‘);
}
ما هي التربة؟
تُعرّف التربة بأنّها ثروة طبيعية مهمة تغطي الكثير من سطح الأرض، حيث تعتمد الحياة في الأرض على التربة بوصفها مصدراً مباشراً، أو غير مباشر للطعام، فالنباتات مثلاً متجذرة في التربة، وتحصل منها على المغذيات (المواد المغذية)، والحيوانات تحصل كذلك على المواد المغذية من النباتات، أو من الحيوانات التي تأكل النباتات.[١]
وتسبب ميكروبات معينة في التربة تحَلّل العضويات الميتة التي تساعد على إعادة المواد المغذية للتربة، وبالإضافة لذلك فإن العديد من الحيوانات يجد الحماية في التربة، وتحتوي التربة المعادن والمواد العضوية والنباتية والحيوانية الأخرى وكذلك الهواء والماء، وتتغير محتويات التربة بانتظام، هناك العديد من أنواع التربة، ولكلّ منها خواص مميّزة بما في ذلك اللون والتركيب.[١]
ويساعد نوع التربة في منطقة ما في تحديد القدرة على نمو المحاصيل بها، وتتشكل التربة ببطء وتُدمّر بسهولة ولذلك يجب أن تصان حتّى يمكن لها أن تستمر في دعم الحياة، ويستخدم علماء التربة مصطلح البوليبيدونات للكتل المختلفة من التربة في منطقة جغرافية معينة.[١]
‘);
}
ويمكن أن تكون هذه الكتل كبيرة الحجوم، وبلا حدود، ولكنّ بعضها له مساحة سطحية قدرها 1 م² فقط، ولبعض البوليبيدونات سمك يقل عن 13 سم، ومقطع التربة مصطلح يستعمل للتعبير عن تركيب التربة.[١]
تركيب التربة
تُسمى المعادن والجسيمات العضوية في التربة جسيمات التربة، ويشغل الهواء والماء الفراغ بين الجسيمات، وتعيش النباتات والحيوانات في هذه الفراغات المسامية، وتنمو جذور النباتات أيضاً خلال الفراغات المسامية،[٢] وفيما يأتي أهمّ عناصر تركيب التربة:
المعادن
تمد المعادن النباتات الخضراء بالمواد المغذية، وتُشكّل الجسيمات المعروفة باسم الرمل والغرين والطين معظم المحتوى المعدني للتربة، والرمال والغرين جسيمات لمعادن الكوارتز والفلسبارات، تتكوّن الأطيان من الإليت والكاولين والمايكات والفيرمكيوليت، ومعادن أخرى، وتضيف كميات شحيحة من معادن عديدة المواد المغذية للتربة، ومنها الكالسيوم والفوسفور والبوتاسيوم، ومعظم الترب تُسمّى ترباً معدنية؛ لأنّ أكثر من 80% من جسيماتها معادن.[٢]
النباتات والمواد الحيوانية
تتكون من مواد عضوية في مراحل متفاوتة من التحلل، ويعيش العديد من العضويات أيضاً في التربة، وتحوي عضويات التربة على جذور النباتات والميكروبات وبعض الحيوانات كالديدان والحشرات والثدييات الصغيرة، وتفكك البكتيريا والفطر والميكروبات الأخرى النباتات والحيوانات الميتة، ويساعد العديد من عضويات التربة والجسيمات العضوية والمعادن على التجمع (التقارب) وتكوين كتل من التربة، وتكسر الجذور والحيوانات الحافرة والتجوية الطبيعية كتل التربة الكبيرة.[٢]
تُطلق المواد العضوية المتحللة المواد المغذية في التربة، وبالإضافة إلى ذلك تتّحد بعض المواد العضوية مع الجسيمات المعدنية، وتشكل المواد المتحللة الأخرى جسيمات تربة عضوية تسمى الدبال، ومعظم الدبال يكون أسود أو ذا لون بني غامق، ويحمل كمية كبيرة من الماء.[٢]
ويشكل الجزء العضوي من 6% إلى 12% فقط من حجم الجسيمات في معظم أنواع التربة المعدنية، وبالرغم من ذلك فإن هذه الكمية الضئيلة تزيد كثيراً من مقدرة التربة لدعم حياة النبات، وفي بعض الترب التي تسمى التربة العضوية تُمثّل العضويات أكثر من 20% من جسيمات التربة.[٢]
الماء
يدخل الماء إلى التربة فيذيب المعادن والعناصر الغذائية، ويشكل محلول التربة، ويتسرب الكثير من المحلول بعيداً ولكن يبقى بعضه في الفراغات المسامية، تحصل النباتات الخضراء على الماء وبعض المواد المغذية بامتصاص محلول التربة من خلال جذورها.[٢]
الهواء
يحل الهواء مكان الماء الذي يتسرب عبر الفراغات المسامية الكبيرة، وتعيش عضويات التربة بطريقة أفضل في التربة التي تحتوي دائما على كميات متساوية تقريباً من الماء والهواء.[٣]
كيف تتكون التربة؟
تبدأ التربة بالتكوّن حين تكسر الأمطار والثلج والعوامل البيئية الأخرى، الصخور والمواد المشابهة، تتكسر المادة الناتجة التي تسمى المادة الأم إلى جسيمات معدنية، الطبقات المسماة نطاقات، وتحوي الطبقة العليا أو النطاق أو مواد عضوية أكثر وتصبح عميقة بدرجة كافية لدعم بذور النبات، أمّا الطبقة السفلى أو النطاق فتشبه المادة الأم.[٤]
