ما هي أنواع العبادات؟ وما أفضلها للتقرب من الله عز وجل؟
٢٠:٠٩ ، ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٠

}
أهمية العبادات في حياتنا
إنّ العبادة هي الغاية من خلق الله للإنسان، وأداء المسلم لشتى أنواع العبادات التي شرعها الله على أكمل وجه يعود بالآثار الطيبة والحسنة على سلوك الأفراد والمجتمعات؛ لأنّ السعادة الحقيقة للمسلم تكمن في صحة عقيدته وطاعة خالقه، وتنقسم هذه الآثار على الفرد والمجتمع إلى قسمين الأول: آثار عاجلة وتتمثل بنشر الخير والفضيلة بين النّاس، وتزكية النَّفس، والقسم الثاني هي آثار آجلة ينالها المسلم عند لقاء ربه يوم القيامة في جنات النعيم، فإنّ الصلاة تنهى أصحابها عن فعل الفحشاء والمنكر لقوله تعالى:{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون} [العنكبوت: 45]، والزكاة أيضًا هي فريضة أوجبها الإسلام لتطهير نفوس الفقراء من الحسد والبغيضة، وتطهير نفوس الأغنياء من البخل والشُحّ، إذ قال تعالى:{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [التوبة:103][١].
‘);
}
ما هي أنواع العبادات في الإسلام؟
يمكننا تعريف العبادة بمعناها العام بأنّها التذلل للمولى عز وجل تعظيمًا ومحبة، ويكون ذلك بفعل أوامره والابتعاد عن نواهيه.أما مفهومها الخاص كما وضحه شيخ الإسلام ابن تيمية: هي اسم يشمل جميع الأمور التي يُحبها الله ويرضاها من الأفعال الظاهرة والباطنة والأقوال، وفيما يلي سنتطرق لأنواع العبادات بالتفصيل[٢]:
- العبادات البدنية: هي العبادات التي تحتاج لمجهود بدني للقيام بها ومنها: الصلاة، والصيام، والحج، والجهاد، والنذر، والطواف، والنحر، وصلة الأرحام، فلا أحد يستحقها إلا الله جل جلاله قال تعالى:{ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}[الحج:62][٣][٤][١].
- العبادات القلبية: هي العبادات التي مكانها القلب، وتعد أساس الأعمال ومنها: التوكل على الله، والمحبة، والإنابة، والخوف، والرغبة، والرهبة، والخشية، والرجاء، والاستعانة، والاستغاثة قال تعالى:{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِين}[الأنفال:9][٣][٤][١]
- العبادات اللسانية: هي العبادات التي يقوم بها اللسان بنيّة التقرب لله ومنها: تلاوة القرآن، التسبيح، والتهليل، والحمد، والتكبير، والثناء، والنصيحة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والاستغفار، والشهادتين، والدعاء قال تعالى:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[البقرة:186][٣][٤][١] .
- العبادات المالية: هي تلك العبادات التي يدخل فيها المال كالصدقات، والنفقات، والزكاة قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[سورة البقرة:254][٣][٤][١] .
ما هي أفضل العبادات للتقرب من الله عز وجل؟
يسعى المسلم للتقرب من الله بكافة أنواع العبادات سعيًا للأجر والثواب الكبير، فللعبادات درجات متفاوتة وأفضلية فيما بينها، تأتي في الدرجة الأولى الفرائض والواجبات، ومنها ما هو مفروض على جميع الأمة، ومنها ما هو على فئة منهم، ويُعرف الفرض أو الواجب شرعًا: بأنها الأفعال التي يُثاب عليها فاعلها، ويُعاقب تاركها، ومثال ذلك: إقامة الصلوات الخمس، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا، وصوم شهر رمضان المبارك، ثم يليها في الدرجة الثانية المندوب والمُستحب وتُعرف بأنّها الأفعال التي يُثاب عليها فاعلها، ولا يعاقب تاركها، ومثال عليها صوم يومي الإثنين والخميس، وصلاة ركعتي سنة الفجر.
هذا ما بينه الله عز وجل في الحديث القدسي الذي يرويه الرسول عليه الصلاة والسلام: (إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ)[صحيح البخاري|خلاصة حكم المحدث: صحيح][١]، وقد ثبتت أفضلية بعض العبادات في عدد من الأحاديث الصحيحة، ففي حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: ( أنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أيُّ الأعْمَالِ أفْضَلُ؟ قالَ: الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا، وبِرُّ الوَالِدَيْنِ، ثُمَّ الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ) [صحيح البخاري|خلاصة حكم المحدث: صحيح][٥].
تعرّفي على شروط قبول العبادة
من الواجب عليكِ معرفة شروط قبول العبادة؛ لأن الأعمال الصالحة والعبادات لا تكون صحيحة وتؤجرين عليها حتى تتوفر فيها ثلاثة شروط، دلت عليها عدد من الأحاديث الصحيحة، واتفق عليها علماء المسلمين من زمن الصحابة حتى يومنا هذا، إليكِ هذه الشروط:
- الإسلام: ويُعرف شرعًا بأنه الاستسلام لله جل جلاله بالتوحيد واتباعه بالطاعة، والبراءة من الشِّرك والمشركين، وبمعنى آخر: هو تنفيذ أوامر الله برضا وإخلاص قال تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}[المائدة:27]، ولا يكون العبد تقيًا حتى يكون مسلمًا[٦][٧].
- الإخلاص: ويُعرف شرعًا الابتغاء بالعبادة رضا الله وأجره دون مصلحة دنيوية، أو رياء، أو بحث عن سمعة بين النّاس، والأدلة على وجوب الإخلاص في شتى أنواع العبادات كثيرة منها ما ورد في القرآن ومنها ما دلت عليه السنة النبوية، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}[البينة:5]، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى فمن كانت هجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ فَهجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ ومن كانت هجرتُهُ إلى دنيا يصيبُها أو امرأةٍ ينْكحُها فَهجرتُهُ إلى ما هاجرَ إليْهِ)[مجموع الفتاوى|خلاصة حكم المحدث صحيح][٧][٦].
- الاتباع: والمقصود به موافقة العبادة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى:{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا}[٦][الأحزاب:36]
المراجع
- ^أبتثجحانجوغو مباكي صمب السنغالي (2009-04-06)، “العبادة وأثرها في إصلاح الفرد والمجتمع”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-10. بتصرّف.
- ↑“مفهوم العبادة”، ar.islamway.net، 2019-09-28، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-11. بتصرّف.
- ^أبتثخالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني (2018-09-30)، “أقسام العبادات”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-11. بتصرّف.
- ^أبتثالشيخ عبدالله بن صالح القصير (2016-05-03)، “أنواع العبادة في الاسلام”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-11. بتصرّف.
- ↑“أفضل العبادات التي يتقرب بها إلى الله”، www.islamweb.net، 2007-11-30، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-11. بتصرّف.
- ^أبتأبو الحسن هشام المحجوبي ووديع الراضي (2013-07-15)، “شروط قبول العمل”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-11. بتصرّف.
- ^أب“شروط قبول الأعمال عند الله عز وجل”، islamqa.info، 2006-08-06، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-11. بتصرّف.