عرف النظام الاقطاعي في العصور الوسطى التي كان يسودها الظلم والجهل والظلام حيث كانت مقاليد الحكم جميعها في يد الكنيسة و الملك يتحكمان في شئون البلاد الاقتصادية والسياسية وكان ذلك الأمر في أوروبا الغربية والوسطى على وجه التحديد.
كانت الأرض الزراعية هي المصدر الرئيسي والأول للدخل في تلك البلاد بذلك الوقت، مما جعلها تحظى بالاهتمام الكبير من حيث القوانين التنظيمية المتعلقة بها وقد ترتب على ذلك تقسيم المجتمع لطبقات تم استغلال الفقيرة منها لتحقيق أغراض ومصالح الأغنياء، تعرفوا معنا في المقال التالي عبر موسوعة على النظام الإقطاعي و عيوبه.
النظام الاقطاعي
- يمثل انفراد مجموعة من الناس في المجتمع بامتلاك الأراضي الزراعية التي كانت تمثل الوسيلة الأولى للإنتاج في ذلك الوقت، فهو نظام زراعي اقتصادي سياسي، يتم فيه استغلال الفلاحين للعمل في الزراعة.
- يرجع السبب وراء تسميته بذلك الاسم إلى اقتطاع مساحات شاسعة من الأراضي وامتلاكها من قبل بعض الأشخاص تسمى الإقطاعيون.
عناصر النظام الاقطاعي
هناك مجموعة من العناصر كان النظام الإقطاعي يتكون منها وهي:
- السيد الإقطاعي: أحد الرجال النبلاء أو واحداً من المحاربين بالمدينة يكون هو المالك للأرض الزراعية.
- الأرض المقتطعة: الأرض التي يملكها الإقطاعي ويمنحها في صورة أجزاء مقطوعة للفلاحون للعمل بها وزراعتها والناتج يكون مملوك له ولا يمنح منه للفلاحون سوى القليل.
- التابع: الفلاح الذي عينه الإقطاعي للعمل بالأرض الزراعية مثله في ذلك مثل العبيد.
طبقات النظام الاقطاعي
ينقسم المجتمع في النظام الإقطاعي إلى مجموعة من الطبقات، نوضح ذلك تفصيلاً فيما يلي:
- الطبقة الإقطاعية: التابعون أو العبيد الذين يعملون في الأرض الزراعية لصالح ملاكها من النبلاء الإقطاعيون، وقد كان يتم فرض ضرائب عليهم كل عام يترتب عليها قيامهم بجمع كل ما جنوه من نقود لتسديد تلك الضريبة.
- طبقة الأسياد الإقطاعيون: هم ملاك الحرب والسلطة ويتم حصولهم تلك المراكز عن طريق الوراثة، يملكون الأراضي ويتعبدون الفلاحون، وكان يفرض عليهم تقديم الطاعة للملك إلى جانب الهدايا الفاخرة والنفيسة على مدار العام في المناسبات المختلفة.
- طبقة رجال الدين والكنيسة: من يقومون على حماية الكنيسة ورفعة شأنها من الرهبان وكانوا يكرسون حياتهم لخدمة الكنيسة في ظل الوثنية، بينما منذ تحولت الإمبراطورية إلى المسيحية بدأ دورهم في المجتمع يقوى ويكون له تأثير كبير على الحكم.
- الطبقة العامة من الشعب: تمثل تلك الطبقة الشعب الأوروبي من الرجال والنساء والأطفال، وقد كان ظروفهم المعيشية صعبة في ذلك الوقت.
عيوب النظام الاقطاعي
هناك العديد من المساوئ التي كانت مترتبة على ذلك النظام والمتمثلة في فرض القوانين الصارمة والظالمة للشعب الأوروبي خاصة طبقة الفلاحون العبيد العاملين لدى الإقطاعيين نذكر من تلك القوانين الآتي:
- فرض ما يقرب من الثلاث ضرائب النقدية كل عام على العبيد.
- يمتلك الإقطاعي الجزء الأكبر من المحاصيل التي يجنيها العبيد لديه وكذلك المواشي.
- العمل وفقاً لنظام السخرة وهو قيام العبيد بالعمل لدى السيد الإقطاعي لعدة أيام دون أجر.
- العمل مقابل الطعام والشراب في الكثير من الأحيان دون الحصول على النقود.
- دفع مقابل من قبل العبيد للسيد عن ما يتم استخدامه من أدوات مملوكة له في الزراعة.
- فرض قوانين تمنع على العبيد شراء المنتجات المملوكة لغير الإقطاعي التابعين له.
- فرض الانضمام إلى جيش الإقطاعي في حالة نشوب حرب أو نزاع كان السيد أحد أطرافها.
وقد تناقض النظام الإقطاعي مع مبادئ الدين الإسلامي حيث رفض أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب الأمر بإقطاع الأراضي لقادة الفتوحات الإسلامية آنذاك، خشية إلحاق الظلم بغيرهم من المسلمين ولمنع إحداث فجوات بين طبقات المجتمع وتحكم بعضهم في البعض الآخر.