
دائمًا ما نذكر الجذور الحرة ومدى تأثيرها على صحة الإنسان، وتسببها في الإصابة بالأمراض المزمنة، والسرطان، ولكن لم نتطرق إلى وصفها، وما هي؟ وما هو مدى تأثيرها على الجسم وكيف تؤثر عليه، وكيف يمكننا كبحها داخل الجسم والتخلص منها، لتجنب المخاطر المزمنة التي تتسبب فيها، لهذا سنقوم في المقال التالي في الموسوعة، بتوضيح بعض الأمور المتعلقة بالجذور الحرة، وإليك بيانها.
ما هي الجذور الحرة
هي مجموعة من الإلكترونات الحرة والمنفردة التي تدور داخل الجسم، ولكين لا زال السؤال ما هي الجذور الحرة؟ في البداية يجب العلم أن خلايا الكائن الحي تتكون من مجموعة من الجزيئات وهذه الجزيئيات تتكون من مجموعة من الروابط والذرات التي تجعل الخلايا في حالة ترابط واستقرار، وعند وجود ذرة من الذرات في حالتها الغير مستقرة نجدها تبدأ في البحث والسعي من أجل الحصول على الاستقرار، ويتم استقرارها عن طريق تكوينها لمجموعة من الروابط بين الإلكترونات في المدار الخارجي التابع لها .
ومن هنا فالجذور الحرة هي مجموعة من الذرات الغير مستقرة والتي تحاول الاستقرار، وخلق روابط عن طريق احتلالها أو سرقتها لإلكترونات من ذرات أو من جزيئات أخرى في حالتها المستقرة، وبالتالي عند سرقتها أو مهاجمتها فإن الجزيء المستقر يصبح حرًا ويريد أن يصل لمرحلة الاستقرار فيقوم هو الأخر بسرقة إلكترون من جزئ مستقر وهكذا، حتى تتم في النهاية سلسلة من التفاعلات السلبية التي ينتج عنها تشوه في الخلايا، وتعرضها للتلف، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تعرض الكائن الحي للإصابة بالأمراض المزمنة، نتيجة لمهاجمة الجهاز المناعي بسبب انشطار الخلايا، وتكون الفيروسات المختلفة، والبكتريا داخل جسم الإنسان، وإصابته بالخلايا السرطانية، وغيرها من الأمراض المناعية التي يصعب علاجها.
تأثير الجذور الحرة على الصحة
الجذور الحرة مع مرور الوقت تجعل الجسم غير قادر على محاربة الآثار التي تسببها، وبالتالي يزداد الإجهاد التأكسدي، ومن هنا تبدأ الخلايا في التعرض للضرر الشديد، والتلف، الذي يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض فقد أثبتت الدراسات أن تعرض الجسم للإجهاد التأكسدي الناتج عن الجذور الحرة يعرض الجسم للأمراض التالية:
- يسبب الإصابة بالأمراض المتعلقة بالجهاز العصبي المركزي، مثل الزهايمر.
- الأمراض المتعلقة بالقلب والشرايين.
- أمراض المناعية الذاتية، والالتهابات المزمنة، مثل الروماتويدي، والتهابات المفاصل.
- التعرض لضعف البصر والإصابة بمرض التنكس الشبكي الذي يؤدي إلى الإصابة بالعمى.
- ظهور أعراض الشيخوخة على الإنسان ولكن في وقت مبكر.
- التعرض للأمراض التنكسية الجنينية، مثل مرض باركنسون.
عوامل تزيد من الجذور الحرة
إلى جانب الطريقة التي تتكون بها الجذور الحرة في الجسم، فهناك مجموعة من العوامل التي تزيد من سرعة إنتاجها داخل خلايا الجسم، والذي يتعلق بنسبة كبيرة بالأسلوب المتبع في الحياة وبعض الأمور التي يتعرض لها الكائن الحي والتي منها:
- تعرض الإنسان للمبيدات الحشرية، وللمواد الكيميائية السامة بطريقة مباشرة، أو التعرض للمنظفات القوية.
- في حالة التدخين، وتناول الكحوليات، والأطعمة المقلية.
- فكل هذه الأمور من العوامل التي تؤدي إلى زيادة نشاط الجذور الحرة داخل الجسم، وتؤدي بالتالي إلى الأمراض السرطاني، والأمراض القلبية.
طرق محاربة الجذور الحرة
مضادات الأكسدة هي المواد المثبتة علميًا في محاربتها للجذور الحرة، والحد من انتشارها، فمضادات الأكسدة عبارة عن مواد كيميائية تقلل انتشار الجذور الحرة وتساعد في منع الأثآر التي تترتب عليها، حيث تقوم مضادات الأكسدة بالتبرع بأحد إلكتروناتها، ولا تتحول بعد عملية العطاء إلى إلكترون حر قابل للتفاعل، فهي تعطي أحد إلكتروناتها للجذر الحر ومن هنا يتوقف عن التفاعل وتعرض الخلايا الأخرى للتلف.
لكن من الجدير بالذكر أن جميع مضادات الأكسدة تناسب الجذور الحرة، ولكن بعض الأنواع منها، التي تمتلك مجموعة من الخواص الكيميائية، وعلى الإنسان دائما اتباع الأنظمة الغذائية الغنية بمضادات الأكسدة.
مصدر: 1.


