‘);
}

الزّواج الإسلامي

قضى الله -تعالى- بحكمته وإرادته أن يفطر الرجل والمرأة على ضرورة الاتصال برباط الزوجية؛ ليكون من ذلك الاتصال الذريّة والأولاد، ولتحقيق مفهوم الاستخلاف في الأرض، وعمارة الكون واستغلال كنوزه وثرواته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ويقضي بفنائها، وقد كرَّم الله -تعالى- الإنسان فلم يجعل اجتماع الرجل بالمرأة علاقة بهيمية، وإنَّما جعل الزواج وسيلة، ورتَّب عليها العديد من الحقوق والواجبات، حتى يكون هذا الاجتماع قائماً على أساسٍ متين من المودّة والرحمة، يقول الشيخ شلتوت رحمه الله: (وما الزواج في واقعه إلا ظاهرة من ظواهر التنظيم لفطرة أودعت في الإنسان كما أودعت في غيره من أنواع الحيوان، ولولا الزواج الذي هو تنظيم لتلك الفطرة المشتركة بين الإنسان والحيوان لتساوى الإنسان مع غيره من أنواع الحيوان في سبيل تلبية هذه الفطرة عن طريق الفوضى والشيوع).[١]

ولمّا كانت الأُسرة هي اللَّبنة الأساس في المجتمع المسلم، كان لزاماً على المسلمين إقامتها على أساس يتّسم بالقوة والصلاح؛ لما يتفرع عن الأُسرة من أجيال ترتقي الأُمة برُقيّهم وصلاحهم، عن طريق إكرامهم وإحسان تربيتهم، ويكون هذا عند تزويج صاحب الخُلق والدين من المرأة الصالحة القادرة على تعليم أولادها لدين الله -تعالى- من القرآن الكريم والسنة النبوية، فالطفل كالصحيفة البيضاء ينقش فيها المُربي ما شاء من الصفات الحميدة والأخلاق الكريمة، كما أنَّ الزواج من أقوى الوسائل لتحقيق السكن النفسي، إذا عامل الزوج زوجته بالمعروف، وتعاونا على الخير، فالزواج شركة قائمة على الوفاء والعفة والصدق.[٢]