‘);
}

مقدمة

أيد الله تعالى رسله الكرام – عليهم السلام، بالمعجزات البينات الواضحات، كما وأيدهم بكتي سماوية منزلة من عندهم، تحتوي على التشريعات وتكون بمثابة كتابهم المقدس الذي يعودون إليه إلى أن يأتي الرسول التالي فينزل الله تعالى تشريعاً جديداً معدلاً عن التشريع القديم.

إبراهيم عليه السلام

رسول الله إبراهيم الخليل – عليه السلام – هو واحد من أكرم وأفضل رسل الله – عليهم السلام – جميعاً، جمع من الخصال الحميدة ما لم يتسن لأحد أن يجمعه، وكان مؤيداً برجاحة العقل وقوة المنطق، حتى قبل أن يستدل على الله – عز وجل – ، ولعل عقله هو الذي أرشده إلى أن للكون رباً واحداً، فقد استقل الرسول الكريم ما كان يعبد واستسخف الطريقة التي كان يفكر بها المجموع في ذلك الحين، فلقب ” أمة ” لم يكن يطلق عليه اعتباطاُ أو عبثاُ، بل كان له دلالاته ومغازيه والعميقة، حيث تجاوز هذ الوصف المعنى المادي الحسي إلى المعنى الإيماني، فمادياً، مر وقت على إبراهيم الخليل – عليه السلام – كان فيه أمة بحالها، فلم يكن هناك مؤمن موحد على الأرض غيره، أما المعنى الإيماني، فحتى بعد إيمان الناس معه، كان هو بإيمانه وميزاته وصفاته يعادلهم جميعاً، فهو كيفما نظرنا إليه لم يكن شخصية بسيطة يستهان بها، بسيطة تتبع طرق الدروشة، غير عقلاني، فحتى بعد أن آمن بالله رباً، طلب منه أن يريه آية من آياته، فجمع الله تعالى أمامه طيراً ميتاً وزعت أعضاؤه في أماكن متفرقة، فازداد اطمئنان قلبه الكريم وازداد اطمئنان عقله الشريف إلى أنه يسير على الخطة الصحيحة والطريق القويم.