ما هي ساعة الأرض؟

في حدثٍ عالميٍّ سنويٍّ يُشارك الملايين من الأشخاص حول العالم في إحياء "ساعة الأرض" تعبيراً منهم عن تضامنهم جميعاً في رفع الوعي وبذل الجهود للتصدّي لظاهرة التغيُّر المناخيّ والاحتباس الحراريّ الذي يُشكّل تهديداً حقيقيّاً لكوكب الأرض. فما هي ساعة الأرض؟ كلّ ما تريدون معرفته عنها وأكثر في المقال التالي.

Share your love

ما هي ساعة الأرض؟

هو يومٌ اتّخذته منظّمة الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) موعداً للاحتفال بساعة الأرض، من خلال إطفاء الأنوار لساعةٍ كاملة في آخر سبت من شهر مارس/ آذار من كلّ عام، وذلك من الساعة 8:30 مساءً حتّى 9:30 مساءً بالتّوقيت المحلي للدول المُشارِكة؛ في سبيل توحيد الجهود ورفع الوعي بالتهديد الذي يمثّله تغيُّر المناخ والاحتباس الحراري على كوكب الأرض.

وتعود تسمية “ساعة الأرض” بسبب سعي مُنَظّمِي هذا الحدث إلى إطفاء الأضواء على وجه الأرض لساعةٍ كاملةٍ في اليوم المُقرَّر لها، وقد تمَّ تحديد موعد هذا الحدث العالمي في السبت الأخير من شهر آذار من كلّ عام، كونه يومٌ قريبٌ من الاعتدال الربيعي الذي يتساوى فيه الليل والنهار، من أجل ضمان مشاركة معظم مدن العالم في وقتٍ مُتقاربٍ من الليل في هذه المدن، إذ تنتقل ساعة الأرض عبر المناطق الزمنيّة على التوالي.

تاريخ أوّل احتفال بساعة الأرض:

مدينة سيدني - دار الأوبرا وجسر خليج سيدني 2007

مدينة سيدني – دار الأوبرا وجسر خليج سيدني 2007

إنَّ الاحتفال بساعة الأرض ليس تقليداً قديماً بل حديثٌ نسبيّاً، ويعود تاريخه بالضبط إلى عام 2007م وتحديداً في مدينة سيدني الاستراليّة التي بدأت الاحتفال بساعة الأرض سنويّاً منذ ذلك العام. حيث قامت المطاعم بإطفاء الأنوار والاستعاضة عنها بالشموع للإضاءة، كما أُطفِئَت الأنوار في المنازل والمباني البارزة بما فيها دار الأوبّرا وجسر هاربور.

إنجازات حدث “ساعة الأرض” على مدى السنين:

يُعتَبَر الاحتفال بساعة الأرض أكبر حركةٍ شعبيّةٍ بيئيّة، وقد لاقى هذا الحدث -فيما بعد- إقبالاً عالميّاً وتحوَّلَ لحدثٍ تُشارك فيه العديد من الدول حول العالم وذلك بعد نجاح حملة عام 2007م ومُشاركة 2.3 مليون شخصٍ من سكّان سيدني، فانضمت إلى هذا الحدث 400 مدينة في عام 2008م منها أتلانتا وسان فرانسيسكو وبانكوك وأوتاوا ودبلن وفانكوفر وفينكس وكوبنهاغن ومانيلا وسوفا (عاصمة فيجي) وشيكاغو وأيضاً مدن أسترالية أخرى مثل ملبورن وبيرث وبريزبان والعاصمة الأستراليّة كانبرا.

وتعود أوَّل مُشاركة عربيّة في هذا الحدث إلى مدينة دبي في الإمارات العربيّة المتحدة والتي انضمّت لحملة ساعة الأرض في عام 2009م، ثمَّ انضمّت الرياض في المملكة العربيّة السعوديّة في عام 2010م والكويت.

الكولوسيوم في روما عام 2008

الكولوسيوم في روما عام 2008

وقُدّر عدد المشاركين في الحدث في عام 2009م بنحو مليار شخص في 83 دولة، من ضمنها 47 دولة نامية، كما كانت المُشاركة الأولى للصين والهند في هذا العام. وفي نفس العام تمَّ انعقاد مؤتمر كوبنهاغن للتغيُّرات المناخيّة في ديسمبر/ أيلول، والذي تعهَّد منظمو ساعة الأرض برفع مطالب المُشاركين إليه لتسليط الضوء على مشاكل البيئة الفعليّة.

