ما هي قوانين الطبيعة وما معنى مصطلح قوانين الطبيعة؟ وكيف نحكم على قانون أنه قانون طبيعي؟
تعريف قوانين الطبيعة
قوانين الطبيعة في فلسفة العلم هي انتظام معلن في العلاقات أو ترتيب الظواهر في العالم الطبيعي يحصل في ظل مجموعة من الشروط المنصوص عليها إما عالميًا أو في نسبة معينة من الحالات.
وبما أننا ذكرنا فلسفة العلوم، لا بد أنك تتساءل ما الذي نقصده بفلسفة العلوم وهي تختلف عن الفلسفة التي تعرفها.
فلسفة العلوم
فلسفة العلوم يقصد بها دراسة العلوم الطبيعية وعناصر البحث العلمي من منظور فلسفي وهذا المجال غالبا مت يناقش القضايا الميتافيزيقية (فوق الطبيعية) والمعرفية والأخلاقية المتعلقة بممارسة وأهداف العلم الطبيعي الحديث.
وفي الأصل تأسس هذا المجال الواسع لمعالجة القضايا الفلسفية التي أثارتها مشاكل ومفاهيم علوم معينة مثل النظريات الحديثة في الفيزياء والأحياء وغيرهما.
ما هي القوانين
يهمنا حقا قبل الشروع في توضح ما هي قوانين الطبيعة أن نعرف أن القوانين تتلخص في عدة أنواع.
يؤكد الكثيرون على اعتماد القانون على كميات متفاوتة تقيس خصائص معينة كما هو الحال في القانون أن ضغط الغاز تحت درجة حرارة ثابتة يتناسب عكسًا مع حجمه (انظر قانون بويل).
يذكر آخرون أن الأحداث تحدث بترتيب ثابت، كما هو الحال في “الفقاريات تحدث دائمًا في السجل الأحفوري بعد صعود اللافقاريات”.
أخيرًا، هناك قوانين تؤكد أنه إذا كان الكائن من نوع مذكور، فسيكون له خصائص ملحوظة معينة.
يكمن جزء من غموض مصطلح قانون الطبيعة في إغراء تطبيقه فقط على بيانات أحد هذه الأنواع من القوانين، في حين أن الثلاثة جميعًا أنواع صالحة بالتساوي لأن تكون قانونا طبيعيا ما دام أن الشروط قد تحققت.
قوانين الطبيعة وأنواعها
لمعرفة ما هي قوانين الطبيعة يجب معرفة أنها تتكون من شكلين أساسيين:
- يكون القانون الطبيعي عالميًا أو مؤكدا إذا نص على أن بعض الشروط بقدر ما هي معروفة توجد دائمًا مع بعض الشروط الأخرى.
- يكون القانون الطبيعي احتماليًا إذا أكد في المتوسط أن جزءًا موضحًا من الحالات التي تظهر حالة معينة سيعرض حالة أخرى معينة أيضًا. في كلتا الحالتين قد يكون القانون صالحًا على الرغم من أنه لا يحصل إلا في ظل ظروف خاصة.
علاوة على ذلك، ليس لقانون الطبيعة ضرورة منطقية؛ بدلاً من ذلك فإنه يعتمد بشكل مباشر أو غير مباشر على أدلة تجريبية ولو خالفت المنطق.
وفي الفقرات التالية سنأخذكم خلال أهم الخصائص والتفاصيل التي يمكن من خلالها تحديد ما هي قوانين الطبيعة وتمييزها عن غيرها من القوانين.
الفرق بين القانون الطبيعي والتعميم
يجب تمييز قوانين الشكل العام عن التعميمات غير المستندة على قاعدة ثابتة، فمثلا عبارة “جميع الكراسي في هذا المكتب رمادية” ليست قانونا طبيعيا.
التعميمات العادية لا يمكن أن تدعم العبارات الشرطية المعكوسة مثل “إذا كان هذا الكرسي في مكتبي، فسيكون رماديًا” أو الشروط الشرطية مثل “إذا تم وضع هذا الكرسي في مكتبي فسيكون رماديًا”.
وهذا لأن الكراسي لا يشترط أن تكون رمادية فحسب، فليست هذه قاعدة طبيعية كونية، فقط حدث أن تكون كل الكراسي رمادية وهو شيء قابل للتغيير في أي وقت.
من ناحية أخرى، فإن عبارة “جميع الأجسام الكوكبية تتحرك في مسارات بيضاوية تقريبًا حول نجومها” تمثل قانونا طبيعيا، إذ يمكننا القول: إذا كان الجسم كوكبيا فسوف يتحرك في مسار بيضاوي حول نجمه.
