‘);
}

تعرّفي على معنى الحدود الشخصية

إنّ الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، يتعامل مع كثير من الأشخاص بطبائعهم المختلفة، ومع هذا التنوع يحتاج إلى وضع قواعد وضوابط تحكم علاقته وطرق تواصله مع الآخرين، ويكون الهدف من وضع قواعد التواصل تحديد المسافات المسموح بها لتبقى العلاقات مع الآخرين آمنةً ولا تشكل إزعاجًا أو توترًا، وعادةً ما تشمل الحدود مجموعةً من المجالات أهمها المجالات المادية والعقلية والنفسية والروحية، أما المصادر التي يعتمد عليها الشخص في تحديد القوانين ومسافات الأمان مع الآخرين، فتكون خليطًا من المعتقدات والقيم ومن طبيعة نظرته لذاته وتقديره لها ورغباته ومساحة الراحة التي يفضلها، ويضاف إلى ذلك البيئة الاجتماعية التي نشأ فيها، كما أنه يتفاعل مع هذه القوانين باتجاهين وهما احترام حدود الآخرين لحدوده، واحترام الشخص لحدود الآخرين، وبهذا يضمن احترامًا واهتمامًا ودعمًا متبادلًا بينه وبين جميع الأشخاص المحيطين به، فيستطيع وضع حد لكل تجاوزات الأشخاص الذين يثيرون حوله السخرية والنكات، ويفرض عليهم احترامه.

إذا رغبتِ بوضع حدود تضمن لكِ الراحة في علاقاتكِ مع الآخرين فعليك تحديد وقت لرسم قوانينكِ الخاصة والتي تضمن لكِ الشعور بالسعادة، وترفع مستوى رضاكِ عن نفسكِ، فيجب أن تحددي مشكلاتكِ بوضوح مع الطرف المقابل، وأن تتوقعي الأمور التي تدفعه لتجاوز حدودكِ الشخصية، ثم طبّقي خطتكِ من خلال توضيح حدودكِ، وطلب التزام الشخص المقابل بها، مثلًا وضحي ما تريدين منه، وتعلمي متى تقولين له “لا، هذا الأمر غير مسموح به”، و”هذا طلب غير مقبول يتعارض مع خطتي، ويجب أن تتحدي في البداية بعض الانتقادات، وبعض التعليقات المغلفة بالدعابة، حتى يلتزم الطرف الآخر بها، ولا تنسي احترام حدوده فالأمر متبادل بينكما[١].