ما هي الشجاعة الادبية

تعريف الشجاعة الأدبية :

 هي القدرة على التمسك بالفكرة التي يتبناها المرء والاعتزاز بها رغم ما يتعرض له من ضغوط ومكاره، وقد أهلت العديد من الشعوب للتطور والرقي والتقدم كما حمت العديد من الأوطان من المخاطر، ولكي يكتسبها عليه أن ينكر الذات من أجل تحقيق المصلحة والفائدة العامة.

تظهر آثارها في تقويم وإصلاح الأخلاق، وتعديل السياسة، وإقامة تعاليم الدين وشعائره، وانتظام وحسن المعاملات بين الناس، فهي تطلق الأمين لوعظ الآخرين من أصحاب القلب الغليظ الجاف، أو متشعبي الأهواء مترفيه، أو من يملك سلطان ولا يحب أن ينصحه أحد، بيعظ من حوله وينصحهم ليقوم بطاعة أو فضيلة أو ليستقيم في في سياسة كان انحرف عنها أو لتعديل قضايا تم الجور بها، أو لاحترام حقوق ظلم  أو أجحف بها.

القدماء والشجاعه الأدبيه :

• اعتز الرجال قديمًا بشجاعتهم الأدبية ولذلك عرفوا بها، فهي كانت تؤثر بشكل إيجابي على ذواتهم وطرق حياتهم ومعيشتهم.
• ويأتي في مقدمة هؤلاء الرسول الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- فقد تمسك بعقيدته ودينه وأبى إلا أن ينشر تعاليم الإسلام ويعلي كلمة الحق رغم ما تعرض له من إيذاء وتجريح، وعندما نصحه عمه أبي طالب بالعدول عن فكرته رد عليه قائلًا: (والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن اترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه ما تركته).
• وهذا يدل على ما كان في الرسول من شجاعة أدبية مكنته من التمسك برسالته وعقيدته والتصميم على إيصالها لجميع الخلق.
• ومن الشخصيات الأخرى تاريخيًا والمعروفة بشجاعتها الأدبية الفيلسوف اليوناني “سقراط” وقد نفذ عليه حكم الإعدام وذلك لتمسكه بأفكاره الصريحة ولتعبيره عنها.
• وكذلك ابن رشد الذي تسببت آراؤه الفلسفية في سجنه ثم نفيه، جاليلو الفلكي الإيطالي الذي صرح بكروية الأرض ودورانها حول الشمس مما تسبب بسخط الكنيسة عليه فعاقبته.
• وغيرهم من أصحاب المبادئ الذين ضحوا من أجلها لقول الحق والثبات عليه.

صفات الشجاع أدبيًا:

• الثقة في النفس، وعدم التردد في إعلاء كلمة الحق والإعلان والدفاع عنها.
• الجرأة في اتخاذ القرارت وحسم المواقف رغم الإغراءات والضغوط.
• سطوة الحكمة والضمير بددلًا من سطوة المال والنفوذ والسلطة.
• التواضع وعدم الاعتلاء على الناس بالفكرة، والابتعاد عن الرياء والغرور والتكبر.
• الجرأة على فحص كل معلومة وملاحظة كل الإشكالات والتثبت من كل ما يرد بها.
• تجنب تكرار الخطأ  في الأبحاث العلمي حتى لا يؤدي إلى اجترار المعرفة وفقدان الإبداع.
• القدرة على إعلان الحقيقة بعد التوصل إلى النتيجة مهما كانت غريبة وغير مألوفة وصادمة.
• الثبات عند الدفاع عن الحقيقة مهما عصفت رياح الهجوم والشدائد.
• أداء الشهادة دون الخوف من جور أحد أو سلطانه.

نماذج عليها:

• أدى اجتهاد شيخ الإسلام ابن تيمية إلى مخالفة غيره من الفقهاء في عصره في بعض المسائل، فقاموا بالوشاية إلى السلطان فقام بسجنه، ولكنه صمم على آرائه وظل يكتب ليدحض حجج معارضيه ورضي بالسجن عن الخنوع والتنازل عن آرائه.
• واجه الفيلسوف الهندي بيديا ملك الهند دبشليم الظالم، فنصحه بترك طغايانه وظلمه وجبروته وقال له (لقد  ورثت أرض أجدادك وآبائك وأموالهم وديارهم ومنازلهم التي كانت لهم، فورثت الجنود والأموال فلم تقم في ذلك بحق كما يجب، بل بغيت وطغيت وعتوت على الرعية، وكان أولى بك أن تتبع سير من قبلك من الملوك) فنكل الملك به وأودعه السجن ثم تراجع عن سوء تصرفه وحسنت معاملته معه ومع رعيته.
• ليس الشجاع الذي يحمي فريسته عند القتال ونار الحرب تشتعل .
• لكن من رد طرفًا أو ثنى وطرًا عن الحرام فذالك الفارس البطل .