ويبدو أن جميع القوانين العلمية تعطي نتائج مماثلة للقانون الطبيعي، إذ أن القوانين العلمية هي إحدى الفئات العالمية التي يمكن أن تكون مرشحة لتكون قانونا طبيعيا.
القانون الطبيعي عالمي
إذا كنت تريد أخذ صورة أفضل عما هي قوانين الطبيعة فيجب معرفة أنها عالمية، إذ عادة ما تكون هناك حاجة إلى العديد من السمات لقانون الطبيعة وأهمها أنه عالمي.
ولذا فإن القوانين حول الأشياء أو الأحداث التي تقتصر على موقع واحد أو تاريخ واحد لا يمكن أن تكون قانونا طبيعيا لأنها لا تحدث في كل مكان وكل وقت.
أيضا، يرى معظم العلماء أنه على الرغم من أن القانون يقوم على الخبرة، فإنه يجب أن يتنبأ أو يساعد المرء على فهم الأمور غير المدرجة في تلك التجارب.
أخيرًا، يُتوقع عادةً أن يكون القانون يمكن تفسيره بمزيد من التضمين للقوانين الأخرى أو ببعض النظريات. وبالتالي، فإن الانتظام الذي توجد له أسس نظرية عامة سيتم تسميته بسهولة بقانون الطبيعة أكثر من الانتظام التجريبي الذي لا يمكن دعمه أو شرحه من خلال قوانين أو نظريات أكثر عمومية.
تطبيقات قوانين الطبيعة
لا تقتصر قوانين الطبيعة في التطبيق على مجال واحد من العوم، إحدى الطرق لتحديد ما هي قوانين الطبيعة هي النظر إذا ما كانت صالحة للتطبيق في كل نواحي الحياة.
وعلى سبيل المثال؛ لدينا قانونين شهيرين من قوانين الطبيعة، أحدهما قانون حفظ الطاقة والآخر القانون الثاني للديناميكا الحرارية، دعنا نلقي نظرة على ما جعلهما قانونيين طبيعيين.
تم اكتشاف قانون حفظ الطاقة أو بقاء الطاقة من قبل الطبيب والفيزيائي الألماني يوليوس روبرت ماير (1814-1878) خلال رحلة ممتدة في المناطق الاستوائية.
ولأنه كان طبيباً فقد صاغ هذا القانون عند التفكير في مسار الحياة العضوية، وعلى الرغم من اكتشافه من قبل مسؤول طبي، لم يفكر أحد في إمكانية قصر صلاحية هذه النظرية على العلوم الطبية فقط.
لا يوجد مجال في الفيزياء حيث لم تكن هذه النظرية حاسمة في توضيح العلاقات إنها أساسية في جميع العمليات التقنية والبيولوجية.
وعلى الجانب الآخر رودولف كلاوسيوس القانون الثاني للديناميكا الحرارية في عام 1850 خلال مسار البحث التكنولوجي.
لقد صاغ هذا القانون لتطبيقه على العمليات الديناميكية الحرارية ولكن هذه النظرية صالحة أيضًا أبعد بكثير من جميع مجالات التكنولوجيا. حتى تعدد التفاعلات والتحويلات في النظم البيولوجية تسير وفقًا لمتطلبات قانون الطبيعة هذا.[2]
ثبات القانون الطبيعي
تشير جميع الملاحظات المعروفة إلى أن قوانين الطبيعة لم تتغير أبدًا. يُفترض عمومًا أن جميع القوانين المعروفة ثابتة بمرور الوقت، ولكن هذا الأمر لا يمكننا إثباته بشكل قاطع.
وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن صياغة قوانين الطبيعة في الغالب بعبارات بسيطة للغاية. ومع ذلك، فإن آثارها غالبًا ما تكون معقدة وغير مفهومة بشكل كامل.
القانون يصاغ بمعادلات رياضية يمكن تطبيقه على الظواهر المختلفة، لكن كيف تحدث هذه الظواهر؟ ولماذا ترتبط بهذا القانون بالذات؟ هل يمكننا التغيير من ظاهرة ما أو كسر قوانينها؟ كلها تعقيدات أبعد من مجرد صيغة لفظية أو رياضية لقانون طبيعي.
تحدثنا عن خصائص قوانين الطبيعة، رأينا كيف أنها معقدة لكن بسيطة، ثابتة ويمكننا الوثوق أننا لو طبقناها فيمكننا الحصول على نفس النتائج كل مرة في أي زمان ومكان ، ما هي قوانين الطبيعة هو سؤال متشعب، نحن مازلنا نكتشف الطبيعة ونستخلص المزيد من القوانين كل يوم.[1]