‘);
}

دلالة الكلمة

علم اللغة واسع ومُتشعِّب، فهناك عِلم الأصوات الذي يبيّن صوت كل حرف في الكلمة، ومخرجه، وصفته، وعلم الدلالة الذي يبيّن معنى الكلمة، ودلالتها في الجملة، وما تحمله من معنى بلاغي، وعلم النحو الذي يبيّن الموقع الإعرابي للكلمة في الجملة من خلال علاقة الكلمات ببعضها في الجملة الواحدة، وعلامات إعرابها، وعلم الصرف الذي يدرس بُنية أو هيئة الكلمة كما هي، وأوزانها دون الحاجة إلى معرفة موقعها الإعرابي في الجملة. إذاً فإنّ لكلّ لفظة أو كلمة دلالات تشير إليها، هي: دلالة معجميّة تعرّفها وتوضّحها، ودلالة نحوية تبيّن موقع الكلمة من الإعراب أو البناء، ودلالة صرفيّة تبيّن نوع الكلمة ومعناها الصرفي.[١]

علم الصرف

الصرف لغة هو التغيير، ويُقال له أيضاً التصريف، إذ يُقال تصريف الرياح، كما في قول الله تعالى: (وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ)[٢] أي تغييرها؛ فهي تارة تأتي من الشمال، وتارة تأتي من الجنوب، وتارة تأتي بالعذاب، وتارة تأتي بالرحمة، وتارة تجمع بين السحاب، وتارة تفرِّقه. أمّا اصطلاحاً فالصَّرف هو عِلم يدرس التغيير الذي يطرأ على بُنيَة الكلمة وصيغتها، وما يطرأ عليها من تغيير، كالزيادة، أو النقصان، أو الإبدال والقلب، وغير ذلك، وأمثلة ذلك كلمة (سَعِدَ)، فقد يطرأ عليها زيادات عديدة، نحو: سعيد، ومُساعَدة، ومُستعِدّ، ومُساعِد، وأسعَدَ، واستعدَّ، وساعَد، ومثال الحَذف: كلمة (عِظة)؛ فقد حُذِفت الواو من الماضي (وَعَظَ) وأُبدلَت الواو بتاء مربوطة في الآخِر (عِظَة)، ومثال الإبدال الفعل (اصطبر)، فأَصْل الفعل هو صَبر، وهو على وزن افتَعل، فأصله أن يكون اصتَبر، ثم أُبدِلت التاء إلى طاء، ومثال القَلب: الفعل (دعا)، فالألف مُنقلِبة عن واو في أصل الفعل (يدعو)، علماً بأنّ عِلم الصرف مُختَصُّ بالأسماء والأفعال، إذ لا يطرأ عادة التغيير على الحرف، والكلمة الأقل من ثلاثة حروف أصلية لا تقبل التصريف؛ لعدم إمكانيّة تصريفها، فالكلمتان يد ودم مثلاً، أصلهما ثلاثي وحُذِف حرف منهما: يَدَيٌ، ودَمَوٌ.[٣]