‘);
}

كرامة النفس الإنسانية

قصدت الشريعة الإسلامية إلى حفظ ورعاية أمورٍ خمسةٍ، هي: الدّين والنفس والعقل والعرض والمال، وكان حظّ النفس الإنسانية وافراً، وجاءت كثير من النصوص الدينية تدعو لرعاية النفس الإنسانية على اعتبار أنها مكرّمة من الله، قال تعالى: (وَلَقَد كَرَّمنا بَني آدَمَ)،[١] حيث دعت التشريعات الناظمة للحياة إلى صيانة وحماية الإنسان، وشرّع الإسلام أحكاماً متعدّدةٍ تهدف إلى حفظ حقّ الإنسان في الحياة؛ فعدّ قتل النفس بغير حقٍّ إفسادٌ في الأرض عريضٌ، ورتّب على فعله عقوبة القصاص، بل إنّ الإسلام ذهب إلى أبعد من ذلك، عندما شرّع حقوقاً للجنين في بطن أمّه ترعى سلامته، وتؤمّن خروجه إلى العالم الرحب بأمانٍ؛ ليأخذ دوره المنوط به في مهمّة الاستخلاف في الأرض، فقد رخّص الشرع للأم -على سبيل المثال- في بعض العبادات التي يترتّب على القيام بها إلحاق ضررٍ به، ومن هنا فقد حرّم الإسلام قتل الجنين أو تعريضه للأذى، فهو جسدٌ يتخلّق، وخلاياه تتكاثر، وأعضاؤه تتشكّل، ومن حقّه أنْ يخرج إلى الحياة سالماً معافى، فما حكم سقط الجنين؟.

إجهاض الجنين حكمه وضروراته

حكم إجهاض الجنين في الشريعة الإسلامية يخضع لاعتباراتٍ عدّة، تضع حقّ الأم والجنين في الحياة من أولى أولوياتها.