يلعب المخاط دوراً هاماً في حماية وترطيب أجزاء حساسة مثل: الأنف، والفم، والحلق، والرئة، والجيوب الأنفية من الجفاف، ويعمل كمصيدة للمواد المهيجة للحساسية والتي تحاول مهاجمة الجسم مثل الغبار، والفيروسات، والبكتيريا، والدخان، كما أنه يحتوي على أجسام مضادة وإنزيمات قاتلة للبكتيريا لمحاربة العدوى والالتهابات. كما يعد المخاط جزءاً أساسياً وصحياً من تكوين الجهاز التنفسي، ولكن عند تحوله إلى مصدر إزعاج فمن الأفضل معرفة السبب ومحاولة العلاج أو اتخاذ الترتيبات لإعادته طبقة سطحية غير مزعجة.

يعد البلغم عبارة عن مخاط والذي يعتبر مادة سائلة، وزلقة، ولاصقة، تفرز بطريقة طبيعية يتم إنتاجها في الرئتين والجهاز التنفسي السفلي، ويعد البلغم في الأساس طبقة رقيقة غير ملاحظة، ولكن في حالة الإصابة بالمرض فإنه يتركز خلف الحلق ويصبح أكثر سماكة لالتقاطه هذه الأجسام الغريبة، وهنا تسهل ملاحظته بالرغم من وجوده طوال الوقت.

للمزيد: 10 نصائح لرئتين أكثر صحة

ما هي أسباب زيادة كثافة البلغم؟

يفرز الجسم ما بين لتر إلى لتر ونصف من المخاط يومياً، وتزداد الكمية وتتغير طبيعته ولونه إلى الأصفر المائل إلى الأخضر عند المرض أو التعرض لبعض المثيرات الأخرى نذكر منها:

  • الإصابة بالالتهابات مثل البرد أو الأنفلونزا.
  • التهاب الجيوب الأنفية.
  • الحساسية بأنواعها.
  • تهيج الأنف أو الحلق أو الرئة نتيجة التعرض لمثيرات مثل العطور أو الغبار.
  • الاضطرابات الهضمية مثل الارتجاع المعدي المريئي.
  • التدخين بأنواعه.
  • التعرض للدخان أو الملوثات البيئية.
  • أمراض الرئة مثل: التهاب الرئة، وسرطان الرئة، والتليف الكيسي، وانسداد الشعب الهوائية المزمن.
  • انخفاض القدرة على طرد المخاط خارجاً لوجود خلل في الأهداب المبطنة للجهاز التنفسي والتي تتحكم بحركة المخاط من أسفل الجهاز التنفسي إلى الأعلى بهدف طرده خارجاً أو عدم القدرة على السعال.

للمزيد: فحص البلغم والأمراض التي يكشف عنها

ما هي دلالات ألوان المخاط والبلغم؟

يكون المخاط الصحي والسليم شفافاً وسائلاً وقليل الكثافة. تلون المخاط بلون آخر غير الذي ذكر قد يدل على الإصابة المرضية، ومن أهم دلالات أوان المخاط كالتالي:

  • لون المخاط الأخضر أو الأصفر: الإصابة بعدوى البرد أو الأنفلونزا.
  • لون المخاط الأحمر أو الوردي: يدل على وجود جرح في الحلق نتيجة السعال.
  • لون المخاط البني أو الأسود: يدل على وجود التهاب قوي، أو نتيجة التدخين، أو مرض رئوي مزمن.

للمزيد: ما هي دلالات ألوان البلغم

كيف يمكننا التخلص من كثافة البلغم؟

بالرغم من أن أجسامنا تحتاج إلى البعض من المخاط، إلا أن كثرته يمكن أن تكون مزعجة جداً، وللسيطرة عليه والتخلص منه يرجى اتباع النصائح الآتية:

  • ترطيب الجو للتخلص من كثافة البلغم

تساعد زيادة نسبة الرطوبة في الهواء على الحد من كثافة وسمك المخاط، يمكن استعمال جلسات البخار لإزالة البلغم والاحتقان، أو استخدام أجهزة ترطيب الجو بالضباب المعطر وهي آمنة ويمكن تشغيلها طوال اليوم.

  • ترطيب الجسم للتخلص من كثافة البلغم

تساعد عملية شرب كميات كافية من السوائل الدافئة على التخفيف من كثافة البلغم، حيث يعالج الماء الاحتقان ويطرد البلغم خارجاً. تعد العصائر بأنواعها، وحساء الدجاج، والشاي منزوع الكافيين، وماء الليمون سوائل مناسبة جداً للتخفيف من كثافة البلغم.

