‘);
}

عائشة أمّ المؤمنين

فضّل الله -تعالى- زوجات نبيّه صلّى الله عليه وسلّم، فكان من تكريمهنّ ذكرهنّ في القرآن الكريم، وجعلهنّ أمّهاتٍ للمؤمنين؛ رفعةً لمنزلتهنّ وقدرهنّ عند المسلمين، ولقد فُضّلت عائشة -رضي الله عنها- عن غيرها من زوجات النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وكرّمت من عند الله تعالى، ومن رسوله عليه الصلاة والسّلام، فإنّ أمر زواج نبيّ الله -صلّى الله عليه وسلّم- من عائشة كان من عند الله تعالى؛ إذ قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (أُرِيتُكِ قبلَ أن أتزوجَكِ مَرَّتَيْنِ، رأيتُ المَلَكَ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ من حريرٍ، فقلتُ له: اكْشِفْ، فكشف فإذا هي أنتِ، فقلتُ: إن يَكُنْ هذا من عندِ اللهِ يُمْضِهِ، ثمّ أُرِيتُكِ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ من حريرٍ، فقلتُ: اكْشِفْ، فكشف، فإذا هي أنتِ، فقلتُ: إن يَكُ هذا من عندِ اللهِ يُمْضِهِ)،[١] وفيها قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (فضلُ عائشةَ على النِّساءِ كفضلِ الثَّريدِ على سائرِ الطَّعامِ)،[٢] وكانت عائشة -رضي الله عنها- أحبّ الخَلق إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.[٣]

حادثة الإفك

وقعت غزوة يُقال لها غزوة المريسيع في السنة السادسة أو الخامسة من الهجرة، وكانت يومها عائشة -رضي الله عنه- في الخامسة عشر من عمرها،[٤] وكان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إذا أراد الخروج في سفرٍ أقرع بين زوجاته، فخرج سهم عائشة -رضي الله عنها- فخرجت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وبعد انتهاء الغزوة والجيش يستعدّ للعودة، وقد جمع الناس متاعهم، ابتعدت عائشة عن الجيش قليلاً؛ بُغية قضاء حاجتها، ثمّ بعد أن عادت وجدت قلادتها قد ضاعت، فعادت تبحث عنها، فلمّا رجعت وجدت أنّ الجيش قد سار وابتعد، وفي ذلك روت عائشة رضي الله عنها: (فتيممت منزلي الذي كنت فيه، وظننت أنّهم سيفقدوني فيرجعون إلي، فبينا أنا جالسةٌ في منزلي غلبتني عيني فنمت، وكان صحابيّ هو صفوان بن المعطل السلميّ يمشي خلف الجيش يتابع مسيره، ويتفقّد أحوال من تأخّر عنه، فوجد عائشة نائمةٌ فعرفها، فاسترجع صفوان فاستيقظت على صوته، فتقول عائشة: فخمرت وجهي بجلبابي، والله ما تكلّمنا بكلمةٍ، ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، وهوى حتى أناخ راحلته، فوطأ على يدها، فقمت إليها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش).[٥]