا علاقة بينهما، وذلك رغم تشابههما بالاسم و ببعض الأعراض.

ويذكر أنه في حالة كون هذا الاضطراب ناجما عن نقص الهرمون المذكور أو عدم تخزينه أو إطلاقه، فإن السبب وراءه يكون عائدا لحدوث إصابة أو تلف في منطقة الوطاء أو في الغدة النخامية.

فالمنطقة الأولى، وهي منطقة في الدماغ، تنتج هذا الهرمون. أما الغدة النخامية، والتي تقع أيضا في الدماغ، فهي مسؤولة عن تخزينه وإطلاقه.

لذلك، فإنه في هذه الحالة قد يكون ناجما عن أسباب عديدة، منها تعرض الرأس للإصابة وفقدان الإمداد الدموي للغدة النخامية والتعرض لجراحة في الدماغ ووجود ورم في أي من هاتين المنطقتين، فضلا عن ذلك، فهو أحيانا ينتقل بالوراثة.

وعادة ما يعالج هذا النوع من السكري الكاذب بإعطاء المصاب الديزمُوبرِيسِين، وهو هرمون صناعي مُضاد لإدرار البول، وذلك عبر حبوب أو بخاخ أنفي.

أما إن كان هذا الاضطراب ناجما عن فشل الكليتين للاستجابة للهرمون المذكور، فعندها يكون السبب وراءه عائدا لوجود خلل في مناطق في الكلية تقوم بإعادة امتصاص الماء. ويذكر أنه في هذه الحالة

 قد يكون ناجما عن أسباب عديدة أيضا منها:

-الوراثة

-استخدام أدوية معينة منها الليثيوم والأمفوتيريسين (ب)

-وجود مستويات عالية من الكالسيوم

-وجود واحد من أمراض كلوية معينة، منها مرض الكلى متعدد الكيسات.

 العلاج

ويعالج هذا النوع بإيقاف الدواء إن كان ناجما عن استخدام دواء معين.

 وبشكل عام، فإن العلاج الرئيسي لهذا الاضطراب يكمن في علاج السبب المؤدي إليه، وذلك إن أمكن.

بعد ذلك، يمكن إجراء تدخل طبي آخر، سواء أكان دوائيا أو غير ذلك، وذلك بناء على حالة المصاب والسبب المؤدي إليه.

أما عن مضاعفات هذا الاضطراب فأهمها الإصابة بالجفاف، والذي يتسم بالأعراض التالية:

– جفاف الفم.

-ضعف العضلات.

-انخفاض ضغط الدم.

– ارتفاع درجات الحرارة.

-الصداع.

-تسارع ضربات القلب.

كما وتتضمن مضاعفاته حدوث اضطراب في الشوارد، وهي معادن تتواجد في الدم وتحافظ على توازن السوائل في الجسم، منها البوتاسيوم والصوديوم.

ومن الجدير بالذكر أن السكري الكاذب يصيب الرضع أيضا. وعندها تتضمن أعراضه ما يلي:

– تبليل الحفاضات بكميات كبيرة من البول.

-البكاء من دون سبب واضح.

– ارتفاع درجات الحرارة.

-التقيؤ أو الإسهال. 

-جفاف البشرة مع برودة الأطراف.

-فقدان الوزن.

-تأخر النمو.

ويذكر أنه يجب اللجوء إلى الطبيب في حالة الاشتباه بهذا الاضطراب لدى أي فئة عمرية كانت.