تشتمل التربية على تعليم وتعلم مهارات معينة، والتي تكون – أحيانًا – مهارات غير مادية (أو ملموسة)، ولكنها جوهرية مثل: القدرة على نقل المعرفة، والقدرة الصحيحة على الحكم على الأمور، والحكمة الجيدة في المواقف المختلفة، ومن السمات الواضحة للتربية هو المقدرة على نقل الثقافة من جيل إلى آخر، وهناك المزيد من الأشياء التي ربما لم يعرفها بعض الآباء أو الأمهات عن التربية.
تعاريف:
لكي نستطيع أن نربي أطفالنا بشكل صحيح علينا أن نعرف أولا ما معنى هذه الكلمة؟
تعني توجيه (المتعلم) بأفضل طريقة نحو التحصيل المعرفي، ويمكن تعريفها بأنها تطبيقًا “لعلم أصول التدريس”، والذي يعتبر تجمعًا للأبحاث النظرية والتطبيقية والمتعلقة بعمليتي التعليم والتعلم، والذي يتعامل مع عددًا من فروع المعرفة، مثل: علم النفس، والفلسفة، وعلوم الكمبيوتر، وعلوم اللغات، وعلم الإجتماع، وأيضا هي عملية صناعة الإنسان، ولها مفهوم أخر بحيث تعتبر هى البرمجة الجزئية على رد الفعل السوى في جميع مناحى الحياة أما الآداب فهى فن تركيب النواتج التربوية، كما عرفت أيضا بتحصيل للمعرفة وتوريث للقيم كما هي توجيه للتفكير وتهذيب للسلوك، وتطلق التربية أيضا على كل عملية أو مجهود أو نشاط يؤثر في قوة الإنسان أو تكوينه، والمفهوم الشامل لها يرى أنها هي الوسيلة التي تساعد الإنسان على بقائه وإستمراره ببقاء قيمه وعاداته ونظمه السياسية والأجتماعية والإقتصادية، ومن الجدير بالذكر إن التربية في نظر البعض تأخذ منظورا دينيا ويعتبرها البعض عملية هدفها هو الحصول على الإنسان السوي المعتدل كما أقرت بذلك كل الديانات السماوية.
عرف مصطلح تربية عدة تعريفات كل منها يستند إلى خلفية قائله أو كاتبه، ووفقا للموسوعة الحرة سنجد في أدبيات الإختصاص عشرات التعاريف وربما يكون آخرها ما ورد في كتاب عوامل التربية للدكتور رشراش عبد الخالق وزميله 2001 م بأن التربية هي الرعاية الشاملة والمتكاملة لشخصية الإنسان من جوانبها الأربعة الجسدي والنفسي والعقلي والإجتماعي بهدف إيجاد فرد متوازن يستطيع إصابة قوته وإستمرار حياته والتكيف مع بيئتيه الطبيعية والإجتماعية.
ضرورة التربية:
التربية عملية ضرورية لكل من الفرد والمجتمع معا فضرورتها للإنسان الفرد تكون للمحافظة على جنسه وتوجيه غرائزه وتنظيم عواطفه وتنمية ميوله بما يتناسب وثقافة المجتمع الذي يعيش فيه، وهي ضرورية لمواجهة الحياة ومتطلباتها وتنظيم السلوكيات العامة في المجتمع من أجل العيش بين الجماعة عيشة ملائمة.
وتظهر ضرورة التربية للفرد بأن التراث الثقافي لا ينتقل من جيل إلى جيل بالوراثة ولكنها تكتسب نتيجة للعيش بين الجماعة، وإن التربية ضرورية للطفل الصغير لكي يتعايش مع مجتمعه كما أن الحياة البشرية كثيرة التعقيد والتبدل وتحتاج إلى إضافة وتطوير وهذه العملية يقوم بها الكبار من أجل تكيف الصغار مع الحياة المحيطة وتمشيا مع متطلبات العصور على مر الأيام.
أما حاجة المجتمع للتربية فتظهر من خلال الإحتفاظ بالتراث الثقافي ونقله إلى الأجيال الناشئة بواسطة التربية وكذلك تعزيز التراث الثقافي وذلك من خلال تنقيته من العيوب التي علقت به، والتربية هنا قادرة على إصلاح هذا التراث من عيوبه القديمة مع المحافظة على الأصول.
وظيفة التربية:
1- نقل الأنماط السلوكية للفرد من المجتمع بعد تعديل الأخطاء منها.
2- نقل وتغيير التراث الثقافي وتعديل في مكوناته بإضافة ما يفيد وحذف ما لا يفيد.
3- إكساب الفرد خبرات إجتماعية نابعة من قيم ومعتقدات ونظم وعادات وتقاليد وسلوك الجماعة التي يعيش بينها.
4- تنوير الأفكار بالمعلومات الحديثة.
5- تعديل سلوك الفرد بما يتماشى مع سلوك المجتمع.
إلى هنا ننهي الجزء الأول من هذه المقالة وسنكمل حديثنا عن التربية وما لا تعرفوه عنها في الجزء الثاني فانتظروه، ونتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح التربوية وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، وأنصحك بقراءة هذا المقال بعنوان: “في بيتنا مراهق الجزء الأول“، وأشركونا بتعليقاتكم وأسئلتكم وتجاربكم.