  • الغرغرة بمحلول ملحي للتخلص من كثافة البلغم

يمكن للغرغرة بمحلول الملح أن يزيل البلغم العالق في مؤخرة الحلق، وتعمل على تلطيف الحلق، وقتل الميكروبات. ويتم ذلك من خلال مزج كأس من الماء الدافئ مع ملعقة صغيرة من الملح، والأفضل استخدام ماء معدني خال من الكلور لأنه يسبب تهيجاً للأنسجة، يوضع القليل من المحلول بالفم مع إمالة الرأس قليلاً إلى الخلف، ثم يتم زفر الهواء بهدوء من الرئة للغرغرة مدة 30 ثانية، ثم التخلص من الماء عن طريق البصق. تكرر العملية عدة مرات.

  • زيت الأوكالبتوس للتخلص من كثافة البلغم

يسهل استخدام زيت الأوكالبتوس من عملية خروج البلغم من الجسم عن طريق السعال. يمكن استنشاق زيت الأوكالبتوس عن طريق إضافته إلى جلسات البخار أو كزيت يتمدهنه وفرده على الجسم.

للمزيد: علاج السعال بالاعشاب الطبية

  • التأكد من نظافة فلاتر مكيفات الهواء الساخنة والباردة للتخلص من كثافة البلغم

إذ يفيد ذلك في إبعاد الغبار ومثيرات الجهاز التنفسي.

  • استخدام بخاخ يحتوي على محلول ملحي للتخلص من كثافة البلغم

إذ يساعد ذلك على ترطيب وتنظيف أنسجة الأنف والجيوب الأنفية.

  • النوم في وضع مائل قليلاً للتخلص من كثافة البلغم

وليس مسطحاً تماماً عن طريق وضع عدد من الوسادات تحت الرأس، وذلك للحد من إزعاج تجمع البلغم بنهاية الحلق.

  • عدم مقاومة السعال أو الكحة للتخلص من كثافة البلغم

إذ يعد السعال طريقة الجسم الطبيعية لطرد الإفرازات المخاطية خارج الرئة والحلق، ثم يتم بصق المخاط وليس بلعه.

  • الإقلاع عن التدخين للتخلص من كثافة البلغم

وتجنب الأماكن التي يكثر بها التدخين، فهو مثير ومحفز لمزيد من الإفرازات المخاطية.

  • تجنب المثيرات والملوثات والروائح القوية للتخلص من كثافة البلغم

كونها تسبب تهيجاً للأنف، والحلق، والجهاز التنفسي السفلي، مما يحفز الجسم لإفراز المزيد من المخاط.

  • استخدام أدوية دون وصفة طبية للتخلص من كثافة البلغم

يوجد العديد من الأدوية التي يمكن استعمالها دون وصفة طبية وتكون على شكل أقراص، أو كبسولات، أو شراب، أو بخاخات، من أنواع هذه الأدوية:

  1. مزيلات الاحتقان والتي تعمل على إيقاف تدفق الدم إلى الأنسجة المبطنة للأنف والحلق، فيقل إفراز المخاط وتصبح عملية التنفس أكثر سهولة (لا يجب الإفراط في استخدامها حتى لا تأتي بنتيجة عكسية).
  2. مضادات الهيستامين توقف عمل مادة الهيستامين (مادة تفرز في الجسم عند الإصابة بالحساسية وتسبب زيادة إفراز المخاط من الأنسجة المبطنة للأنف).
    يرجى الحذر حيث أن بعض مضادات الهستامين تسبب النعاس.
  3. طوارد البلغم (المقشعات)، والتي تقلل من كثافة وتماسك البلغم ليسهل طرده خارجاً مع السعال. من أمثلة طوارد البلغم مادة غايفينيسين (بالإنجليزية: Guaifenesin).
  • استخدام العقاقير بوصفات طبية

تستخدم في حالة الإصابة بالالتهابات والعدوى، يصف الطبيب عقاقير لعلاج السبب الرئيسي لزيادة كثافة البلغم أو عقاقير أخرى للحد من كثافة وسمك المخاط.

للمزيد: أدوية تستخدم لعلاج البلغم

متى يجب عليك زيارة الطبيب؟

تعد عملية زيادة كمية أو كثافة المخاط ليست بالأمر الخطير وخاصة في فترة الصباح، وذلك لتراكم المخاط في الحلق طوال فترة الليل، الأمر الذي يتحسن تدريجياً بحلول وقت الظهيرة.

لكن يلزم زيارة الطبيب إذا أصبح البلغم ملازماً للشخص مدة شهر أو أكثر وصاحبته أحد الأعراض الآتية:

  • نزول دم مع السعال.
  • ألم في الصدر.
  • تقطع في النفس.
  • أزيز أو لهاث عند التنفس.
  • زيادة مضطردة في سمك وكثافة البلغم.

اقرأ أيضاً: السعال علامة مرضية لا يمكن تجاهلها