في عام 2010م شاركت 128 دولة بساعة الأرض، وتمَّ إطفاء أضواء مبانٍ تاريخيّة حول العالم لأوّل مرّة، و89 عاصمة وتسع من أكبر عشر مدن في العالم، بالإضافة لآلاف المدن الأخرى، وعدد كبير من الشركات، وملايين الأفراد.

وقد زاد عدد المشاركات في عام 2011م تزامناً مع خطاب الأمين العام للأمم المتّحدة “بان كي مون” للعالم حيث قال: “دعونا نتكاتف للاحتفال بهذا المسعى المُشتَرَك لحماية الكوكب وضمان رفاهية الإنسان… دعونا نستخدم 60 دقيقة من الظلام لمساعدة العالم على رؤية النور”.

في عام 2012م أَطلَقَ الصندوق العالمي للطبيعة مُبادرةً عُرِفَت باسم تحدّي “I Will If You Will” والذي يهدف إلى إقامة حملات التشجير وتشجيع المدن على المبادرة للقيام بأعمال حقيقيّة تخدم البيئة لمواجهة التغيُّرات المناخيّة القاسية والحدّ من انبعاثات الكربون.

في عام 2013 شاركت في ساعة الأرض أكثر من 7000 مدينة وبلدية في 154 دولة وإقليماً، ونالت الحملة دعماً واهتماماً من مشاهير مثل “ليونيل ميسي” نجم كرة القدم المشهور، ورائد الفضاء “كريس هادفيلد” (من محطة الفضاء الدولية)، وغيرهم من المشاهير. وشَهِدَ مُشاركة بعض المعالم لأوَّل مرّةٍ كمقرّ الكرملين والساحة الحمراء في روسيا.

اتُّخِذَ اللون الأزرق كشعارٍ للرمز إلى كوكب الأرض في عام 2014م وشاركت 162 دولة ومنطقة. وفي عام 2015 عملت فرق الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) وساعة الأرض حول العالم، على تسليط الضوء على المخاطر التي يحملها التغيُّر المناخي على الزراعة، وشاركت معالم أوروبيّة شهيرة في هذا السنة منها متحف ارميتاج في سان بطرسبرغ وبيغ بن والبرلمان البريطاني في لندن والكولوسيوم في روما، وناطحات السحاب في فرانكفورت مروراً بساحة الأبطال في بودابست والأكروبوليس في إثينا.

وانضمَّ إلى هذه المُبادرة الأمير تشارلز من خلال شريط فيديو قال فيه: “إنّ هذا التحرُّك تذكيرٌ رمزيٌّ وقويٌّ بأنّه لو اتّحدنا يمكننا أن نُغيّر مجرى الأمور. ويجب أن يُذكّرنا ذلك أنّ الوقت يداهمنا لنقوم بهذه التغييرات”.

سان بطرسبرغ في روسيا

سان بطرسبرغ في روسيا

في عام 2016 شارك في إحياء ساعة الأرض 178 دولة وامتدَّ الاحتفال من الأرض ليصل إلى محطة الفضاء الدوليّة أيضاً، تذكيراً بتحلّي العالم بالإرادة والتصميم القويّ على مواجهة أكبر تحدٍّ بيئيٍّ لكوكبنا حتّى الآن. كما تبرَّع ملايين الأشخاص حول العالم لحملة ساعة الأرض من خلال صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصل عدد المتبرّعين إلى ما يزيد على 18.7 مليوناً من العام نفسه، وسجَّلَ الوسم الرسمي (هاشتاغ) لساعة الأرض مليارين ونصف مليار تفاعُل في الأسبوع الذي سبق موعد الاحتفاليّة.

شهد عام 2017م إقبالاً كبيراً بعد مرور عشر سنوات على ذكرى إحياء ساعة الأرض، وشاركت 187 دولة، وشارك أكثر من 3000 معلم حول العالم في إطفاء أنواره، بالإضافة لتضامن الملايين من الأشخاص والشركات والمنظّمات عبر القارّات وإبداء التزامهم باتّخاذ تدابير لمكافحة تغيُّر المناخ.

