‘);
}

ما يصل الميت بعد موته من أعماله الصالحة

إنَّ ما يَصل للميت من أعمالٍ صالحةٍ قد تكون من عمله أو من عمل غيره، أمّا ما يَحصل عليه من أجرٍ عَمِله بنفسه، كقوله -تعالى-: (وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى)،[١] فهو له، ولا تناقض مع قول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- الذي أخبر فيه بوصول أجر الصدقة الجاريّة للميت، والعلم الذي يُنتفعُ به، والولد الصالح الذي يدعو له، فالصدقة من عمله، والعلم من سَعيه، والولد ثمرة تأديبه وتربيته.[٢] وفيما يأتي في المقال بيانٌ للأعمال التي تلحق الميت بعد موته، ويَصلهُ أجرُها وثوابُها.

العلم النافع

يُعدُّ العلم النافع الذي يتركُه الإنسان في حياته من الأعمال التي تلحقهُ بعد موته، لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (إنَّ مِمَّا يلحقُ المؤمنَ من عملِهِ وحسناتِه بعدَ موتِه عِلمًا علَّمَه ونشرَه)،[٣] ويُضافُ إلى ذلك تعليم الناس الخير، ونشره بينهم، ودعوتهم إليه، وأخبر النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- أنَّ هداية الناس خيرٌ من حُمُر النَّعم؛ وهي الإِبِل النفيسة، وقد أثنى الله -تعالى- على المؤمن الذي يستغفر لمن سبقهُ من المؤمنين، لِقولهِ -تعالى-: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ)،[٤] ومما يدُلُّ على انتفاعه بذلك؛ ما جاءت به السُنّة من مشروعية الدُعاء في صلاة الجنازة.[٥][٦]