يعد الوسواس القهري أحد الإضطرابات النفسية المتمثلة بالوسواس والهواجس غير المرغوب بها، إذ يختلف ذو الشخصية الوسواسية أو ما يسمى بالشخصية القلقة عن غيره من الشخصيات في طبعه بأنه مغرم بالتنظيم والترتيب، يعشق الدقة والتفاصيل، ويتضايق حينما يختلف ترتيب الأشياء أو عندما تجرى الأمور على غير عادتها.

المزيد: الوسواس القهري.. اضطراب واسع الانتشار

صفات الشخصية الوسواسية

يتميز ذو الشخصية الوسواسية بأنه حساس إلى درجة كبيرة من أمور لا يتحسس منها الناس في العادة، كما يهتم كثيراً بشكل مقلق، بتفاصيل الأمور ودقائقها ويحرص جداً على اتباع روتين النظام، ما قد يؤثر سلباً في تطبيق روح ذلك النظام. كما لا تسمح له نفسه بالتخلص من الأوراق غير المهمة كالفواتير القديمة فتجده يقوم بترتيبها وفهرستها وحفظها لربما احتاج إليها بعد حين !!

من الصفات الأخرى التي تميز دوي الشخصية الوسواسية:

  • يتميزذو الشخصية الوسواسية بالمثالية لدرجة ربما أعاق إكمال أي مشروع يبدأه بسبب تلك المثالية المقيدة لروح العمل من حيث تريد له النقاء والرقي كما تظن.
  • يشعر أن الأمور يجب أن تقف لأنها تسير بلا ضوابط وعلى غير هدى، فالانضباط في حس تلك الشخصية هو التطبيق الأعمى للقواعد وأنظمة ذلك المشروع.
  • يتجه للعمل والإنتاجية دون اعتبار لحاجة الإنسان للمتعة والراحة، كما لا يهتم لظروفه وحاجاته الحياتية، فاتباع القواعد والثوابت والأنظمة هو الهدف المنشود ولاشيء سواه.
  • لا يعتدّ لصداقاته ولا لذويه، إن اختلفت حاجات أولئك مع روتينهم المعتاد فلا استعداد للتنازل أو تقديم المرونة التي تتطلبها ظروف الحياة.
  • ضميره حي لدرجة مقلقة تجعلك تشعر أن ذلك ليس تقوى أو أمانة، بمقدار ما هو طبع جبلي، نظراً لما يصاحب ذلك الضمير من قلق وانزعاج.
  • مشغول بشكل مبالغ فيه بالمبادئ والقيم والأخلاقيات والمثاليات، وقد يخاصم الناس إن رأى منهم مجرد خطأ يسير لا يستدعي عادة ذلك الانفعال وتلك الخصومة، ومن أجل أن يبرر ذلك الانفعال تجده يبالغ في الاستشهاد بالنصوص الشرعية والآثار والأشعار، لكنه استشهاد حرفي لا يعتبر متغيرات الزمان والمكان والأحداث والأشخاص من حوله.
  • يتردد كثيراً في توزيع المهمات على من حوله ما لم يتيقن أنهم سيؤدونها تماماً بكل دقة، ويظل يتابعهم بشكل مزعج ربما يمنعهم من مواصلة إنجازها، كما أنه عنيد في رأيه ولا يقبل رأي الآخر نظراً لانعدام المرونة في ذاته.
  • يعد حريصاً على حفظ المال أكثر مما يجب، ويسعى إلى ادخاره بشكل مبالغ فيه تحسباً لأي طوارئ مستقبلية.
  • تجده مزعج بسماته تلك لمن هم تحت مسؤوليته من أبناء وموظفين، إلا أنه ممتع لمديره نظراً لدرجة الدقة والانضباط والتقيد بالأنظمة لديه.
  • يتميز أيضاً بالطابعالرسمي في التعامل حتى مع معارفهم وذويهم، وترى ذلك أيضاً في مشاعرهم وأحاسيسهم حيث لا دفء في المشاعر، وتنقصهم التلقائية، ويغلب عليهم طابع الجدية وعلى حواراتهم التفصيل الممل.
  • يتحمل العمل لساعات عمل طويلة، شرط أن لا تكثر فيها المقاطعات أو أمور مستجدة على روتينه المعتاد، كما يتصف بمحدودية المهارات في التواصل مع الآخرين، ويصر على وجوب توافق الآخرين مع طباعه وحاجاته النفسية، فيقلق عند حدوث أي أمر ربما يؤثر في حياته أو برنامجه اليومي.
  • علاوة على ذلك، فإن لديه الاستعداد لإسعاد من يراه أقوى منه في طباعه، ويتعامل مع رغبات أولئك وكأنها واجبات وأوامر. كما أنه يخاف من الوقوع في الخطأ، وهذا ما يفسر طبع التردد لديه وضعف القدرة على اتخاذ القرار.
  • تتسم حياته الزوجية والمهنية بالاستقرار، إلا أنها غير مسترخية بشكل عام، كما أن صداقاته محدودة.

الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالوسواس القهري

يعد مرض الوسواس القهري من الأمراض النتشرة نوعاً ما، ولكن مدى انتشارها ليس معلوماً على وجه الدقة، ومن الفئات الأكثر عرضة للإصابة به:

  • ينتشر الوسواس القهري بشكل واسع بين الرجال أكثر من النساء.
  • ينتشر هذا الاضطراب أكثر لدى أقارب من يعانون من الوسواس القهري أو أحد الاضرابات النفسية.
  • ينتشر الوسواس القهري لدى من نشأوا في بيئات فيها المبالغة في التربية على الانضباط وانعدام التعبير عن الرأي، وعدم المرونة أو التسامح في التعامل مع الخطأ.

لا يعد مسار ومآل الوسواس القهري سهلاً في تحديده، وقد تحدث لدى أولئك الأشخاص بعض الوساوس القهرية من وقت لآخر، كما قد ينتابهم نوبات من الاكتئاب، كما قد ينقلب بعض المراهقين ممن يتسمون بسمات هذه الشخصية إلى أشخاص منفتحين مرنين وذوي مشاعر دافئة.

عـلاج الشخصية الوسواسية

يكون الفرد من أولئك المصابين بالوسواس القهري عادة مستبصراً بعيوب شخصيته وينشد الخلاص من تلك السمات، ورغم إمكانية التحسن في هذه السمات إلا أن رحلة العلاج طويلة، وتشمل العلاج الجماعي، والفردي، والسلوكي، ومهارات التكيف مع الضغوطات. إضافة لذلك، فهناك عقاقير دوائية يمكن استخدامها إلا أن تأثيرها قد يكون مؤقتاً إن لما يصاحبها برامج علاج نفسية.

اقرأ أيضاً:

الوسواس القهري، الاكتئاب، القلق والسيروتونين

 العزلة وتداعياتها النفسية والصحية

عوامل مؤدية للإصابة بالاكتئآب