في عام 2018 شاركت أكثر من 188 دولة ومنطقة في جميع أنحاء العالم في إحياء ساعة الأرض، كما توجَّه الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” برسالةٍ صوتيّةٍ بالإنكليزيّة عبر “تويتر” قال فيها: “نحن بصدد فقدان معركتنا ضدَّ التغيُّر المناخي فضلاً عن معركتنا ضدَّ تراجُع التنوُّع الحيوي”، وأضاف: “تصوَّروا أنّكم تستفيقون وقد تغيَّر شيءٌ ما. فلا تسمعون تغريدات العصافير وتنظرون من النافذة فتجدون منظراً قاحلاً وقد سحبت منه الحياة.. هذا ليس بكابوس تحلمون به هذا ليس بوهم. أنتم تدركون ذلك”.

وقال الأمين العام للأمم المتّحدة “أنطونيو غوتيريس”: “إنَّ مُبادرة ساعة الأرض تأتي في وقتٍ يجدُ الناس والأرض أنفسهم تحت الضغط. التغيُّر المناخيّ أسرع منّا. وقد حلّت عواقبه المُقلقة علينا”.

وقد دعت المبادرة إلى عدم الاكتفاء بقضيّة التغيُّر المناخي، بل بذل الجهود أيضاً من أجل حفظ الطبيعة والتنوُّع الحيوي. بعد أن حذَّرَ الخُبراء من الخطر الناجم عن تدهور الثروة الحيوانيّة والنباتيّة في العالم، وبأنَّ أكثر من نصف الأنواع الحيوانيّة والنباتيّة مُهدَّدة بالانقراض في بعض المناطق التي تُعَد الأغنى بالتنوُّع الحيوي.

برج إيفل (باريس)

برج إيفل (باريس)

في عام 2019 شاركت 180 دولة وأطفأت الكثير من المواقع والنصب والأبنية أنوارها ومنها برج شانغهاي ومرفأ فيكتوريا في هونغ كونغ وبرج خليفة في دبي والساحة الحمراء في موسكو والأهرامات في مصر وكاتدرائية القديس بطرس في روما وساعة بيغ بن ومبنى إمباير ستايت بيلدينغ في نيويورك.

برج إيفل (باريس)

هونغ كونغ

ساعة الأرض في السعودية:

ساعة الأرض في السعودية

في عام 2019 سجّلت المملكة العربيّة السعوديّة مشاركتها الدوليّة العاشرة على التوالي في إحياء حدث “ساعة الأرض”، حيث تفاعلت وزارة الشؤون البلديّة والقرويّة معه من خلال إطفاء الإنارة الخارجيّة لمبانيها في مُختلف مناطق المملكة بدءاً من الساعة الثامنة والنصف مساء يوم السبت الموافق 31 آذار من عام 2019 ولمدّة 60 دقيقة، كما شاركت الأمانات والبلديات التابعة لها أيضاً بإطفاء أضواء مبانيها، إضافةً إلى أنوار الشوارع الرئيسيّة والفرعيّة والميادين والطرقات الواقعة تحت إشرافها.

وبَلَغَ عدد المدن السعوديّة المُشاركة ذلك العام 23 مدينة وهو رقم قياسي مقارنةً بمشاركة عام 2018 والتي بلغت 19 مدينة، بالإضافة إلى زيادة في عدد الجهات المشاركة من القطاع الحكومي والخاص، إذ بلغ عددها في عام 2019  قرابة 15300 جهة مُشاركةً بزيادة قدرها 22% عن العام الماضي.

الشعار الرسمي لساعة الأرض:

شعار ساعة الأرض

يرمز شعار ساعة الأرض (60) إلى الستّين دقيقة التي يتضامن فيها العالم مع هذا الحدث لحماية بيئتهم من الأضرار المحيطة بها.

ساعة الأرض عام 2020م:

بما أنَّ حَدَث ساعة الأرض هو حدثٌ سنويٌّ يُصادِف في يوم السبت الأخير من شهر مارس/ آذار. لذلك يُمكنك معرفة موعد الاحتفال من خلال النظر إلى التقويم كلَّ عام. وبذلك فإنَّ هذا الحدث يُصَادِف يوم 28 مارس/ آذار في عام 2020م، ويمكنك المشاركة في هذا الحدث من خلال إغلاق مصادر الإضاءة في ذلك اليوم من الساعة 20:30 بالتوقيت المحلّي لبلدك إلى الساعة 21:30، أي لِسَاعةٍ كاملة.

 

المصادر: 1 2 3 4 5 6

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!