أسباب تلوث الغلاف الجوي
احتراق الوقود
يتمثل تعريف الغلاف الجوي في كونه طبقة من الغازات التي تحيط بالكرة الأرضية وهناك العديد من الأمور التي تؤثر سلبًا عليه وتضر البيئة والكائنات الحية وتسبب تلوث الهواء في حالة احتراق النفط والفحم فإن هذه العملية ينتج عنها خروج الغازات السامة للبيئة المحيطة، وحين تنتشر هذه الغازات في الأماكن المختلفة تزداد حدة المشكلة.
وكلما ازدادت المصانع في القيام بالأنشطة المختلفة يزداد الاهتمام بالبحث عن أفضل الحلول لمشكلة انبعاث الغازات، وبغض النظر عن الفحم والنفط هناك العديد من القطاعات الصناعية التي تسبب خروج غازات خطيرة إلى الغلاف الجوي، ونفس الأمر للشركات التي تهتم بالمجال الكيميائي مثل صناعة الأدوية والطلاء وغيرها من الصناعات الأخرى التي تكون من أكثر ملوثات الغلاف الجوي شيوعًا.
ومن الممكن أن يسبب عدم القدرة على التحكم في هذه الغازات حدوث كوارث بيئية، وتطلب اللوائح والتشريعات المحلية من مختلف الشركات القيام بإدارة عملية انبعاث الغازات السامة إلى الهواء الجوي، وبناء على ذلك تحاول الشركات والمصانع تجنب إطلاق الكثير من الغازات السامة مثل ثاني أكسيد الكربون وغاز الأوزون وغاز الميثان أو غاز ثاني أكسيد النيتروجين.
السيارات ووسائل النقل المختلفة
تعتبر وسائل النقل من الأشياء التي ينبعث منها غاز ثاني أكسيد الكربون عند تشغيلها بشكل يومي، وينتج عن هذا الأمر الكثير من التلوث الهوائي في مختلف بلدان العالم، وقد أثبتت الأبحاث أن وسائل المواصلات فقط ينبعث منها حوالي 35 في المائة من النسبة الإجمالية لثاني أكسيد الكربون إلى الهواء، وينتج عن هذا الأمر العديد من عواقب تلوث الغلاف الجوي الخطيرة.
وفي الاتحاد الأوروبي وصلت نسبة انبعاث المركبات إلى حوالي 30 في المائة، ورغم ذلك في حالة أخذ عملية التصنيع بالكامل في الاعتبار مع الصيانة والبنية التحتية لمختلف المركبات، فمن الممكن أن تصل نسبة الانبعاثات إلى حوالي 50 في المائة.
ولذلك يعتبر جميع مالكي السيارات ومختلف شركات النقل مسؤولون عن جزء كبير من تلوث الهواء، وكذلك شركات نصنيع السيارات التي تكون مسؤولة عن إدارة عمليات إنتاج وبيع السيارات المختلفة بالكامل، وتعني الإدارة الصحيحة لانبعاث الغازات من المصانع انخفاض إطلاق الغازات السامة إلى البيئة.
الزراعة والثروة الحيوانية
يعتبر قطاع الثروة الحيوانية والزراعة من الأنشطة الاقتصادية المميزة ولكنها للأسف تساهم هي الأخرى في تلوث الهواء، وذلك طبقًا للدراسات الحديثة المتعلقة بغاز الميثان، وتعتبر تربية المواشي من الأقسام المسؤولة عن ربع نسبة غاز الميثان المنبعثة على سطح الأرض.
تنتج المواشي تقريبًا حوالي 115 مليون طن من الميثان في العام الواحد، وتعود هذه الكمية إلى أعداد الأغنام والأبقار ويكون السبب الرئيسي في ذلك هو فقر النظام الغذائي والإفراط في استخدام المواد الكيميائية، وينطبق نفس الحال على مختلف عوامل التلوث الأخرى، وقد يكون الحل المناسب لهذا الأمر هو التكنولوجيا، وذلك باستبدال الإجراءات الزراعية ببدائل مناسبة.
وتسبب الزراعة أيضًا الكثير من تلوث الهواء، وذلك عندما تتكون الغازات الضارة نتيجة استخدام المواد الكيميائية في الزراعة وكذلك المبيدات الحشرية بأنواعها المختلفة.
القيام بحرق النفايات بشكل غير منضبط
تعتبر عملية حرق النفايات من المشاكل الرئيسية التي تواجه الكثير من المجتمعات، وهناك العديد من مواقع مكبات النفايات التي تؤثر بشكل سلبي على الهواء وسكان المناطق التي يتم وضعها فيها، وتجمع هذه المكبات الكثير من أنواع النفايات المنزلية التي تحتوي على مواد متنوعة مثل الأطعمة والكرتون والورق والنفايات غير العضوية كالمعادن والبلاستيك والزجاج.
ومن بين النفايات هناك الكثير من المواد الخطيرة مثل البطاريات والمبيدات وغيرها من الأشياء الأخرى، وتخرج الغازات السامة من القمامة المحترقة، ومن أهم هذه الغازات هو غاز الميثان وغاز ثاني أكسيد الكربون أكسيد النيتروز، وإذا لم تتم عملية التخلص من هذه المواد بالشكل الصحيح فهي تبقى في الجو لعدة أشهر أو سنوات وتؤثر بشكل سلبي على البيئة.
