‘);
}

كرّمنا الله نحن المسلمين بإسلامنا الحنيف وبكلّ عباداته وواجباته علينا، وقد أرسى الله دعائم كثيرة لهذا الدّين الحنيف الذي يقوم على الصّلة الوثيقة بين العبد وربّه، فالإنسان يتضرّع لله تعالى ويتقرّب إليه بالصلاة والصيام والزكاة وغيرها من العبادات التي فرضها علينا. لكن الدّعاء هو الوسيلة الأقرب لله تعالى والتواصل إليه، فالله سبحانه قدير على كلّ شيء، وقادر على إجابة دعوانا إليه إن كنّا مخلصين له.

الدّعاء ما هو إلّا أن يرفع المسلم يديه لله تعالى راجياً إيّاه رحمته وعطفه وإحسانه، وأن يدعوه سبحانه بأجلّ أسمائه وأعظمها مناجياً إيّاه بكلّ ما يريد مع إلتزامه بآداب الدّعاء ويقينه وإيمانه بإستجابة الله له، يقول تعالى في كتابه العزيز: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” (سورة البقرة: 186).

قد يرى البعض أنّ الله لم يستجب لدعائهم، وهذا غير صحيح، فالله لا يردّ دعوة داع إذا دعاه. وقد يكون الدّعاء مستجاباً في وقته ويرى المسلم آثار الإستجابة، وقد يكون مستجاباً لكن يؤخّر الله الإستجابة لحكمة ما يعلمها الله جلّ وعلا وحده، وقد تكون الإستجابة بغير ما نبغي ويكون الخير فيها. ولكن على الرّغم من ذلك، فإنّ الإنسان المسلم قد يرتكب ذنوباً تمنع الإستجابة وقبول الدّعاء، وذلك علينا أن لا نغفل عنها ونعلمها ونبتعد عنها حتّى يقبل دعاؤنا.