‘);
}

مذهب الإمام ابن تيمية

يُعدُّ الإمامُ ابنُ تيمية من المُجتهدين المُطلقين، ولكنّه مُنتسبٌ لِمذهب الحنابلة،[١] وأما تعريف المجتهد المطلق فهو: “الذي لا يتقيد بأيّ مذهبٍ من المذاهب، وإنّما ينظر في الكِتاب، والسُّنة، واللُّغة، ويجتهدُ وينظر برأيه”،[٢] وفتاويه التي أفتى بها على خلاف مذهب الحنابلة؛ فهي دليلٌ على أنّه من المُجتهدين المُطلَقين، أو أنّهُ مُجتهدٌ مُقيّدٌ من الدّرجة الأولى،[٣] وذكر العُلماء أنّ أُصول الإمام ابن تيمية التي بنى عليها فقههُ حنبليّةٌ في مُجملها، ولكنّهُ لم يتعصّب للمذهب الحنلبيّ، بدليل أنّه لم يلتزم به في جميع فُروعه ومسائله.[٤]

كما أنّ فتاوي الإمام ابن تيميّة تُمثّلُ خلاصة فقهه واجتهاده الذي اتّفق في غالبه مع مذهب الحنابلة، ولكنّهُ كان يُخالفه أحياناً، وقد اعتمد في بعضِ آرائه على أقوال المذاهب الأُخرى، وخُصوصاً المذهب المالكيّ، إلا أنّهُ قد يُخالفُ في فتواه واجتهاده الأئمّة الأربعة، فيعتمد حينها على أقوال الصّحابة أو التّابعين،[٥] وهذه المُخالفة لم تكُن أبداً عن هوىً عنده، بل كانت قائمةً لديه على الدّليل.[٦]