تعريف المروحة الفيضية
المروحة الفيضية هي عبارة عن رواسب غير مجمعة تتراكم عند وجود أي مصب لوادي جبلي، وذلك يحدث نتيجة وجود نوع من التناقص أو التوقف في نقل الرواسب بواسطة مجري الإصدار، وهنا تبدأ الرواسب في التجمع والتطور حتي تتكون على شكل مروحة، وهناك الكثير من الأماكن التي تشتهر بوجود هذه المراوح بها والتي تقع تحت ظروف مناخية معينة مثل القطب الشمالي الكندي ، ولابلاند السويدية ، واليابان ، وجبال الألب ، وجبال الهيمالايا .
ومناطق أخرى عديدة تحتوي على نفس الظروف المناخية التي تميل إلى الجفاف، وأيضا مناطق الشبه القاحلة، والتي تحتوي على أشكال أرضية صحراوية مميزة، مثل إيران وأفغانستان وباكستان وغرب الولايات المتحدة وشيلي وبيرو وسيناء وغرب شبه الجزيرة العربية وآسيا الوسطى، حيث تحدث هذه الظواهر الطبيعية من خلال وجود مجموعة من الجبال ضد الأحواض التي تجاورها.
وأيضا هناك طريقة أخرى تتكون بها هذه المراوح فبالقرب من الحدود بين منحدرات التلال والوديان، تحدث الكثير من أنظمة الصرف الطبيعية، التي تساعد في تكوين المراوح، فعند أندماج المنحدرات مع أرضية مسطحة للوادي تتكون المراوح على سطحها، حيث تعتبر انخفاض التدرج واتساع مسار الفيضان، أحد أهم الأسباب التي تساعد في تكوين المروحة الفيضية، حيث يعتبر قاع الوادي هو المكان المناسب لتراكم هذه الرواسب حتي تتشكل على هيئة مروحة، وتوجد حول العالم أكثر من 2000 منطقة مروحة، وهو ما يمثل 6% من إجمالي مساحة الأرض. [1]
ظاهرة المراوح الفيضية
يتم بناء المراوح من خلال التغيرات المناخية والظواهر الكونية التي تحدث في التوازن الداخلي للكرة الأرضية، والذي يتم من خلال تحركات التيارات الهوائية أو المائية، ونقل الحطام إلى التدرج السطحي، ففي الجبال النشطة أيضا تعمل قوة المناخ والرياح في التأثير عليها لتكوين المراوح الفيضية.
ولكن كما ذكرنا سابقا أن ظاهرة تكوين المراوح لا تنحصر على المناطق الجبلية فقط، ولكن المناطق الصحراوية أو شبه القاحلة كخزانات للمياه الجوفية، تعتبر مكان مناسب لتسلل المياه الجارية الحاملة لهذه الرواسب، والتي تتدرج حتي تستقر في القاع، فإذا أصبحت المياه محاصرة بين طبقات كثيرة من الرواسب تبدأ هنا بالتشكل في هيئة مروحة، فقد يتم استغلال هذه الآبار في الاستفادة من المياه الجوفية التي تتواجد داخل المروحة، حيث يتم استغلال المياه الجوفية كمصدر دائم للماء في الصحراء، لان هذه المناطق تعتبر مناطق نائية في هطول الأمطار أو ذوبان الجليد.
تتراوح مساحة المراوح ما بين نصف القطر إلى بضعة أمتار، أما عن قاعدتها وصلت إلى أكثر من 150 كم (95 ميلاً)، ويفضل تكوين المراوح في الأماكن الرطبة التي تحتوي على العديد من المميزات التي تتواجد حول المراوح، تساعد على التآكل والترسيب الشديد، وهذا ما حدث على الجانب الشمالي من جبال البرانس في فرنسا، وليس هذا فقط تعتبر المراوح التي يتم تكوينها على ضفاف نهر غارون وأدور، هي من أكبر المراوح البيضوبة التي لا زالت يتم بناؤها إلى الآن، وبالرغم من كبر هذه المروحة وما سوف تعود به من فوائد كبيرة، إلا أنه يصعب تكوينها من قبل الأنهار الحالية، حيث تم البدء في تكوينها خلال أواخر الحقبة الوسطى، بدءا من وجود أنواع من حصى الخشنة البليوسينية الخشنة والتي تستمد من جبال البرانس.
