ما هي الدعوة

‘);
}

الدعوة

يُمكن القول أنّ حكم الدعوة إلى الله واجب كفائيّ على المسلمين، فهي مهمة كلّف الله -تعالى- بها الأمّة، حيث قال: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)،[١] وممّا يدلّ على عِظم فضل الدعوة، ورفعة شأنها؛ أنّ الله -تعالى- جعلها مهمة الأنبياء والرسل، وجعل العلماء ورثة الأنبياء، حتى تبقى الدعوة قائمةً ومستمرةً إلى قيام الساعة، ولتبقى الصراط المستقيم الذي يهتدي به الناس، ولتُخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وحتى تُقام الحُجّة على الكفار الجاحدين لنعم الله تعالى، فلا يكون لهم حُجّة فيما يقولون، ولتكون الدعوة مبنيّةً على بصيرةٍ لا بُدّ من معرفة أصول الدعوة إلى الله تعالى، و كيفيتها، حيث قال الله تعالى: (قُل هـذِهِ سَبيلي أَدعو إِلَى اللَّهِ عَلى بَصيرَةٍ أَنا وَمَنِ اتَّبَعَني وَسُبحانَ اللَّهِ وَما أَنا مِنَ المُشرِكينَ )،[٢] ومن ذلك معرفة أركان الدعوة؛ وهي: الداعي، والمدعو، والمدعو إليه، وأمّا المدعو إليه فهو الإسلام، حيث إنّه دين الله تعالى، الذي يأمر بتوحيد الله، والإيمان به، وأمّا المدعو فهو العالم أجمع؛ لأنّ رسالة الإسلام رسالة عالمية، ولكن لا بدّ من معرفة حال المدعو، فلا تصحّ دعوة الكافر إلى الصلاة قبل دعوته إلى الإيمان بالله وتوحيده مثلاً، وبالنسبة للداعي فيجب أن يكون مُلماً بما يدعوا إليه، وعلى بصيرةٍ وعلمٍ؛ لأنّ الكثير ممّن دعوا الناس على جهلٍ ضلّوا وأضلّوا، كما يجب أن يفعل الداعي ما يأمر الناس به، ويبتعد كلّ البعد عمّا ينهى الناس عنه، حيث إنّ الله -تعالى- قال:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ*كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ).[٣][٤]

تعريف الدعوة

يُمكن تعريف الدعوة لغةً بالطلب، والنداء، والحثّ، والصيحة، وأصلها دعا، والدعوة اسم لما يدعيه، وادّعيت الشيء؛ أي: زعمته لي، وأحدهم داعٍ، أو داعية؛ أي أنّه يدعو الناس إلى دينٍ أو بدعةٍ، وورد في المعجم الوسيط أنّ الدعوة الطلب، حيث يُقال: دعا بالشيء؛ أي طلب إحضاره، ودعا إلى الشيء؛ أي حثّ على قصده، ومنها دعا إلى الدين؛ أي حثّ على الاعتقاد به، وأمّا اصطلاحاً فقد ذكر العلماء أكثر من تعريف للدعوة؛ منها:[٥]