‘);
}

بعد أن قضى النبي رحلة طويلة في تبليغ الرسالة لقريش، وبعد أن كذبوه وصدقه الصحابة رضوان الله عنهم، استمر النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته، فكان ينتهز قدوم مواسم الحج لتبليغ دعوته، وكان يدعو الناس للإيمان بالله وترك الشرك وعبادة الأوثان، فاستمر في دعوته رغم ما واجهه من صعوبات التي كانت تواجهه، فكان يواجه تلك الصعوبات بالتحمل والصبر واليقين والثبات، مغتنماً من الفرص لنشر دعوته بين الناس، باحثاً عن جهة يدعو بها تحول دون قريش وظلمها، ليتمكن من تبليغ دعوته فكان يخرج للأسواق في مواسم الحج يقابل القبائل العربية ويعرض دعوته عليهم.

وفي العام الحادي عشر من البعثة النبوية، قدم وفدين من اكبر قبائل المدينة من الأوس والخزرج، جاءوا من المدينة، واستمعوا لدعوته عليه الصلاة والسلام، فصدقوه وامنوا بدعوته ، وفي العام الذي يليه ، عادوا مبايعين النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن اخبروا قومهم بالذي سمعوه، وسُميت هذا البيعة “ببيعة العقبة الأولى”، وكانوا اثنا عشر رجلاً من الخزرج واثنان من الأوس، وقد طلبوا من النبي أن يرسل معهم من يعلمهم قراءة القران، فأرسل عليه الصلاة والسلام معهم مُصعب بن عُمير، وأطلق عليه آنذاك اسم “سفير الإسلام” لما أبلاه من جُهد في نشر الدعوة وتبليغ الإسلام، وبدأ ينتشر الإسلام انتشاراً واسعاً في المدينة، فدخل الإسلام عمرو بن الجموح وأبناءه، واسلم طفيل بن عمرو وهو سيد دوس، وهي إحدى قبائل المدينة، فانتشر الإسلام انتشاراً باهراً في ذلك العام.