‘);
}

كتاب صحيح البخاري

التعريف بصحيح البخاري

كان الإمام البخاري هو أوّل من أّلف كتاباً مفرداً في الحديث الصحيح، وقد سمّاه بالجامع الصحيح من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسننه وأيّامه، وقد أولى الإمام البخاري -رحمه الله- كتابه الصحيح عناية فائقة، وألّفه بدقّة وحرصٍ شديدين، ويقول الإمام البخاري عن كتابه الصحيح: جمعت كتابي الجامع الصحيح من ستّمئة ألف حديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومكثت في تأليفه ستّ عشرة سنة، وادّخرته حُجَّةً فيما بيني وبين الله -تعالى-.[١]

وقال الإمام البخاري: لم أضع في كتابي الصحيح إلّا ما صح عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ولم استوعب جميع الحديث الصحيح؛ حتّى لا يطول الكتاب، ويعدّ كتاب البخاري أعلى كتب السنّة الستّ سنداً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ وذلك لأنّ الإمام البخاري كان أكبرهم سنّاً، ممّا مكّنه من لقاء كبار المحدّثين، والأخذ منهم؛ فهو يروي عن جماعة من أئمة الحديث لا يروي بقيّة أصحاب الكتب الستّ عنهم؛ إلّا عن واحد منهم،[٢] وقد اتّفق جمهور العلماء على تقديم صحيح البخاري على صحيح مسلم؛ لأنّ شرط الإمام البخاري كان أعلى وأوثق من شرط الإمام مسلم في قبول الحديث، وقد نقل اتّفاقهم بن الصلاح، وأجمع العلماء على صحّة ما ورد في صحيح البخاري، وتلقّته الأمّة بالقبول جيلاً بعد جيل.[٣][٤]