ما هي العصور المظلمة ، يشير مصطلح العصور المظلمة إلى العصور الوسطى في أوروبا وقد بلغ حوالي الألف عام ما بين عام (400م) حتى عام(1400م)، وقد تم وصفه بأنه ألف عام من التأخر والهمجية الثقافية والأخلاقية والدينية، ويُعد واضع هذا المصطلح تحديداً هو العالم ورجل الدين الإيطالي (فرانسيسكو بتراركا)، كما وافقه في ذلك المؤرخ الإنجليزي (جيبون).
تجلت في الأعوام تلك مظاهر التخلف والتدهور والانحطاط وضياع ما توصل إليه الإغريق والرومان من تقدم وازدهار، ليصبح الدور البارز والأول في المجتمع الأوروبي للكنيسة متبعة أسلوب التشدد الديني إلى جانب انتشار الحروب العسكرية، نحدثكم في المقال التالي عبر موسوعة عن أبرز مظاهر العصور الوسطى.
ما هي العصور المظلمة
- تعرف بالإنجليزية بـ(Dark Ages) وقد شهدت اضطرابات عظيمة وحروب كثيرة كما كان ذلك هو وقت انتشار الطاعون المعروف بالموت الأسود وعلى الرغم من ذلك الركود إلا أنه مثل ولادة لثقافات جديدة وأفكار جديدة مازال أثرها ممتداً حتى وقتنا الحالي.
- البداية كانت بسقوط دولة روما حيث كانت الإمبراطورية الرومانية ذات استقلالية وتقدم تجاري وصناعي وقد منحت للشعوب الأوروبية في ذلك الوقت الأمن والاستقرار وحينما تم القضاء على تلك الإمبراطورية على يد الحملات الصليبية الأولى انتهت كافة مظاهر التقدم تلك ليسود الفقر والجهل والفوضى و المرض.
حال اوروبا في العصور المظلمه
- من أصعب القصص الإنسانية التي يمكن روايتها تعود إلى تلك الفترة حيث قيل أن هناك أكثر من مائة مليون قتيل قد لقوا حتفهم نتيجة الحروب آنذاك فقد انتشر مرض الطاعون الفتاك في القرن الأول من العصور الوسطى حينما كان يحاول الإمبراطور (جستنيان) إعادة القيام بالبلاد وتخليصها من الدمار و قد مثل ذلك المرض عائق كبير في نجاحه بمهمته.
- أسلوب الحكم السائد في ذلك الوقت كان يطبق النظام الإقطاعي بالعمل وهو ما أثر على محاولات القيام بحركات التقدم الاجتماعي ونتيجة له ساد الفقر ولا يخفي على أحد ما ينتج عن الفقر من انتشار خرافات دينية وضعف في مستوى المعيشة بصورة عامة.
- يمكن القول أن تلك الفترة كانت الأصعب على مر التاريخ التي شهدتها أوروبا حيث انتشرت الأمراض والمجاعات، بل يمكن وصف الحروب بأنها كانت روتين حياة شبه يومي خاصة بين المسلمين والأوروبيين وهي الصراعات المعروفة بالحروب الصليبية وقد بدأت في الفترة ما بين عام ( 1095م، وانتهت عام 1291م).
العصور المظلمة والكنيسة
- أصبحت الباباوية في ذلك العصر تمثل سلطة عظيمة وصار الدين وسيلة للتدخل في الحكم وفرض السيطرة عليه ومن الأمثلة التي يمكن أن توضح مدى ما قامت به الكنيسة من محاولات لتوسعة رقعة الدين وتدخله في الحكم تتجلى في محاولات استعادة الأراضي المقدسة من خلال الحروب الصليبية بالقوة.
- وبعد مرور ألف عام تقريباً من بداية العصور المظلمة الوسطى قامت المدارس الكاتدرائية بإبراز دور المراكز الثقافية لتتقدم في ذلك عن الأديرة وظهر نتيجة لذلك أشكال من الثقافة والمعرفة جديدة، بل قد بلغ الأمر تحويل المدارس الكاتدرائية إلى جامعات لتعليم الطلاب الديانة الكاثوليكية.
المرأة في العصور المظلمة
- كان للمرأة في ذلك الوقت أدوار عديدة فكانت أماً وفلاحة وراهبة وقيادية في الكنيسة والأديرة، وقد كان الغزل هو أحد الأعمال الرئيسية التي احترفتها النساء وهو الوقت الذي تم به صناعة عجلة المغزل.
- برزت الكثير من الشخصيات النسائية الهامة (إلينور) أحد أقوى وأغنى النساء في العصور الوسطى العليا بأوروبا الغربية وكانت تعمل على دعم الأدباء والمثقفون حينذاك منذ كانت في سن الخامسة عشر من عمرها.
- في نهاية العصور الوسطى قامت القديسة تريزا والقديسة كاثرين بتطوير أفكار اللاهوت وتم تعيينهم طبيبات بالكنيسة الرومانية الكاثوليكية، ولكن مع نهاية قرون العصور الوسطى بدأ تأسيس النقابات والتي برزت دور الرجل في مجال العمل وتقليص حق المرأة في المشاركة بالمجالات العملية والقيادية.
وبحلول القرن الرابع عشر صارت المدن الكبرى ذات تقدم وتطور وذلك من خلال تأسيس منظمات للتجار، كما تم تشييد المخازن من قبل أصحاب التجارة المتوسطة، بينما العائلة المالكة كانت لا تزال في مقدمة الحياة الاجتماعية، ولكن تحقيق الربح والحصول على المال أصبح أمراً يسيراً أكثر من ذي قبل وكذلك التعليم وهو ما يشير إلى بداية عصر النهضة.
المراجع
1
2
