‘);
}

مفهوم التبرُّج

يُستخدَم لفظ التبرّج بمعنى الظّهور، والمُراد هنا إظهار المرأة شيئاً من جسدها أو زينتها، ومنه سُمِّيت الكواكبُ بروجَ السّماء؛ أي: زينتها؛ وذلك لظهورها، وقيل إنّ التبرّج مأخوذٌ من ظهور المرأة مِن بُرجها؛ أي: قصرها، ومعنى البُروج: القُصور، وبهذا المعنى ورد قوله تعالى: (وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ).[١] وبرج المرأة هو بيتها، وإنّما سُمّي القصر بُرجاً؛ بسبب سعته، فهو مأخوذٌ من البرج بمعنى السّعة، وعلى كلّ حال فالتبرُّج يُستعمَل للدلالة على إظهار المرأة شيئاً من مفاتنها، وجسدها، وزينتها المُكتسَبة أمام الرّجال الأجانب عنها؛ وهم الرجال الذين لا تربطهم بها صِلة رحمٍ أو قُربى، ومن الألفاظ القريبة التي تُطلَق على التبرّج: العُرْي، والتّهتُّك، والتكشُّف، والانْحِلال الأخلاقيّ، والإخلال بناموس الحياة، والإباحيّة.[٢]

تبرُّج الجاهليّة الأولى

ورد ذكر تبرّج الجاهليّة الأولى في القرآن الكريم في سورة الأحزاب في قوله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)؛[٣] فالآية القرآنيّة الكريمة تبدأ بالأمر الربانيّ للنّساء بالبقاء في البيوت، ثمّ أتبع أمرهُنّ بأن يبقينَ في بيوتهنّ بالنّهي عن التبرّج، وخصّ النّهي بتبرّج الجاهليّة الأولى، ثمّ أتبع هذا النّهي بالأمر بالصّلاة، والأمر بإيتاء الزكاة، ثمّ الأمر للنساء بأن يُطِعن الله ورسوله، ونتيجة التزامهنّ بهذه الأوامر والنّهي الوحيد بينها بعدم التبرّج تبرّجَ الجاهليّة الأولى؛ أنّ لهنّ الطُّهر والنّقاء الذي يليق بالعفيفات الطّاهرات المُؤمنات.[٤]