وحتى يتم تجنب عملية احتراق النفايات بشكل غير منضبط لابد من الالتزام بالتخلص منها بشكل صحيح لتجنب ما ينبعث منها من غازات سامة، وهناك الكثير من الحلول التقنية التي تعالج الغازات والنفايات، وتمنع انبعاثها إلى الغلاف الجوي. [1]
أنواع ملوثات الهواء والغلاف الجوي
الملوثات الأولية
هناك بعض أنواع الملوثات التي تكون أولوية وطبيعية كالرماد البركاني، حيث أن الغبار يعتبر أمر طبيعي للغاية عندما تزداد الأنشطة البيئية، وعلى سبيل المثال في حالة التنمية الزراعية وتراكم الملوثات والانبعاثات من السيارات والمداخن.
وتشمل هذه الملوثات الأولية عدد كبير من الغازات مثل أكاسيد الكربون (ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون)، وعلى الرغم من كون هذه المواد تعتبر طبيعية إلا أنها تؤثر بشكل سلبي على خصائص طبقات الغلاف الجوي السبعة.
وتعتبر أكاسيد الكربون من أنواع الغازات عديمة الرائحة واللون، ويكون ثاني أكسيد الكربون من الغازات السامة سواء للحيوانات أو للنباتات، ويتم إنتاج هذه الغازات في حالة اجتماع الأكسجين والنيتروجين على درجات الحرارة العالية، ويحدث هذا الأمر في العديد من محطات الطاقة والمركبات والمصانع، ويعتبر أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد النيتروجين من الغازات السامة أيضًا.
وتساهم هذه الغازات السامة في نزول أمطار حمضية تؤثر سلبًا على المحاصيل الزراعية في كل مكان، وتشمل الملوثات أكاسيد الكبريت وثاني أكسيد الكبريت وكذلك ثالث أكسيد الكبريت، وتتشكل هذه الغازات الضارة في حالة وصول الكبريت من الفحم المحترق إلى الهواء الجوي، وتكون أكاسيد الكبريت من أهم مكونات الأمطار الحمضية.
بالإضافة إلى ذلك تعتبر الجسيمات الصلبة كالغبار والرماد والبراز من الغازات التي تتشكل في العادة من عملية احتراق الوقود وتضر طبقات الغلاف الجوي، ومن الممكن أن يتم إنتاج الضباب الدخاني بناء على ذلك، ويمكن أن تسبب الجسيمات الصلبة إصابة الإنسان بأمراض القلب والربو وأنواع مختلفة من السرطانات.
في بحث عن الغلاف الجوي وطبقاته تأكد انه قد كانت ومازالت مادة الرصاص تستخدم في العديد من الأماكن الصناعية وكذلك في الطلاء والوقود الخاص بالسيارات، ومن الممكن أن يؤدي استخدام هذا المعدن إلى تسمم الدم وتلف الدماغ، وفي الغالب تكون المركبات العضوية عبارة عن هيدروكربونات، وتشمل المركبات المتطايرة الميثان الذي يعتبر من الغازات الدفيئة التي تنتج عن الأنشطة البشرة.
ومن أهم أنواع المركبات الأخرى الملوثة للهواء الجوي هي الكلوروفلوروكربون، وهي عبارة عن مركبات تنتج عن الأنشطة الإنسانية المختلفة، ويتم التخلص من هذه المركبات بشكل تدريجي نتيجة تأثيرها السلبي على الأورون، أما الديوكسين فهو من المنتجات الثانوية للإنتاج الكيميائي ويضر جميع الكائنات الحية.
الملوثات الثانوية
من الممكن أن تحتوي مختلف المدن على مشكلة الضباب الدخاني ولكنه يشيع بشكل كبير في الأماكن الجافة والمشمسة، وقد تسبب الارتفاع الكبير من عدد المركبات في مختلف أنحاء العالم في زيادة مشكلة الضباب والملوثات الكيميائية، وتعتبر أكاسيد النيتروجين والأوزون ومختلف المركبات الأخرى من مكونات تلوث الهواء.
ويتكون الدخان بشكل كيميائي عندما تلتقي أشعة الشمس بعوادم السيارات، وينتج غاز أكسيد النيتروجين نتيجة احتراق غازات السيارات، وينقسم غاز NO2 ويتم إطلاق أيون أكسجين (O)، ومن ثم يتحد هذا الأيون مع جزيء أكسجين (O2) من أجل تكوين الأوزون (O3).
ويعتبر غاز الأوزون من الملوثاث الرئيسية التي تنتج عن التفاعلات الكيميائية لعوادم السيارات وأشعة الشمس، ويكون له رائحة نفاذة للغاية بياض ملحوظ، وعادة ما تكون المدن الجافة والدافئة والمدن المحاطة بجبال هي الأكثر تعرضًا للضباب الدخاني الذي يحتوي على مواد كيميائية ضارة، ومن أهم هذه المدن هي لوس أنجلوس ودنفر وفينيكس.
ويصل هذا الضباب الدخاني والغازات الكيميائية إلى ذروتها في نصف النهار وبالتحديد خلال أكثر أيام الصيف تعرضًا للحرارة، ويعتبر غاز الأوزون أيضًا من الغازات الدفيئة، ونظرًا لما نعرفه من أهمية الغلاف الجوي يكون من الضروري الحفاظ عليه من التلوث بمختلف الطرق، واقتراح أفضل البدائل لهذا الغرض وإجراء البحوث المختلفة في المجال بشكل عام ، في النهاية على الرغم من اهميته الكبيرة لكن كيف يحمي الغلاف الجوي الارض من النيازك ؟ [2]