تستطيع التربة المتطورة تدعيم غطاء صحي من المزروعات. وقد تحوي أيضاً طبقة وسطى تسمى النطاق ب. هذا النطاق يحوي معادن غسلت بمياه الصرف من سطح التربة، تبدأ التربة في التشكل حين تحلل القوى البيئية الصخور، والمواد المماثلة والتي تقع على سطح الأرض أو قريباً منه. ويسمى علماء التربة المواد الناتجة المادة الأم.[٤]
ومع تطور التربة على مر القرون تتجمع المواد العضوية، ويصبح تشابه التربة لمادتها الأم أقل فأقل. وربما تزيح المثالج والأنهار وقوى بيئية أخرى المادة الأم والتربة من منطقة لأخرى، وتتعرض التربة للتكوين والتدمير باستمرار، وربما تُدمّر عمليات التعرية التي تتسبب فيها الريح والمياه الترب التي استغرق تكوينها آلاف السنين بسرعة.[٤]
العوامل البيئية التي تشكل التربة
يختلف تشكيل التربة حسب تأثير العوامل البيئية المختلفة. وتشمل هذه العوامل ما يأتي:
أنواع المادة الأم
تساعد المادة الأم في تحديد نوع الجسيمات المعدنية في التربة، وتكسر عملية تسمى التجوية المواد الأم إلى جسيمات معدنية،[٥]وهناك نوعان من التجوية، وهما كما يأتي:
- التفتت الطبيعي
يتسبب فيه الجليد والمطر، وقوى أخرى، تفتت هذه العمليات الصخر إلى جسيمات صغيرة لها نفس تركيب المادة الأم، وينتج الرمل والغرين من التفتت الطبيعي.[٥]
- التفتت الكيميائي
يؤثر بشكل أساسي في الصخور سهلة التجوية. وفي هذا النوع من التجوية تتكسّر البنية الكيميائية للصخر، حينما يذيب الماء معادن معينة في الصخر، وينتج التحلل الكيميائي عناصر تختلف في تركيبها الكيميائي عن المادة الأم. وتذوب بعض هذه المواد في محلول التربة، وتصبح جاهزة في شكل مواد مغذية للنبات.[٥]
وتتحلل مواد أخرى وتكوِّن جسيمات طينية أو معادن جديدة، ويؤثر المحتوى المعدني للمادة الأم أيضاً على نوع النباتات التي تنمو في تربة ما. فعلى سبيل المثال تنمو النباتات، بما في ذلك الصحراوية والوادية، بشكل أفضل في الترب الحمضية التي تحوي كمية كبيرة من الحديد.[٥]
المناخ
يؤثر المناخ في النشاطات الحيوية والكيميائية في التربة بما في ذلك أنواع ومعدلات التجوية. فالتفتت الطبيعي على سبيل المثال هو النمط السائد من التجوية في المناخ الجاف البارد. تشجع درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة على التحلل والتفتت الكيميائي.[٥]
وبالإضافة إلى ذلك فإن معظم نشاطات التربة الأخرى تتطلب ظروفاً دافئة ورطبة. وتهدأ هذه النشاطات أو حتى تتوقف في الطقس البارد. ولذلك فإن التربة في المناخ الجاف تجنح لأن تكون أكثر ضحالة وأقل تطوراً عن تلك الموجودة في أقاليم دافئة ورطبة.[٥]
معالم سطح الأرض
تتحكم تلك المعالم أيضاً في كمية التربة المتكونة في منطقة ما. فمثلاً تعري المياه الجارية على الأرض التربة وتعرض صخوراً جديدة للتجوية. ونلاحظ أن تربة المنحدرات تصاب بالتعرية أسرع من تلك التي على مناطق منبسطة وأن فرصتها في التكون قليلة. ولذلك فإنها ليست متطورة كتلك التربة الواقعة على أراضٍ منبسطة.[٥]
النباتات والحيوانات
تساعد عضويات التربة والمواد العضوية التربة على التطور وتحميها أيضاً من التعرية. كما يضيف موت وتحلل النباتات والحيوانات مواد عضوية للتربة. وتساعد هذه المواد العضوية التربة على دعم عضويات جديدة. ولا تتآكل التربة ذات الغطاء النباتي، والتي تحتوي على كمية كبيرة من المواد العضوية بسهولة.[٥]
الزمن
تكون التربة المعرضة لعمليات التربة بكثافة ولمدة طويلة، عميقة وجيدة التطور، بينما تكون التربة سريعة التآكل ـ أو التي حُرمت من مثل هذه العمليات فترة طويلة من الزمن ـ أقل تطوراً.[٥]
خواص التربة
تختلف طريقة ومعدل تشكُّل التربة في أجزائها المختلفة. ونتيجة لذلك، فإن التربة تكوّن طبقات تسمى نُطُق التربة، وقد تكون نطق التربة سميكة أو رقيقة، وقد تشابه أو تخالف النطق المحيطة، ويمكن أن تميَّز الحدود بين الطبقات، ولكنها أحياناً تكون صعبة الملاحظة.[٦]
تحوي معظم الترب 3 نطق رئيسية. منها النطاقان أ و ب، وهما جيدا التكوين، ويُعرف النطاق أيضاً باسم قمة التربة أو التربة الفوقية، أما النطاق الثالث فهو النطاق السفلي المسمى جـ أو التربة التحتية، وهو معرض للقليل من عمليات التجوية. ويماثل تركيبه تركيب المادة الأم. ويصف علماء التربة، الترب من خلال خواص نطق التربة، ويشمل هذا ما يأتي:[٦]
- اللون
تتراوح التربة في ألوانها بين الأصفر والأحمر والبني الغامق والأسود. ويساعد لون التربة علماء التربة في تقدير كمية الهواء والماء والمواد العضوية وبعض العناصر في التربة. فقد يدل اللون الأحمر مثلاً على وجود مركبات الحديد في التربة.