أنواع المراوح الفيضية
تتم تشكيل المراوح من قبل العديد من الظواهر الطبيعية التي تحدث، بحسب سرعة الرياح طريقة سيرها، الأماكن المختلفة التي تساعد في تكوينها، لذلك لكل ظاهرة تحدث يأتي نوع معين من المراوح، ومنها :
- البهادا : هو نوع من الدمج والمزج بين الكثير من المراوح الفيضية الشائعة التي تنتشر في المناخات الجافة، مثل المراوح التي تتواجد في الجنوب الغربي الأمريكي، حيث تكون هناك أنواع ضيقة تتكون من خلال تدفق اثنين أو ثلاثة من التيارات المائية، أو أن تكون مراوح واسعة وذلك نتيجة لتدفق عشرات من التيارات المائية، وغالبًا ما يتواجد هذا النوع في الصحاري، حيث أن الفيضانات تمت من خلال ترسيبها أسفل الجبال والتلال القريبة منها، فهي تكون قريبة من الأماكن التي تحتوي على مناخات رطبة والتي تعتبر من أكثر الأمان شيوعًا في العالم.
- المراوح الصماء : يتشكل هذا النوع من المراوح بدون وجود الماء، حيث يتم من خلال حركات الهابطة للصخور أو الرواسب أو أي مواد أخرى تحدث نتيجة الانهيارات الأرضية، حيث تنقل معاها نوع من الغرين، الذي يساعد على تكوين المراوح.
- المخروط الحطام : يعتبر هذا النوع هو يتكون بسبب وجود الانحدارات الحادة، ويكون شكله يشبه إلى حد كبير المخروطة، حيث تتكون بسبب وجود التراكم البطيء للغرين، والذي يتكون منذ سنوات مضت وليس حديثًا، وأيضا يتشكل بسبب وجود المواد الصخرية الكبيرة، أو مواد أخرى نتجت عن الانهيارات الأرضية أو الكوارث الطبيعية والفيضانات. [2]
النشاط الاقتصادي للسهول الفيضية
تعتبر أماكن وجود هذه المراوح هي مكان جذب للأشخاص للعيش بها وبناءها، فهي تعتبر أماكن أقل ضررًا من تواجد الفيضانات، حيث تحمي القرى منها وتتجمع بداخل المراوح للاستفادة من المياه الجوفية، فهي تحتوي على تدرجات أكثر من السهول الفيضية، فتكون مصدر اقتصادي للعديد من المجتمعات، خاصة في الأماكن القاحلة وشبه الجافة.
حيث تعتبر هي المصدر الرئيسي للمياه للزراعة والري والعيش بجانبها، وفي بعض الدول قامت ببناء مدن بأكملها، مثل لوس أنجلوس، حيث يبدأ الأشخاص ببناء المنازل المحيطة بالمنطقة الجبلية من كل اتجاه، فهي تعتبر منفذ لتصريف الجبال إلى الأحواض المجاورة لها، فأحيانا تكون عملية غير منتظمة أو موسمية، تتم فقط على حسب هطول الأمطار، أو سرعة ذوبان الجليد من قمم الجبال، حيث تتشكل الفيضانات بطريقة متكررة ومتفرقة، وتتوالي إلى أن تميل الجبال ببطء وتتلاشي وتبدأ الأحواض في الامتلاء بهذه الرواسب خلال حدوث الوقت الجيولوجي لها.
وتميل المراوح إلى التكون والتدفق السريع لتصبح أنهار، حيث تبدأ مجموعة كبيرة وواسعة من أحجام الرواسب المختلفة والتي تتميز بدرجة عالية من الفرز الأول لقمم الجبال، وغالبا ما يتم تكوين أولى مراحل المروحة من هلال تسريب المياه السطحية إلى رواسب مبكرة للحطام الخشنة، حيث يشجع هذا الترسب البسيط إلى تكوين المواد الأدق، حيث يتشكل الكسر الرسوبي الخشن من القمة مع الرمال الناعمة والطميات من القاعدة، وليس هذا فقط بل تحتوي المراوح على التوزيع المضفر من هلال إجراء حالات الفرز، ووضع صفائح ضحلة من الرمل والطمي على سطح المروحة، بينما تتم وضع الرمال والحصى الخشنة في القنوات الرئيسية في المروحة، حيث تساعد المياه على التدفق بشكل أسرع وأكبر. [3]