‘);
}

في غمار الحياة الذي وجدنا أنفسنا به، نُصادف ألوانا عديدة من الأحداث والمواقف، نجرّب الفرح ونتجرّع الترح، ولا يخلو رصيد أي منا فيها من المصائب والكروب، فما هو المعنى الحقيقي لكلمة كرب ؟ ولماذا تأخذنا هذه الكلمة إلى بقايا أوقات مريرة مررنا بها ؟

ترتبطُ هذه الكلمة بكلمات من مثل : حزن، مصيبة. وهي من المفردات التي تملك وقعاً سلبياً في أذن سامعها، ويأتي تعبير كلمة “الحزن ” بوقع سلبي معنويٍ بحت، أما تعبير كلمة “المصيبة” فيأتي بوقع سلبي مادي بحت، أما الكربُ فبينهما، إذ يدلّ على أثر سلبي مادي ومعنوي في آن واحد، كمثلِ رجل مهموم لأنه يعاني الكثير من الديون وكساد عمله، الجانب المادي هنا هو الديون وكساد عمله أم الجانب المعنوي هو الهم الذي لحق به، فنقول: هذا الرجل مكروب أو أصابه كرب.

وقيل في معنى الكرب أنّه الحبل الذي يُشدُّ من جهتين، تخيّل مقدار الضغط الذي يتعرض له هذا الحبل، لعلّه الشعور المؤلم ذاته الذي يُداهمك حين يصيبك كرب ما فتشعر بأنّك تتمزق بشدة دون أن تتمزق، فيا لبلاغة اللغة العربية ودقة تعبيرها.