- النسيج
يعتمد على حجم جسيمات التربة المعدنية. وأكبر الجسيمات هي جسيمات الرمال. ويمكن للمرء أن يرى ويُحس حبيبات الرمل المفردة، وجسيمات الغرين كبيرة لحد يجعلها تُرى بشكل كاف، أمّا جسيمات الطين فهي ذات حجم مجهري. ويقسم علماء التربة الترب إلى فئات نسيجية على أساس كميات الرمل والغرين والطين الموجودة في التربة،فالأجزاء المعدنية للتربة والتي تصنف تحت اسم الطفال الرملي تحتوي على 7% إلى 27% طيناً وأقل من 52% رملاً.
وفي الطين الغريني تكون أكثر من 40% من الجسيمات المعدنية من الطين وأكثر من 40% من الغرين، ويساعد النسيج في تحديد كيفية صرف الماء من التربة. فالرمل يسمح بالصرف أكثر من الطين.
- البنية
حينما تتجمع جسيمات التربة، تشكل كُتَلاً من التربة تسمى طَفْلات. ومعظم الطفلات تتراوح أقطارها بين أقل من 1.5 و15سم، ويحدد شكلها وترتيبها بنية التربة. وقابلية الطّفلات وجسيمات التربة لتلاصق بعضها مع بعض وتحديد شكلها يسمّى المتانة، وتحوي معظم الترب نوعين أو أكثر من البنيات، إلّا أنّ بعض الترب ليس لها بنيات محددة، وفي بعض هذه الترب لا يكون للطفلات شكل أو ترتيب محدد، أمّا في ترب أخرى فإن الجسيمات لا تتجمع أصلاً.
- التركيب الكيميائي
يمكن أن تكون التربة حمضية، أو قلوية، أو متعادلة. وتؤثر كمية الحمض والقلوي في التربة على العمليات الحيوية والكيميائية التي تجري فيها، وقد تؤذي الترب ذات الحمضية أو القلوية العالية العديد من النباتات، وتدعم الترب المتعادلة معظم العمليات الحيوية الكيميائية، بما في ذلك العمليات التي من خلالها تحصل النباتات على العديد من المواد المغذية، وتسمى هذه العمليات التبادل الكاتيوني.
تذوب المواد المغذية والعناصر في محلول التربة مكونة جسيمات موجبة الشحنة تسمى كاتيونات، ويجذب الطين والدبال الكاتيونات سالبة الشحنة، ويمنعانها من أن تُصفَّى (تُغسل بعيداً) من التربة الفوقية بوساطة مياه الصرف، ويحوي المحلول الذي يتبقى في التربة كاتيونات أخرى (الكاتيونات الغذائية التي في الطين والدبال)، وتتبادل الكاتيونات الغذائية في الطين والدبال، وتلك التي في محلول التربة الأماكن مع الكاتيونات غير الغذائية التي في الجذور، وبهذا تستطيع الجذور امتصاص الغذاء.
المراجع
- ^أبتث“What is soil?”, agriculture, Retrieved 16/7/2022. Edited.
- ^أبتثجح“What Is Soil”, byjus, Retrieved 16/7/2022. Edited.
- ↑“Soil Composition”, nationalgeographic, Retrieved 16/7/2022. Edited.
- ^أبت“How soils form”, Queensland Government, Retrieved 16/7/2022. Edited.
- ^أبتثجحخدذ“Soil Formation”, nrcs, Retrieved 16/7/2022. Edited.
- ^أب“Soil physical properties and processes”, pca, Retrieved 16/7/2022. Edited.