‘);
}

الحب وهو أعلى قيم العلاقات الإنسانية، ويختلف حسب درجة علاقة الأشخاص فيما بينهم؛ فالحبّ الذي يمنحه الأب إلى أبنائه عبارة عن حب نابع من علاقة أسرية وأبوية، ومن أنواع الحب الأخرى هو الحب الذي يجمع ما بين الرّجل والمرأة؛ أي الذي يكون على بر الأمان قبل الزّواج وهذا ما سنتحدث عنه. فكثيراً ما يبدأ الحب ما بين الرّجل والمرأة عن طريق الصّدفة التي جمعتهما، فيحبّها الرجل دون أن يسمع صوتها وهو حب من أول نظرة، وهناك حب يأتيلامن دون ترتيب مسبق وهو الذي يدخل القلب دون استئذان فلا علاقة للشكل والصّوت بهذا الاختيار، وتبدأ مبادلة مشاعر الحب والتّقرب من الشّخص الذي أحبّه ويبدأ باكتشاف أسراره فإن مال القلب والعقل سيتعلّق بحب الشّخص بشدة، وسيتعذّب إن أحسّ بالبعد وهو ما نسمّيه بالشّوق أو الاشتياق، فإن طال الشّوق حلّ العذاب لكن ما هو عذاب الحب؟

الحبّ كما ذكرنا هو علاقة سامية؛ فالغاية منه أن يكمل الشّريكين حياتهما تحت سقف واحد ممزوج بمشاعر الحب الذي يجمع بينهما، ولكن ماذا لو واجه هذا الحب الكثير من المعوّقات التي تحول إلى أن يفترق الأحبة عن بعضهم البعض؟ سيرافق ذلك بأنّ المشاعر التي يكُنّها ويحتفظ بها كل شخص للشخص الآخر إلى ولادة الشّوق، فالقلب يترجم إشارات للعقل في الرّغبة بعدم تقبّل ابتعاد الحبيب عنه، وسيعاني القلب من الحرمان فليس هناك مشاعر حيّة تتدفق للقلب وتنعشه فلا بدّ أن يشتاق القلب والعقل إلى تلك الذّكريات الجميلة والهمسات الرّقيقة والكلمات اللطيفة التي كانت تجمع ما بين الرّوحين. فالشّوق هنا سيعصف بداخل الإنسان وسيتعذّب بشدّة لدرجة أنّه يتمنّى بها الشّخص لقاء من أحبّه، فلهيبُ عذاب الحبِ لا يطفئه إلّا الزّواج الذي يترجم الرّغبة في إشباع الحاجة الجنسية التي هي بالأوّل والأخير حاجة من حاجات الحب المهمّة ما بين الشّريكين وهي عادة ما تخلق العذاب.

أحياناً يفترق الحبيبان من دون رغبة في الافتراق إمّا بسبب سفر أو غياب مفاجىء خارج عن الإرادة، فالأمور التي تخرج عن الإرادة والسّيطرة ستخلق الشّوق من جديد فلا بدّ أن يتعذّب الشّخص مرّةً أخرى فقط لرؤية وإشباع العينين برؤية الحبيب، والقدر هنا له القول الفصل في التّحكم في أن يلتقي الأحبّة أم لا، وأقصد من كلامي هذا أنّه سيكون هناك عذاب وهلوسة فقط لرؤية الحبيب الّذي غادر وترقّب عودته من جديد لإطفاء الشّوق وعذاب الانتظار. فالحب الذي يحيطه الإخلاص والصّدق سيحترق بالصّبر والتّرقب.