‘);
}

أحكام الشعر في الإسلام

خلق الله -تعالى- الإنسان في أحسن تقويمٍ، وركّب جسمه تركيباً عظيماً دقيقاً، كما جعل له من الأعضاء والأجزاء ما ينفعه، ويُعينه في قضاء حوائجه، وما يُزيّنه ويجمّله، وكان من تلك الأجزاء شعر الإنسان، فقد أنبت الله -تعالى- الشعر للإنسان في عددٍ من مواضع جسمه؛ لأن جسد الإنسان هو مناطٌ في تكليفه بالتكاليف الشرعية، فقد ارتبطت الأحكام الشرعية بأعضائه على وجه العموم تارةً، وعلى وجه الخصوص تارةً أخرى، ولم يكن شعر الإنسان بمنأى عن ذلك، فقد ارتبطت به مجموعةٌ من الأحكام، والتوجيهات الشرعية، حيث إنّ شعر الإنسان يأخذ في الشريعة الإسلامية ثلاثة أحوالٍ بحسب الموضع النابت فيه من جسم الإنسان، الحال الأول: هو الأمر بإبقائه والنهي عن الأخذ منه، ومثاله شعر الحاجبين، وشعر اللحية بالنسبة إلى الرجل، والحال الثاني: هو الأمر بإزالته والنهي عن إبقائه، ومنه الأمر بحلق العانة، ونتف الإبط، وقصّ الشارب، والحال الثالث: هو ما ترك الشارع للإنسان أن يختار فيه بين إبقائه أو إزالته، ويشمل ما تبقى من شعر الإنسان عدا المذكور في الصنفين الأولين.[١][٢]

ومن الأحكام الشرعية المتعلّقة بشعر الإنسان، التوجيه إلى حلق رأس المولود في اليوم السابع لمولده، والحكمة في ذلك؛ إماطة الأذى عنه، وإزالة شعره الخفيف لاستبداله بشعرٍ قويٍ كثيفٍ، ومن تلك الأحكام أيضاً استحباب الاعتناء بالشعر، وإكرامه بالتنظيف، والتطييب، والتسريح، والسنة أن يفعل المسلم ذلك بيده اليمنى، فقد ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها: (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعجِبُه التيَمُّنُ في تَنَعُّلِه وترجُّلِه وطُهورِه، وفي شأنِه كلِّه)،[٣] وممّا يتعلق بالشعر من المطلوبات الشرعية أن يمسح المسلم رأسه في الوضوء، وأكمل صور ذلك مسح شعر الرأس باليد إقبالاً وإدباراً، وكذلك تخليل اللحية، كما يجب على المسلم في الغُسل أن يعمّم الماء على بدنه حتى يصل إلى أصول شعره، ويسنّ للمسلم إزالة شعر إبطه وعانته، والنتف أفضل في إزالة شعر الإبط؛ لأنّه يُضعف إفراز الغدد العرقية، أمّا شعر العانة فالسنة فيه الحلق، والأفضل ألّا يُؤخّر شعر الإبط والعانة أكثر من أربعين يوماً.[١]