‘);
}

الصِّدق

الأعمال في مُجملها كثيرة، تُقسَم إلى أعمال قلبيّة؛ مثل محبّة الله سبحانه وتعالى، والتوكُّل عليه، والخوف والرّجاء منه، والإنابة إليه، والصِّدق، وإخلاص الدين لله، ومنها أعمال الجوارح؛ مثل الصّلاة، والإحسان، والجهاد وغيرها، ومن خلال التأمل في الشريعة في مصادرها ومواردها يتبيّن أنّ هناك ارتباطاً وثيقاً بين الأعمال القلبيّة وأعمال الجوارح، وأنّ الأعمال القلبيّة أكثر إلزاماً للعبد من أعمال الجوارح؛ فبها يتميّز العبد المؤمن عن المنافق، وبها يدخل المرء الإسلام، فعبوديّة القلب أعظم من عبوديّة الجوارح وأدوم، فهي واجبة على العبد في كلِّ وقت.

والصِّدق هو أصل الأعمال القلبيّة جميعها، والكذب منشأ الرِّياء، والكِبَر والفخر، والبطر، والعجز، والكسل والجُبن، وغير ذلك من الأعمال الفاسدة، وجميع الأعمال الصّالحة ظاهرةً كانت أو باطنةً، فإنّ منشأها الصِّدق، وعقوبة الكذاب هي أن يُقعده الله تعالى عن مصالحه ومنافعه، ويثبطه عنها، أمّا الصّادق فيُثيبه الله تعالى على صدقه، ويوفّقه للقيام بجميع مصالحه الدنيويّة والأخرويّة.[١]