‘);
}

الكعبة المشرفة

تُعتبر الكعبة المشرفة أول بناء أُسِّس في الأرض لعبادة الله تعالى، حيث رفع إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل -عليهما السلام- قواعده على أُسُس كانت موجودة من قبل، مصداقاً لقول الله تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)،[١] وقوله تعالى: (إِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)،[٢] ومن الجدير بالذكر أن مكان الكعبة لم يتغير، ولم يندثر، ولم يتخذ المؤمنون غيرها، ولم يختلفوا عليها، مع أن بناءها كان منذ قديم التاريخ، وبالرغم من كل المؤامرات لهدمها وتحويل الناس عنها، فقد رُوِي أنها هُدِمت في قديم الزمان فأعاد بناءها العمالقة، وهُدمت مرة أخرى فبنتها قبيلة جَرْهم، وقد كان العرب يعظِّمون الكعبة المشرفة ويقدسونها منذ القدم، وكانوا يحافظون على كسوتها، مصداقاً لما رُوِي عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (كانوا يَصومونَ عاشوراءَ قبلَ أن يُفْرَضَ رمضانُ، وكان يومًا تُسْتَرُ فيهِ الكعبةُ).[٣][٤]

وقد حفظ الله -تعالى- بيته من مكر الماكرين عبر العصور، حيث رُوِي أن أبرهة الأشرم بنى كنيسة وأحسن بناءها، وأراد تحويل العرب عن حج البيت إلى كنيسته، ولكن تعظيم الكعبة في قلوبهم كان أكبر من محاولاته فرفضوا أمره، بل ورُوِي أن بعضهم ذهب إلى كنيسته وأحدث فيها، فخرج أبرهة الأشرم على رأس جيش جرار وتوجه إلى الكعبة يريد هدمها، فعجزت العرب عن التصدي له، وفرَّت قريش إلى الجبال، ولكن الله -تعالى- حفظ بيته وأهلك أبرهة وجنوده، كما ورد في الفيل، ورُوِي أيضاً أن تُبَّع اليماني توجه إلى الكعبة يريد هدمها، فأرسل الله عليه رياحاً عاصفةً ردَّته إلى رشده، فتاب ورجع عن هدمها.[٤]