‘);
}

الفترة التي أقام فيها بنو إسرائيل في مصر هي فترة حساسة من تاريخهم الطويل، ومن التاريخ المصري على امتداده، فالداخل هو نبي كريم جاء من الأراضي المقدسة بقصة عجيبة، حيث دخل بنو إسرائيل أو بنو يعقوب –عليه السلام- بقصة رائعة أظهرت الإعجاز القصصي القرآني في قصة كاملة استعرضتها سورة النبي يوسف واحدة من أعظم سور القرآن الكريم. ومما زاد هذه الفترة أهمية هي الدرس الذي قدمته للبشرية، فعندما دخل أبناء يعقوب إلى مصر دخلوا والعزة تجللهم، ولكن الزمن غير الامور وقلبها رأساً على عقب، فلقد بدأ الذل والضعف يسيطر عليهم يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر وسنة بعد سنة، إلى أن أصبحوا عبيداً عند الفارعنة المصريين، وبلغت هذه المصيبة أوجها في آخر الفترة، حيث كان المخرج الوحيد هو المخلص موسى الرسول العظيم – عليه السلام – الذي جاء بالتشريع اليهودي، وحرر بني إسرائيل من الطغيان الفرعوني الذي جثم على قلوبهم، في قصة تحرير عالمية توارثتها الديانات ديناً بعد دين وخلدتها الكتب السماوية جميعها.

ولكن الأجمل أن الداخل والمخلص، من كتب الصفحة الأولى في الرواية ومن ختمها هما شخصيتان عظيمتان عالميتان، فيوسف الداخل استطاع أن يأسر قلوب الجميع ليس بجماله خلقته بل بجمال خلفه، فلقد أعجب به المصريون ورفعوه إلى الأعالي كما أعجب به أبناء قومه، فهو شخصية توافقية توافق عليها الجميع بلا تردد، أما المخلص موسى العظيم فهو شخصية ناضلت وصارعت من أجل قومها وخلاص شعبها، فهو رمز التحرر حتى يومنا هذا وإلى الأبد. وهما أبناء السلالة الإبراهيمية التي هزت البشرية بأفعالها السامية.